تواصلت اليوم التظاهرات والاحتجاجات التي يقودها شبان وسياسيون وحقوقيون في مدينة الإسكندرية تلك المدينة الجميلة "الهادئة" لتصبح على صفيح ساخن بسبب تنامي موجة الغضب التي ضربت سواحل عروس البحر الأبيض تنذر بحدوث تسونامي جديد قد يأكل الأخضر واليابس. قطع 3 آلاف مواطن بالإسكندرية الطريق العام أمام مسجد سيدى جابر بمجرد حضور والدة القتيل إلى المسجد مرددة "حبيب العدلى باطل" "الداخلية باطلة" "الحزب الوطنى باطل"، الأمر الذى جعل المتظاهرين يلتفون حولها ويقطعون الطريق العام، فيما حاول رجال الأمن صد التظاهر مما أدى إلى حدوث اشتباكات بين الطرفين وهدد المتظاهرون بمواصلة المسير نحو قسم شرطة سيدى جابر محل الواقعة من أجل القصاص للقتيل من الموجودين بالقسم. ومن جانبه تقدم صابر أبو الفتوح، عضو مجلس الشعب، بطلب إحاطة ضد وزير الداخلية طالب فيه بعدة أمور، أهمها استنكار ممارسات الشرطة الذين أصبحوا فوق القانون واحترام القانون والدستور، وطالب بمعاقبة الجناة حتى يرتدع المرضى النفسيين من رجال الشرطة، كما طالب الشعب المصرى أن يقوم بفضح الممارسات التى تحدث لهم وأرجع سببها الرئيسى إلى تداول السلطة. وأكد محمد عبد العزيز، محامى مركز النديم أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المجنى عليه، أن وزارة الداخلية أصدرت بيانا أكدت فيه، على غير الحقيقة، أن المجنى عليه توفى إثر جرعة زائدة من المخدرات، فى حين أنه لم يوجد حتى الآن أى أثر لتقرير الطب الشرعى. كما دعت القوى السياسية المتواجدة إلى تنظيم وقفة ظهر الغد أمام محكمة الحقانية بالإسكندرية. ويواصل الآن المتظاهرون هتافاتهم ضد الداخلية فيم تستمر محاولات رجال الشرطة لاعتراضهم واحتواء الموقف، خاصة أن أعداد المتظاهرين فى ازدياد مستمر. "يا خالد نام واتهنا واستنانا فى الجنة... القصاص القصاص" بهذه الكلمات هتف حوالى 3 آلاف من أبناء الإسكندرية والقوى السياسية المختلفة من أعضاء حركه الجمعية الوطنية للتغيير وحركة الاشتراكيين الثوريين و6 أبريل وعبد الرحمن الجوهرى منظم حركة كفاية وأهالى المجنى عليه والمواطنين وأصدقائه الذين احتشدوا عقب صلاة الغائب أمام مسجد سيدى جابر بميدان كيلوباترا. ومن ناحيتها فرضت قوات الأمن كوردونا أمنيا حول المتظاهرين لمنعهم من الخروج إلى ميدان كليوباترا بعدما رفعوا الأعلام المصرية، وطالبوا بسرعة تدخل القوى السياسية، كما توافدت المراكز الحقوقية ووكالات الأنباء منذ ظهر اليوم نحو مسجد سيدى جابر للتضامن مع أسرة القتيل وللتنديد بممارسات رجال الشرطة. انتقدت صحيفة نيويورك تايمز، فى تقرير للأسوشتيتد برس، ما تعرض له الشاب خالد سعيد، ضحية التعذيب بالإسكندرية، على يد أفراد الشرطة. ونقلت عن أسرة الفقيد اتهامهم للشرطة بتعذيب نجلهم حتى الموت بعد نشر لقطات فيديو على الإنترنت يظهر فيه ضباط الشرطة وهم يتقاسمون غنيمة من المخدرات. وانتشرت صور خالد، الذى يبلغ من العمر 28 عاما، على المواقع الاجتماعية حيث وصفه النشطاء ب"شهيد قانون الطوارئ". وقال مسئول فى الشرطة، لم يكشف عن هويته لأنه غير مسموح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إن سبب مصرع سعيد غير معلوم ويتم التحقيق فيه. وقالت منظمة العفو الدولية إن الشرطة أبلغت أسرة الفقيد فى بداية الأمر أنه ابتلع كمية من الحشيش عندما اقتربت منه رجال الشرطة، مما أدى إلى مقتله بجرعة زائدة، ومن المرتقب نشر نتائج التشريح اليوم السبت.