ستكون الأنظار موجهة اليوم الأحد إلى ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبرج حيث يتقارع المنتخبان الأسباني والهولندي على مجد طال انتظاره وعلى الانضمام إلى نخبة المنتخبات المتوجة باللقب المرموق عندما يتواجهان في نهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010. وبلغ المنتخب الأسباني النهائي للمرة الأولى في تاريخه بعدما وضع حدا لمغامرة نظيره الألماني الشاب بفوزه عليه 1-صفر في نصف النهائي بهدف سجله مدافعه كارلوس بويول. أما المنتخب الهولندي فتخلص من نظيره الأوروجواياني بالفوز عليه 3-2، ليبلغ النهائي للمرة الأولى منذ 32 عاما وتحديدا منذ خسارته أمام الأرجنتين 1-3 بعد التمديد عام 1978، والثالثة في تاريخه بعد خسارته نهائي 1974 أمام ألمانياالغربية 1-2. واستحق المنتخبان تواجدهما في مباراة "المجد" لأنهما كانا الأفضل إلى جانب المنتخب الألماني، وإن كانا بأسلوبين مختلفين، حيث حافظ الأسبان على أدائهم الهجومي الرائع الذي ظهروا به خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، فيما قارب الهولنديون مشاركتهم التاسعة في النهائيات بأسلوب مغاير تماما للكرة الشاملة التي قدموها للعالم في السبعينات، إذ اتسم أداؤهم بالواقعية الألمانية التي اعتمدها مدربهم بيرت فان مارفيك. وبغض النظر عن هوية الفائز في هذه المواجهة التاريخية للبلدين، فإن الكأس ستبقى في القارة الأوروبية بعد أن توجت بها إيطاليا قبل أربعة أعوام بفوزها على ضيفتها فرنسا بركلات الترجيح. وبخروج الأوروجواي من نصف النهائي فقدت أمريكا الجنوبية آخر ممثليها في العرس العالمي وفشلت بالتالي للمرة الثانية على التوالي في حجز مقعدها في النهائي، فيما أصبحت أوروبا أمام فرصة مؤكدة للحصول على اللقب للمرة الأولى خارج القارة العجوز. وحرصت أمريكا الجنوبية على التواجد في المباراة النهائية للمونديال من 1986 إلى 2002 من خلال عملاقيها البرازيلي والأرجنتيني، قبل أن تغيب عن النسختين الأخيرتين في ألمانيا 2006 وجنوب إفريقيا 2010. وهي المرة الثامنة التي تغيب فيها منتخبات أمريكا الجنوبية عن المباراة النهائية للمونديال بعد أعوام 1934 و1938 و1954 و1966 و1974 و1982 و2006، فيما غابت عنها المنتخبات الأوروبية مرتين فقط عامي 1930 و1950. وتتقاسم المنتخبات الأمريكيةالجنوبية والأوروبية ألقاب النسخ ال 18 للمونديال برصيد 9 ألقاب لكل منها، أمريكا الجنوبية: البرازيل (5 مرات) الأرجنتين (مرتان) الأوروجواي (مرتان)، أوروبا: إيطاليا (4 مرات) ألمانيا (3 مرات) إنجلترا (مرة واحدة) فرنسا (مرة واحدة)، ما يعني أن أوروبا ستتقدم على أمريكا الجنوبية بفارق لقب بعد يوم الأحد. ومن المؤكد أن المنتخبين الأسباني والهولندي اللذان لم يتواجها سابقا في النهائيات، لا يكترثان بتاتا بمسألة المنافسة الأوروبية - الأمريكيةالجنوبية، لأن كل منهما يبحث عن المجد لنفسه وستكون معركة "سوكر سيتي" نارية تماما نظرا إلى أن صفوف المنتخبين تعج بالنجوم الكبار الذين تركوا بصماتهم بشكل رائع في المونديال الأول على الأراضي الإفريقية، وعلى رأسهم مهاجم "لا فوريا روخا" دافيد فيا وصانع ألعاب "البرتقالي" ويسلي شنايدر اللذان يخوضان مواجهة خاصة بينهما لأنهما مرشحان للحصول على الحذاء الذهبي لأفضل هداف في النهائيات وكل منهما يملك خمسة أهداف حتى الآن. وفي حال نجح دل بوسكي في قيادة الأسبان إلى اللقب الغالي، فسيصبح "لا فوريا روخا" ثاني منتخب فقط يتوج بلقب كأس أوروبا ثم بكأس العالم بعد عامين، وسبقه إلى ذلك منتخب ألمانياالغربية الذي فاز باللقب القاري عام 1972 ثم العالمي عام 1974، في حين أن المنتخب الفرنسي حقق هذا الأمر بصورة معاكسة حيث فاز بكأس العالم عام 1998 ثم بكأس أوروبا عام 2000، علما بأنه لم ينجح أي منتخب برفع كأس العالم بعد خسارته مباراته الأولى وكانت أسبانيا سقطت في مستهل مشوارها أمام سويسرا (صفر-1). وفي المعسكر الآخر، سينجح المنتخب الهولندي في معادلة رقمين قياسيين في حال خرج فائزا من مواجهته التاريخية مع أسبانيا والظفر بلقبه العالمي الأول، لأنه لم يذق طعم الهزيمة في 25 مباراة على التوالي، بل إنه فاز في المباريات الثماني التي خاضها في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى جنوب إفريقيا 2010، كما أنه فاز في مبارياته الست في النهائيات حتى الآن، وفي حال خروجه فائزا من مواجهة اللقب سيعادل الرقم القياسي الذي حققه المنتخب البرازيلي في طريقه إلى لقب بطل مونديال المكسيك 1970. كما سيعادل المنتخب الهولندي في حال فوزه باللقب للمرة الأولى الرقم القياسي من حيث الفوز بجميع المباريات في النهائيات (7) والمسجل أيضا باسم البرازيل خلال مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002. لكن فان مارفيك لا يكترث لجميع هذه الإحصائيات وكل ما يريده هو أن يحافظ لاعبوه على تركيزهم لأن التأهل إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ 32 عاما "لا يعني أننا فزنا بأي شيء".