قال الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، إن الشعب المصرى ليس عقارا أو تراثا لكى يورث، وإن مصر أكبر من أن تورث، مضيفا أن الفلاح المصرى الزعيم أحمد عرابى سبق أن قال من قبل " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا". وتابع فى كلمته التى ألقاها أثناء المؤتمر الذى عقده حزب الوفد لعرض الضمانات المقترحة بشأن نزاهة الانتخابات مساء اليوم " نقولها من مقر حزب الوفد لن نورث بعد اليوم " بحسب ما ذكرت صحيفة اليوم السابع في نسختها الصادرة صباح اليوم. وأعلن حزب الوفد خلال المؤتمر عددا من المقترحات لضمان نزاهة الانتخابات القادمة تتعلق بعضها باللجنة العليا للانتخابات وتشكيلها واختصاصاتها، وطريقة إعداد جداول الانتخابات استنادا إلى قواعد بيانات الرقم القومى لمنع التلاعب فى الانتخابات . الوفد قائد كفاح الشعب المصرى وأعلن البدوى أنه سيدعو إلى اجتماع للجمعية العمومية يوم 17 سبتمبر القادم لإصدار قرار بشأن خوض انتخابات مجلس الشعب، أو مقاطعتها فى حالة عدم موافقة الحكومة على مقترحات الوفد. وأمام ما يقرب من 3000 شخص، وفي كلمة استغرقت 45 دقيقة، أكد الدكتور البدوي أن الوفد هو الذى قاد كفاح الشعب المصرى منذ عام 1919 ويتواصل كفاح الوفد من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. الوفد نجح فى تقديم نموذج حقيقي لتداول السلطة وأضاف قائلاً: "نطالب بصيغة اجتماعية تحقق للمواطن وللوطن مكانتهما، وأن ذلك لن يتحقق إلا بالكفاح على أرض الواقع، وأنه يحق لنا اليوم أن نعتز بما حققه الوفديون، حيث نجحنا فى تقديم نموذج حقيقي لتداول السلطة، والتزمنا بمبادئ لاننادى بها فقط بل نمارسها"، مشددًا على أن هذه الصورة التى قدمها الوفد و افتقدها المجتمع انعكست على جموع كبيرة من كافة شرائح الوطن، بانضمامهم لحزب الوفد. وجدد السيد البدوي التأكيد على ما وعد به بأنه اذا لم يتمكن خلال 18 شهراً من اعادة الوفد لصدارة المشهد السياسى فأنه سوف يتقدم لاعضاء الوفد باستقالته و قيادات الوفد جميعاً، لفشلهم جميعاً . وطالب الحزب خلال المؤتمر باستخدام الرقم القومي في التصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة لضمان نزاهة الانتخابات، معلنًا عم عددًا من المطالب لضمان نزاهة الانتخابات، تتعلق بعضها باللجنة العليا للانتخابات وتشكيلها واختصاصاتها، وطريقة إعداد جداول الانتخابات. سيطرة الحزب الوطني على الحكم وراء تردي الأوضاع وحول الأوضاع المختلفة في مصر، شن السيد البدوي هجومًا حادًا على الحكومة، مشيرًا إلى أن مصر تعاني في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك بسبب سيطرة الحزب الوطني على الحكم وعدم الاستماع لأي مطالب تطالب بالديمقراطية خلال ال 30 عامًا الماضية. وقال البدوى رئيس حزب الوفد: "إن الشعب المصري يعاني من زيادة الفقراء والعاطلين ويعيش الملايين فى مناطق عشوائية و يتعرضون لمعاناة كبيرة للحصول على رغيف الخبز، كما يعاني المصريون من الأمراض وتردي جميع أنواع الخدمات ويشاهد المصريون انتشار الفساد فى كافة مرافق الدولة كما تتراجع مكانه مصر عربياً ودولياً و كذلك فى ظل عربده اسرائيليه و يعانى المصريون من خوف من المستقبل بشأن تراخى الدوله تجاه الموقف الصادم لدول حوض النيل . تعديل المادتين 76 و 77 واضاف ان ما تعانيه مصر هو نتيجة واحدة، لغياب الديمقراطية و حكم مصر من جانب حزب واحد يتسلط عل الشعب المصرى ،وشدد رئيس حزب الوفد على انه اذا لم تتحقق الضمانات الانتخابيه فأنه سوف يدعو الجمعية العموميه لحزب الوفد يوم 17 سبتمبر القادم لاتخاذ موقف من مسألة خوض انتخابات مجلس الشعب من عدمه . واضاف السيد البدوي، إن السبيل الوحيد لضمان عزة مصر و هو قيام نظام ديمقراطى يقوم على تعدديه حزبيه و حقوق انسان و اعلام و قضاه مستقلان و قال ان مصر اقدم دوله فى تاريخ البشريه يجب ان تحمى مواطنيها بعيداً عن احتكار السلطه واكد المطالبه بتعديل المادتين 76 و 77 حتى لا تكون هناك قيود امام الشعب لاختيار من يحكمه. فترة رئاسة الجمهورية يجب ألا تزيد عن مدتين وأكد رئيس الوفد، انه آن الآوان أن نرى انتخابات رئاسية حقيقية بحيث يكون أمام الشعب الحق فى الاختيار وأن تكون آلامه هى مصدر السلطات فعلاً لا قولاً ، قائلاً "إننا نريد أن نرى فى مصر رئيساً سابقاً بتعديل الماده 77 بحيث لا تزيد مدة رئيس الجمهوريه عن مدتين و طالب رئيس حزب الوفد بأن يكون قانون الاحزاب بسمح لاى مجموعه تشكيل حزب سياسى بحيث لا يتكون اى حزب على اساس دينى او طائفى او جغرافى و كذلك لا تكون له ميليشات مسلحه . وأضاف البدوي أن النظام الأمثل هو نظام الانتخابات بالقائمة النسبية الذي له مزايا منها ضخ دماء جديدة و كذلك الانتخابات بالقائمة النسبية سوف تسمح للأحزاب بتحقيق 5% من مقاعد مجلس الشعب بما يتيح لها الترشح للانتخابات الرئاسية كما أن نظام القائمة النسبية يضمن تمثيل الأقباط وأصحاب الفكر فى المجتمع الذين لا يحترفون ألاعيب الانتخابية . نظام القائمة النسبية سوف يقضي على ظاهره العنف و البطلجة وقال رئيس حزب الوفد، إن نظام القائمة النسبية سوف يقضي على ظاهره العنف و البطلجة و التى سيكون من الصعب السيطرة عليها فى الانتخابات، وشدد البدوي إلى أهمية الحفاظ على قضاة مصر من خلال مطالبة الوفد بعودة دور القاضي فى الانتخابات لأن القضاة هم الملاذ الوحيد وأخر خطوط الدفاع أمام حكومة تداخلت فيها المصالح بحيث أصبح القائم على حماية المال العام هو نفسه المستثمر. وأشار إلى أن تعزيز استقلال القضاء ينادى به الوفد منذ 1919 و طالب البدوى بأن تكون هناك ميزانيه مستقله للقضاه و عدم تبعية التفتيش القضائى لوزارة العدل و ان يكون تعيين النائب العام بقرار من خلال الهيئات القضائيه و ليس من خلال السلطه التنفيذيه . الوحدة الوطنية هي حجر الزاوية فى استقرار الوطن وقال البدوي، "إنه ليس العيب فى حكومه رجال الاعمال و لكن فى القوانين الحاكمة، مشيراً إلى أن النائب الوفدى علاء عبد المنعم قدم قانون محاكمة الوزراء منذ 3 سنوات و لم يخرج للنور حتى الآن و أشار البدوي إلى انه عند اعلان انتخابات الوفد "فوجئنا باهتمام شديد من الرأي العام، فتأكدنا ان الانسان المصرى ما زال يعيش بداخله زعماء الوفد و انحياز الوفد للشعب المصري، وعندما عاد الأمل فى عودة الوفد مرة أخرى التف الشعب المصرى حول الوفد". وحول الوحدة الوطنية، أكد رئيس حزب الوفد أنها كانت ولا تزال وستظل حجر الزاوية فى استقرار الوطن منذ امتزاج دماء المصريين مسلمين و مسيحين فى ثورة 19 حيث ارتفعت الاعلام آنذاك تحمل الهلال و الصليب و ارتفع شعار عاش الهلال مع الصليب و قدم للاقباط مئات الشهداء و كذلك عندما عاد الزعيم خالد الذكر سعد زغلول من منفاه زار مقابر شهداء المسلمين و المسيحيين . وأشار إلى كلمة القمص سرجيوس عام 1919 التى قال فيها (اذا كان الانجليز يتذرعون ببقائهم فى مصر لحماية الاقباط فليمت الاقباط و يحيا المسلمون ) مشيراً إلى انه عند محاكمة الانجليز ل 7 من قاده الثوره كان منهم 4 اقباط و صدر حكم عليهم بالاعدام ثم تم تخفيف الحكم بعد ذلك عليهم بالسجن 7 سنوات و حذر رئيس الوفد ان الوحده الوطنيه فى خطر و النار تحت الرماد مما يهدد بحدوث فتنه طائفيه من خلال عدم فهم تعاليم الاديان من رجال الدين الاقباط و المسلمين وكذلك التحريض من الداخل و الخارج على اشعال الاحداث. أمريكا لا تريد ديمقراطيه في مصر وأكد البدوي أن هناك مشكلة و لابد من وضع الحلول الناجزة لها، وقال "إننا جميعاً أحزاب ووسائل إعلام وكافة مؤسسات المجتمع مسئولون عن ذلك"، محذرًا من أن بعض الجمعيات التى تتلقى تمويلاً اجنبياً تحاول زعزعة استقرار الوطن مؤكداً ان امريكا لا تريد ديقراطيه فى مصر لان ما يعنيها فى المنطقه فقط امرين هما البترول و اسرائيل كما ان امريكا تعلم ان قيام ديمقراطيه فى مصر سوف ينقلها لكل الدول العربيه و يمكن ان يتم منع البترول كما ان امريكا لن تسمع بقيام ديمقراطيه فى مصر حتى لا تصبح واحه للديمقراطيه فى المنطقه بدلاً من اسرائيل و قال رئيس الوفد انه لابد من سرعة اصدار قانون دور العباده الموحد لارساء المبادئ الموضوعيه لحرية ممارسة الشعائر الدينيه مؤكدا انه لابد ان تكون المواطنه هى العيار الوحيد للحقوق و الواجبات . الفساد وغياب الديمقراطية وجهان لعمله واحده وقال البدوي إن الوفد ليس حزباً علمانياً فلم يكن علمانياً و لن يكون، فثورة 1919 قادها واشعلها رجال الدين الاسلامى و المسيحي من فوق منبر الازهر والكنائس مؤكداً ان الوفد حزب مدنى حر يؤمن بالديمقراطية القائمة على التعددية وتداول السلطة والعداله الاجتماعية والدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان ومحاسبة كل من يتعدى عليها و الإيمان بالشريعة الإسلامية كمصدر رئيسي للتشريع وكذلك كل المبادئ التى تنص عليها الاديان السماوية. وقال رئيس الوفد، إن الفساد وغياب الديمقراطيه وجهان لعمله واحده مطالباً بمواجهه الفساد بالرقابه الشعبيه و القضاء المستقل والاعلام الحر واكد د. السيد البدوى انه آن الآوان لآن ليتحقق شعار "الحق فوق القوه والامه فوق الحكومه" حضور إعلام مكثف فيما اعتبر النائب محمد مصطفى شردي، المؤتمر، بمثابة العودة الرسمية لحزب الوفد للساحة السياسية، مؤكدًا أن الحزب لن يمل من تكرار المطالب الأساسية لضمان نزاهة الانتخابات البرلمانية المقبلة. المؤتمر شهد حضورًا إعلاميًا مكثفًا، حيث قام بتغطيته 21 قناة فضائية، وتم بث فعاليات المؤتمر على الهواء مباشرة عبر قناتي الجزيرة مباشر و المحور. يجدر الإشارة إلى أن المؤتمر حضره من القيادات الوفدية الجديد رجل الأعمال رامي لكح، والشاعر أحمد فؤاد نجم، ومن المستقلين الدكتور يحي الجمل.