منذ بداية الإعلان عن مسلسل الجماعة، للكاتب وحيد حامد، وبالإضافة للضجة الضخمة التي أثارها الإقدام لأول مرة في تاريخ الدراما على تناول جماعة الإخوان المسلمين في مسلسل تليفزيوني، فقد علم الجمهور -وفقا لما تم إعلانه من صناع العمل- أن المسلسل سوف يتوقف في حلقته الثلاثين والأخيرة عند مشهد اغتيال المرشد العام للجماعة الإمام الشهيد حسن البنا، وجنازته التي لم تسر فيها إلا النساء ووالده وشقيقه وزميله المسيحي مكرم عبيد، بسبب تعليمات أمن الدولة! ومع ذلك، فقد كانت مفاجأة لجميع المشاهدين، أن ينتهي المسلسل المثير للجدل أمس الثلاثاء فجأة في الحلقة الثامنة والعشرين، دون أي مقدمات، ودون الوقوف عند ذروة درامية ما، ليعقب ذلك ظهور عبارة على الشاشة تخبرنا أن للمسلسل جزءا آخر!! وهو الأمر الذي فتح المجال أمام الكثير مكن التكهنات، والتي دارت أغلبها حول تدخل الأمن لمنع إذاعة الحلقتين الأخيرتين، لمنع تعاطف المصريين مع الجماعة، أكثر من ذلك، وهو الأثر الذي يبدو أن صناع العمل لم يكونوا يقصدونه بالمرة وهم يعدّون المسلسل، ولكنه ما تحقق بالفعل، بسبب تعاطف العمل الواضح مع رجال الأمن منذ أول حلقات المسلسل، وإظهاره لجماعة الإخوان في صورة مخالفة للحقيقة في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى تعمد تشويه بعض وقائع التاريخ القريب الذي ما يزال حاضرا في أذهان من عاصروه! ومن ناحية أخرى، ولمواجهة الافتراءات التي شهدها المسلسل على الإخوان -من وجهة نظرهم- فقد قررت الجماعة تقديم عمل درامي كبير، يتناول الصورة الحقيقية لجماعة الإخوان، وقد اختار له مبدعوه اسم "البنا رحلة لم تنته"، وسوف يبدأ العمل فيه بعد عيد الفطر مباشرة، على أن يجري تصويره في إحدى الدول العربية الشقيقة التي لم يتم التصريح باسمها حتى الآن. وطالب أحمد سيف الإسلام نجل الإمام الشهيد حسن البنا، التليفزيون المصري، بعرض مسلسلهم، كما عرض مسلسل الجماعة من قبل، للتأكيد على شفافيته، ودعمه لمبدأ تكافؤ الفرص، مؤكدا أن مسلسل "البنا رحلة لم تنته" لن يقدم إلا الحقائق التاريخية الثابتة بالأدلة والبراهين فقط.