* وزير داخلية الانقلاب يصف الحراك الطلابى "بالمؤامرة "ويحذر الطلاب من الانسياق وراءها * داخل الجامعة.. الاحتفاء بالعشرات من مؤيدى الانقلاب ومواجهات بالرصاص الحى والخرطوش للآلاف من معارضيه * إدارات الجامعات تتعمد تشويه الحراك الطلابى بهدف استعداء بقية الطلاب عليهم الطلاب: محاولات الانقلابيين لن تجدى نفعًا وقضيتنا أكبر من أى اختلافات الخبراء: الانقلابيون يطبقون سياسية الاستبداد الكبرى "فرق تسد" بعد فشل حلولهم القمعية الطلاب يضربون أروع الأمثلة بتماسكهم.. وعلى الكبار أن يحذو حذوهم لم تكن تصريحات وزير داخلية الانقلاب بأن ما يحدث فى الجامعات المصرية "مؤامرة يقودها طلاب الإخوان ويجب ألا ينساق وراءها الطلاب".. ما هى إلا محاولة تضاف إلى قائمة المحاولات الفاشلة التى يقودها الانقلابيون لإخماد ثورة الطلاب المشتعلة فى كل الجامعات، بهدف إثارة الفتنة وشق وحدة الصف الطلابى الذى توحد على الرغم من اختلاف انتماءاته السياسية حول هدف واحد وهو الإصرار على مواصلة النضال حتى القصاص لكل من أريقت دماؤهم غدرًا من الطلاب على يد مليشيات الانقلاب الدموى. ولقد سبق هذه المحاولة محاولات أخرى تصب فى نفس الهدف وهو بث الوقيعة بين الطلاب، كان منها محاولات التشويه المتعمدة التى تقودها إدارات الجامعات المتواطئة مع أمن الانقلاب من خلال إلصاق أى أعمال تخريبية يقوم بها البلطجية من مساعدى الداخلية إلى الطلاب بهدف تشويه فاعلياتهم السلمية واستعداء بقية الطلاب عليهم، وفى نفس السياق تواصل الإدارات موقفها المتحيز من خلال مباركتها لأى اشتباك يحدث بين الطلاب من مؤيدى ومعارضى الانقلاب داخل الجامعة من الطلاب لتكتب تقريرا تدين فى نهايته الطلاب المعارضين وتطالب بتدخل الأمن والشرطة لحماية الطلاب ومنشآت الجامعة من خطرهم كما حدث فى العديد الجامعات منها القاهرة وعين شمس وحلوان والفيوم والمنصورة! ومن أحدث محاولات الوقيعة التى قادها الانقلابيون هى محاولة تبرئة ساحة الداخلية من قتل الطالب "محمد رضا" الطالب بكلية هندسة القاهرة من خلال الادعاء الكاذب بأن الداخلية لم تستخدم طلقات الخرطوش وأن ما استخدمته فقط هو طلقات "بتلسع" على حد تعبير الوزير الانقلابى حسام عيسى (!!)، فى إشارة إلى أن من استخدم "الخرطوش" هم الإخوان، ولكنها أكذوبة لم تستطع الصمود طويلا أمام الكمّ الهائل من الفيديوهات المصورة والشهادات المتعددة لشهود العيان، وهو ما وضع وزير داخلية الانقلاب فى مأزق لم يجد مخرجًا منه سوى اللجوء إلى أسلوب الخداع والمكر، مستخدمًا نفس التعبيرات الماكرة لقائد الانقلاب العسكرى السفاح عبد الفتاح السيسى حيث قال فى آخر تصريحاته "تتقطع إيدينا لو اتمدت على أى طالب، دول ولادنا"! وكأنها المرة الأولى التى يقتل فيها طلاب مصر؟!.. بالرغم من أن يده ويد مليشياته لا تزال ملطخة بدماء ما يزيد عن 213 طالبا منذ انقلاب يونيو بحسب آخر تقارير اتحادات طلاب مصر، الذى وقعت عليه 15 جامعة حكومية وبحسب التقرير -والذى صدر فى بداية شهر نوفمبر الماضى أى قبل انضمام الطالب الشهيد محمد رضا والطالبين الذين استشهدا فى مجزرة المدينة الجامعية إلى قائمة شهداء الطلاب- فإن جامعة الأزهر تتصدر القائمة من حيث عدد الضحايا والمعتقلين من الطلاب وتليها جامعة القاهرة ثم جامعة المنصورة، هذا بخلاف مئات الإصابات والتى من بينها إصابات خطيرة لا يزال يقبع على آثارها العديد من الطلاب فى المستشفيات، فضلًا عن الاعتداءات والممارسات القمعية التى يتعرض لها الطلاب ما بين ضرب وسحل أثناء مسيراتهم السلمية، وغيرها من الممارسات الإجرامية التى تمثل فى حد ذاتها حائط صد ضد أى محاولات فاشلة لإخماد ثورتهم ضد ظلم وإجرام الانقلابيين، ولعل الواقع يشهد على ذلك حيث استمرار الخطوات التصعيدية فى الجامعات المختلفة والتى يشارك فيها الطلاب على اختلاف انتماءاتهم، والتى كان آخرها إعلان الاعتصام المفتوح فى كلية الهندسة جامعة القاهرة والتى سبقها خطوات أخرى تصعيدية تمثلت فى الإضراب فى العديد من الجامعات عن الدراسة وعن الامتحانات منها: جامعات الأزهر والقاهرة والفيوم وبنى سويف وحلوان وعين شمس وغيرها من الجامعات الأخرى، هذا بجانب استمرار حراكهم الثورى المستمر. ومن جانبها دعت مؤخرًا "حركة طلاب ضد الانقلاب" فى جامعة القاهرة الاتحادات الطلابية والحركات السياسية إلى توحيد الحركة الطلابية تحت شعار "حركة طلابية واحدة" بعيدا عن الخلافات السياسية حتى تتحقق جميع مطالبهم، محذرة من محاولات شق الصف الطلابى. وأكدت الحركة استمرار نضالها السلمى بمشاركة الحركات والاتحادات الطلابية لتأكيد مطالبهم فى القصاص لزملائهم، والإفراج عن الطلاب المعتقلين، وإقالة وزير التعليم العالى حسام عيسى، وإقالة رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار، ومغادرة الأمن الجامعة، وأخيرًا إسقاط قانون التظاهر. من جانبهم يرى الطلاب أن محاولات الانقلابين لإثارة الفتنة والوقيعة بينهم مستمرة وازدادت حدتها بعد فشل المظاهرات وترسانة القوانين والقرارات فى إخماد ثورتهم، معتبرين أنها محاولات يائسة لن تجدى نفعًا بل تزيد من تماسكهم ووحدتهم، مؤكدين أن قضيتهم الأولى هى مستقبل وطن ومصير أمة، وهو ما تتضاءل أمامه أى اختلافات، وتفشل فى مواجهته كل محاولات الفتنة والوقيعة بكافة أشكالها وصورها. فيما يرى الخبراء أن سر نجاح الحراك الطلابى القائم هو توحد صفوف الطلاب وقدرتهم على إذابة ما بينهم من فوارق فكرية وقدرتهم أيضا على مواجهة أى تحديات تحاول أن تشق صفوفهم، معتبرين أنهم بوحدتهم أصبحوا القادة الحقيقيين للمشهد ومن خلفهم الكبار. ممارسات الانقلابيين تزيد وحدتنا فى البداية تحدتنا مع الطالب أحمد عز -المتحدث الإعلامى باسم حركة طلاب ضد الانقلاب بجامعة لمنصورة- والذى أكد أنه بجانب الممارسات القمعية التى يتعرض لها الطلاب داخل الجامعات والتى بلغت حد القتل بهدف إخماد حراكهم الثورى فإن هناك ممارسات أخرى تحمل نفس الهدف؛ منها محاولات شق الصف الطلابى والتى لا تقتصر عند حدود تصريحات الانقلابيين الهادفة لإثارة الوقيعة فحسب، وإنما هناك وسائل متعددة منها محاولات التشويه المتعمد للطلاب، والتى تسهم فيه إدارات الجامعات بتواطؤها مع أمن الانقلاب وقبولها بدخول البلطجية داخل الحرم الجامعى ليقوموا بعمليات التخريب والشغب والتى يتم تصويرها فيما بعد على أنها ممارسات طلابية، وذلك بهدف تشويه صورة الطلاب المتظاهرين واستعداء الآخرين عليهم، مؤكدًا أنها محاولات فاشلة يفهمها الطلاب ويدركونها جيدًا ولن تؤثر على وحدة صفهم وقدرتهم مجتمعين على إسقاط هذا الانقلاب الغاشم. وأضاف أن من أهم أسرار وحدة الصف الطلابى هى المشاهد المتكررة والتى تقع تحت أسماعهم وأبصرهم كل يوم من سحل وضرب واعتقالات وقتل، مؤكدًا أن ما يحدث من انتهاكات يوحد قضيتهم ويزيدهم إصرارًا على استكمال النضال ضد هذا الانقلاب حتى القصاص لكل من أريقت دماؤهم برصاصات داخلية الانقلاب الغادرة، وأن كل محاولات التفرقة بين الطلاب لن تجدى نفعًا ولن تزيدهم إلا تمسكا بقضيتهم. واتفق مع الرأى السابق الطالب إبراهيم جمال -المتحدث الرسمى باسم حركة طلاب ضد الانقلاب- مؤكدًا أن الحراك الطلابى القائم الآن يستمد قوته من توحد الطلاب حول قضية واحدة وهى قضية مستقبل وطن ومصير أمة، فجميع الطلاب بمختلف انتماءاتهم السياسية تجمعهم قضايا واحدة، فمن يشاهد مظاهرات الجامعات يجد الليبرالى بجوار الإسلامى يرددون نفس الهتافات المنددة بالقمع والظلم، مشيرًا إلى قضية مقتل الطالب محمد رضا، ومن قبله طلاب المدينة الجامعية والأحكام التعسفية ضد الحرائر، كلها قضايا توحد على هدفها الطلاب ولن يتراجعوا عن حراكهم إلا بالقصاص لكل هؤلاء، معتبرًا محاولات التفرقة بين الطلاب وإثارة الوقيعة بينهم محاولات يائسة، لن ينخدع بها الطلاب فهم الأكثر إدراكًا بسلمية حراكهم، وبحرص كل الأطراف المشاركة فى التظاهرات على السليمة، فلا يوجد طرف يخرب وآخر يتظاهر سلميًا، فالجميع توحد على التزام السلمية رغم البطش والممارسات القمعية، ومن ثم محاولات التشويه والكذب والادعاء بوجود مؤامرات تحاك من قبل فصيل ضد الجامعات، ما هى إلا تصريحات تحريضية لن يكون لها أدنى تأثير بين الطلاب؛ لأنهم الأكثر دراية بالممارسات الوحشية لداخلية الانقلاب ضد الطلاب العزل، ومن ثم لن يكون لتصريحاتهم الكاذبة أى تأثير ذى جدوى فى إخماد ثورتهم، مؤكدًا أن الطلاب أصحاب قضية وهم مصرون على استكمال مسيرة النضال الطلابية على مدار تاريخها والتى كانت دائمًا أحد مفاتيح النصر لأى ثورة ضد الظلم. فرق تسد وفى تحليله لمحاولات الانقلابيين لشق وحدة الصف الطلابى أكد الدكتور رشاد لاشين -أستاذ علم النفس التربوى بجامعة الأزهر- أن نظام الانقلاب فى مصر قد أشهر إفلاسه وعجزه عن مواجهة هذه الموجة الثورية الغاضبة فى الجامعات المصرية، فبعد فشل حلوله القمعية التى تنوعت ما بين القتل والاعتقالات والتى لم تزِد الطلاب إلا ثباتًا وإصرارًا على نضالهم البطولى فى مواجهة هذا الانقلاب واسترداد ثورته، ومن أبرز الأدلة على ذلك هو ما تحاول أن تمارسه اليوم من إثارة الفتنة بين الطلاب وبث روح الوقيعة بهدف تفريقهم، معتبرًا أن هذه هى سياسية كل النظم الاستبدادية والمعروفة بسياسية "فرق تسد" والتى يلجأ إليها الاستبداديون فى مراحل سقوطهم الأخيرة. مؤكدًا أنه على الانقلابيون أن يتأكدوا من فشلهم المسبق وأنهم لن يستطيعوا أن يجدوا أى نتائج ترضيهم فى هذا الشأن، ففئة الشباب ومنهم الطلاب لا يشغلهم اقتسام الغنائم والأطماع السياسية كما هو حال التيارات السياسية المتصارعة؛ وإنما يشغلهم مستقبل هذا الوطن ورغبتهم فى تحريره من أى نظام استبدادى يعيدهم إلى ما قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، وهو ما يجعلهم يمضون فى طريقهم قدمًا مواصلين النضال من أجل تحقيق أهدافهم دون الالتفات لأى محاولات مشبوهة تحاول أن تعرقل طريقهم. وأضاف "لاشين" إلى أن ما يروج له الانقلابيين بأن ما يحدث فى الجامعات من حراك طلابى بأنه مؤامرة ناصحين الطلاب بعدم الانسياق إليها محاولة فاشلة للوقيعة بين الطلاب لن تسهم إلا فى تزايد توحد الطلاب وتماسكهم، وذلك لأنهم يتعاملون مع جيل يتميز بذكاء حاد ويستطيع قراءة المشهد بدقة ويدرك خلفياته وما ينطوى عليه من رسائل، ومن ثم أى محاولة للالتفاف على هذه العقول الزكية لن يصب إلا فى صالح الثورة وتابع أن ما يمارسه الانقلابيون إنما هو نوع من الغباء والغباء جندى من جنود الله، سيسهم فى الإسراع بنهايتهم الحتمية –إن شاء الله– مؤكدًا أن من دلالات هذا الغباء هذه التهديدات التى أطلقها رئيس وزراء الانقلاب مؤخرًا أثناء اجتماعه بالمجلس الأعلى للجامعات والتى هدد فيها بتغليظ العقوبة على الطلاب لتصل إلى حد الفصل معتقدًا أن هذا الأمر سيردع الطلاب عن استمرار حراكهم السلمى وهو ما يدل على مدى قصور فهم هؤلاء الانقلابيين فمن يشارك فى المظاهرات ولا يهاب الموت لن ترهبه هذه القوانين القمعية وستؤكد الأيام ذلك.