كيتو (ا ف ب) استقال قائد شرطة الإكوادور على خلفية تمرد لقواته واحتجازهم رئيس البلاد رافائيل كوريا رهينة لمدة 12 ساعة في عملية وصفت بأنها "محاولة انقلابية". الجيش يحرر الرئيس من رجال الشرطة وقد عاد كوريا إلى القصر الرئاسي في العاصمة كيتو بعدما حررته عناصر من الجيش من مستشفى احتجزه فيه رجال شرطة غاضبون من إجراءات التقشف التي أقرتها حكومته. وأسفرت عملية تحريره عن مقتل شرطيين وجرح 74 شخصا. وخلفت العملية قتيلين و37 جريحا، بحسب الصليب الاحمر. وفي ختام يوم ازمة غير مسبوقة منذ وصوله الى السلطة في كانون الثاني/يناير 2007، تمكن القائد الاشتراكي (47 عاما) من مغادرة المستشفى تحت حراسة عسكرية مشددة ووسط تبادل عنيف لاطلاق النار بين جنود موالين للنظام وشرطيين متمردين. وكان شرطيون متمردون اقتحموا صباح الخميس مبنى الكونغرس ومفوضيات شرطة في العاصمة وغاياكيل المدينة الساحلية الكبيرة (جنوب غرب) وكوينكا (جنوب). كما عطل 150 عسكريا الحركة في مطار كيتو الدولي لساعات. دناءة المتآمرين وقال كوريا من شرفة القصر الرئاسي لآلاف من انصاره كانوا في انتظار عودته، انه "بسبب خطأ مجموعة من المختلين وبسبب دناءة المتآمرين المعهودين، تمت اساءة معاملة الرئيس واحتجازه وسقط اخوة اكوادوريون للافراج عنه". الاختباء بمستشفى ولجأ رئيس الاكوادور، حليف رئيس فنزويلا هوغو تشافيز، الى مستشفى بعد انفجار قنبلة مسيلة للدموع قربه اطلقها المتمردون. وكان الصليب الاحمر اشار الى سقوط 50 جريحا في صدامات بين شرطيين وانصار كوريا الذين كانوا يحاولون الاقتراب من المستشفى. العالم باسره يدعم الرئيس كوريا واعربت الولاياتالمتحدة عن "دعمها التام" للرئيس كوريا في حين عبر الاتحاد الاوروبي عن دعمه "للمؤسسات المنتخبة ديموقراطيا". وقال كوريا الذي لقي دعم المجتمع الدولي، "لقد كان احد اشد الايام حزنا في حياتي". واضاف "التاريخ سيحاكم (مدبري هذه الحوادث). اما نحن فنمضي قدما باتجاه المستقبل بمزيد من الحماس والامل والتصميم"، مؤكدا انه سيعمل مع انصاره على ان لا تتوقف ابدا "ثورة المواطن". وهتف انصاره المحتشدون "لوسيو قاتل" في اشارة الى لوسيو غوتيريز الانقلابي السابق الذي انتخب رئيسا ثم اطيح به في 2005. واشار كوريا الى غوتيريز باعتباره احد المسؤولين عن "محاولة الانقلاب التي نفذتها المعارضة وبعض قطاعات القوات المسلحة والشرطة". ورد غوتيريز في تصريح لقناة "سي ان ان" الناطقة بالاسبانية بالقول انه يرفض "هذه الاتهامات الجبانة والخاطئة والمتهورة للرئيس كوريا". وكان الشرطيون والعسكريون المتمردون، يحتجون على اقرار قانون مساء الاربعاء، يلغي بعض علاوات الاقدمية. ورفض الرئيس المدعوم من قادة الشرطة والجيش، اي حوار في هذه الظروف، وقال متحديا المتمردين في الثكنة المركزية في كيتو "اذا كنتم تريدون قتل الرئيس، فهو هنا، اقتلوه ان رغبتم". استقالة قائد الشرطة والجمعة استقال قائد الشرطة الاكوادورية الجنرال فريدي مارتينيز من مهامه اثر تمرد عناصر من قوات الامن احتجزوا لمدة 12 ساعة الرئيس رافاييل كوريا، حسبما اعلن الجمعة متحدث باسم الشرطة. وقال المتحدث الذي طلب عدم كشف هويته ان "الجنرال مارتينيز قدم للتو استقالته". واضاف انه سيعرض دوافع قراره خلال مؤتمر صحافي من المقرر ان يعقده في الساعات القادمة. استنكار قادة دول أميركا الجنوبية ودعا قادة دول اميركا الجنوبية الجمعة في بوينوس ايرس في اعلان مشترك اثر قمة لهم، الى محاكمة وادانة "المسؤولين عن محاولة الانقلاب" على رئيس الاكوادور رافاييل كوريا. وجاء في الاعلان الذي تلاه وزير خارجية البرازيل هيكتور تيميرمان ان الرؤساء يرون "ضرورة محاكمة وادانة المسؤولين عن محاولة الانقلاب ويجددون دعمهم للحكومة الدستورية" في الاكوادور. واضاف البيان ان القادة "يدينون بشدة" تمرد الشرطة والعسكريين واحتجاز كوريا ويؤكدون التصميم على "عدم التسامح مع اي مساس جديد بالسلطة الدستورية".وقرر قادة دول المنطقة الذين كانوا قرروا عقد اجتماع عاجل لمساعدة رافاييل كوريا، ارسال وزراء خارجياتهم الى كيتو في اليوم ذاته. إغلاق الحدود مع كولومبيا والبيرو واغلقت كولومبيا والبيرو الخميس حدودهما مع الاكوادور وعقدت بلدان اميركا الجنوبية كافة اجتماعا طارئا في بوينس ايرس مساء الخميس للتعبير عن دعمها لكوريا. ويبلغ عدد سكان الاكوادور نحو 14 مليون نسمة وهو بلد غير مستقر سياسيا. وتعرض ثلاثة رؤساء سابقين اما لانقلاب اطاح بهم او للاقالة من قبل البرلمان.