الكويت: في خطوة رسمية لتطويق "فتنة مذهبية" أعلنت الحكومة الكويتية، أمس، حظر التجمعات العامة للحدّ من تصاعد التوتر الطائفي بين الشيعة والسنة. وكانت توترات طائفية قد تصاعدت بقوة في البلاد، بعدما أطلق الناشط الشيعي ياسر الحبيب المقيم في لندن منذ عام 2004 تصريحات مسيئة إلى السيدة عائشة بنت أبي بكر، زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. رئيس الحكومة الكويتية محذرا من فتنة مذهبية: السكين وصلت إلى العظم وتأتي هذه الخطوة الحكومية اثر اعلان مجموعات سنية عدة في الكويت عزمها على تنظيم تجمعات عامة للمطالبة بترحيل الناشط الكويتي الشيعي من منفاه الاختياري، وكذلك سحب الجنسية الكويتية منه. وأكد رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، في تصريحات صحافية أمس، أن قرار منع التجمعات "نابع من مصلحة الكويت لأنه يمس وحدة البلد". وأضاف: "الآن وبعد أن رأينا أن السكين وصلت إلى العظم ورأينا أن الخطر وارد وموجود، لم نستطع السكوت", محذرا من "توظيف الاختلاف في الطائفية بقصد إشعال الفتنة المذهبية". تطاول على السيدة عائشة فيما حذر رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة ووزير الدفاع من "فتنة مذهبية" في بلاده، وقال إن "السكين وصلت للعظم"، أعلنت السلطات أمس عن حظر التجمعات العامة للحد من تصاعد التوتر الطائفي بين الشيعة والسنة على خلفية تصريحات أدلى بها ناشط شيعي في الخارج ضد إحدى زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام. ونقل عن مدير الإدارة القانونية في وزارة الداخلية الكويتية العميد أسعد الرويح في تصريحات صحافية قوله: "هذه فتنة ويجب أن توقف". وأشار إلى حظر "أي موكب أو مظاهرة أو تجمع في الشوارع والميادين العامة والذي يزيد عدد المشاركين فيه على عشرين شخصا". عقوبات بالحبس للمخالفين وأوضح الرويح أن المخالفين يواجهون عقوبة بالسجن سنتين، مشددا على أن وزارة الداخلية "تمارس دورها" انطلاقا من "حرصها على أمن البلد واستقراره". تأتي هذه الخطوة الحكومية بعدما أعلنت مجموعات سنية عدة في الكويت عزمها على تنظيم تجمعات عامة للمطالبة بترحيل الناشط الكويتي الشيعي من منفاه الاختياري. الإساءة للخلفاء الراشدين وتصاعدت التوترات المذهبية بقوة في الكويت بعدما أطلق الناشط الشيعي ياسر الحبيب، المقيم في لندن منذ العام 2004، تصريحات مسيئة للسيدة عائشة بنت أبي بكر زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كان ياسر الحبيب قد غادر الكويت هربا من حكم بالسجن عشر سنوات بسبب تصريحات مسيئة حول أول الخلفاء الراشدين وثانيهم. غضب السنة بالكويت وأقام الحبيب في لندن، قبل نحو أسبوعين، حفلا بمناسبة ذكرى وفاة السيدة عائشة، وأطلق في هذه المناسبة تصريحاته المثيرة للجدل. وقد بثت هذه التصريحات في شريط مصور نشر على موقع الحبيب الإلكتروني. وأسفرت هذه التصريحات عن موجة من الردود الشاجبة، خصوصا من قبل الإسلاميين السنة، الذين طالبوا الحكومة بالسعي إلى تسلم الحبيب أو بسحب الجنسية الكويتية منه. في المقابل، طالب نواب شيعة بتدابير مشابهة مع ناشطين سنة انتقدوا الشيعة. وهدد نواب إسلاميون سنة باستجواب رئيس الوزراء أو وزير الداخلية إذا لم تتحرك الحكومة. الشيعة يشكلون ثلث الكويتيين وبحسب مصادر غير رسمية، فإن الشيعة يشكلون نحو ثلث الكويتيين البالغ عددهم 1,1 مليون نسمة، ولديهم تسعة أعضاء في مجلس الأمة المؤلف من خمسين مقعدا، إضافة إلى وزيرين في الحكومة المؤلفة من 16 وزيرا. فتنة بغيضة وأكد رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة ووزير الدفاع، الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، أمس، أن بلاده ستتصدى بكل حزم لكل من يحاول جرها إلى أية فتنة بغيضة، مطالبا الجميع بالتكاتف وتحمل مسؤولياته الوطنية في هذا الشأن. وذكر الشيخ جابر المبارك أن الحكومة ستنسق مع السلطة التشريعية التي هي في إجازة حاليا "وإذا رأينا أن هناك قصورا في قوانيننا فإن مصلحة الكويت فوق كل شيء"، مضيفا أن "الدول العظمى التي سبقتنا في الديمقراطية اتخذت إجراءات قانونية صارمة وصلت إلى حد الحريات الشخصية.. وآن الأوان لأن نتكاتف في هذا الأمر ونحمي الشعب الكويتي وجبهتنا الداخلية من الضرر". وأضاف أنه لن يتم المساس بالحريات أو يحدث شيء من هذا القبيل، مؤكدا أن الحريات مصانة وأنه لا يوجد أي مانع من عقد أية ندوة لا تتطرق إلى الطائفية. سحب الجنسية من الناشط ياسر الحبيب وعن الإجراءات الحكومية باتجاه سحب الجنسية من الناشط ياسر الحبيب، قال الشيخ جابر المبارك: إن مجلس الوزراء قرر في اجتماعه الأسبوع الماضي تكليف وزير الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الشأن من خلال البدء باستدعاء المدعو الحبيب "وإذا رفض أو تم رفض الطلب فيرفع لنا الموضوع لاتخاذ إجراء آخر في حقه". وأضاف: "اتضح لنا بعد ذلك أن المطلوب لديه جواز سفر دولة أخرى، لكن هذا لا يمنع أن نتخذ بحقه الإجراءات القانونية التي ينص عليها قانون الجنسية، ومنها سحب الجنسية الكويتية أو إسقاطها عنه.. وسنتخذ أيا من الإجراءين؛ لأن مصلحة الكويت فوق كل شيء". وأضاف: "الآن وبعد أن رأينا أن السكين وصلت إلى العظم ورأينا أن الخطر وارد وموجود لم نستطع السكوت واتخذنا إجراءاتنا ولا نريد عرقلة هذه الإجراءات؛ لذا نريد منكم أن توضحوا الحقيقة للشعب وتخبروهم أن ما يحدث هو لمصلحتهم أجمعين وليس لمصلحة فئة دون فئة".