"مادام الكولسيوم قائما ستبقى روما قائمة وحين تسقط روما سيسقط العالم بأسره" هكذا تقول الأسطورة الرومانية القديمة علي هيبة وعظمة مدرج الكولسيوم، ولعبقرية هذا المكان سنتجول اليوم في أروقته لنتعرف سويا علي تاريخ الأعجوبة السادسة من عجائب الدنيا السبع. تسمية المكان: يمكنك أن تقول مدرج الكولسيوم أو الكولوسيوم أو الكلوسيم أو" الفلافي" بالإيطالية، ويرجع سبب بنائه بالقرب من قصر الإمبراطور نيرون لتعويض أهل روما عن الضرر الذي لحق بهم بعد مصادرة أراضيهم. تاريخ المدرج: تم بناء المدرج في عهد الإمبراطور "فيسباسيان" ليستغرق بناؤه عامين "70 -72 م"، ليظهر بشكله النهائي للجمهور في عام 80 م في عهد تيتوس، ولكن طرأت عليه بعض التغييرات في تصميمه في عهد دوميتيان. تصميم المدرج: شيد الكولسيوم علي شكل مدرج أو مسرح نصف دائري يتسع حوالي 50000 شخص، فقد صمم بشكل هندسي بديع يصل محيط دائرته ل 52 مترا، ويتكون من أربعة طوابق مبنية من الحجر الجيري، الطابق الأول يحتوي علي أعمدة من النوع الدوري ويليه طابق تحمله أعمدة من النوع الأيوني ثم الطابق الثالث بأعمدة من النوع الكورنثي، وتزين تيجان الأعمدة بزخارف تشبه أوراق الأشجار. وعندما أدرك الأباطرة الرومانيون الحل السحري للسيطرة علي الشعب من خلال تسليته بالرياضة، أصبح المدرج هو المكان الأنسب لقاتل المتصارعين، وإجراء المسابقات الجماهيرية العامة، لذلك صمم المدرج بشكل يسمح بالقيام بتلك المهمة، لتجد عند زيارتك للكولسيوم أنه يحتوي علي ثمانين مدخلا ، كما ينقسم إلي ثلاثة أقسام ،المسرح المدور الذي تتم فيها الاحتفالات أو المصارعة، والمنصة العالية المخصصة للإمبراطور ومعاونيه، ومقاعد المتفرجين التي تنقسم وفقا لطبقات الشعب. وقد ظل الكولسيوم يستخدم لأغراض مختلفة تبعا للتغيرات الطارئة لمدة 500 عام وحتى سقوط الدولة الرومانية في عام 476م.