انتقد الدكتور محمد موسى الشريف استاذ تاريخ اسلامى سعودى حديث رموز من التيار السلفي في عدد من القنوات الفضائية عن أخطاء الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسى حفظه الله وعجل بإخراجه واعادته إلى سدة الحكم بإذنه تعالى وعن أخطاء الاسلاميين عموماً في مدة حكمهم ، معربا عن اسفه لان هؤلاء توسعوا في هذا النقد ، وأكثروا منه ، وقال فى مقال له نشر على صفحته بالفيس بوك لي على هذا ملاحظات ، هي: 1- إن قبول هذه الاستضافة في تلك القنوات عمل خاطئ تماماً ، إذ إن تلك القنوات أبعد ما تكون عن حمل الهم الإسلامي ، والذود عن المسلمين ، بل أكثرها قنوات مشبوهة ، تعمل من أجل هدم حرمة الدين في العقول والقلوب ، وتقذف بشبهات لا حصر لها في كل مناحي الشرع المطهر ، وهي قنوات مليئة بالشهوات الحرام ، والقائمون عليها لا يرجون لله وقارا ، فهل يصلح أن يخرج فيها من المحسوبين على التيار الإسلامي ليعدد أخطاء إخوانه ، ويزيد من همومهم ، ويشمت بهم أعداءهم ، ويعمق الجراح ، ويكثر من التيئيس ، والتلبيس ؟ 2- هل من المروءة والنخوة والشهامة أن تذكر أخطاء التيار الإسلامي الحاكم في وقت يقبع فيه رموزه في غياهب السجون ، وظلام الظلم ، وتشويه الإعلام الماجن الفاسق ؟ وهل من المروءة والنخوة والشهامة أن يذكر المرء إخوانه بسوء وهم على ما هم عليه من ضيق ، وأهلوهم في غاية من القلق على أحوالهم وما هم فيه من تضييق وسجن ؟ 3- إن أكثر هؤلاء الرموز يذكرون أموراً من المذام والنقائص لا يجوز بحال أن تذكر أمام المتربصين بالمشروع الإسلامي وفي قنوات السوء والعهر الفضائي ، والضلال البعيد ، بل الواجب أن ننصح بعضنا بعضا بعيداً عن أولئك المتربصين بنا سوءاً ، وفي ظلال من الرحمة والحب في الله لا التشفى والشماتة وفضح بعضنا بعضاً أمام أعدائنا ، فتلك القنوات لا تريد بنا إلا سوءاً ، ولا يهمها أبداً أن تنصلح أحوالنا. 4- إن الحديث متضمن لبعض الرضى عما صنعه الغادر وزير الدفاع بالرئيس والحكومة ، والسكوت عن قتل الآلاف من أبناء مصر وبناتها ، وإزالة كثير من معالم الإسلام ، وإبعاد المخلصين وتقريب المنافقين والفاسدين ، والاعتداء على كثير من الصالحين والصالحات في البيوت والطرقات ، وإذا تحدث متحدث بإنكار بعض ذلك فإنما يكون على وجه الاختصار وبالإشارة أحياناً دون العبارة ، وهذا كله يُخشى على من صنعه أنه يكون مائلاً إلى الظالمين ، راضياً بصنيعهم وقد قال تعالى : (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) وقد قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى : الركون حقيقة : الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به ، قال قتادة : معناه لا تودوهم ولا تطيعوهم . قال ابن جريج : لا تميلوا إليهم . قال أبو العالية : لا ترضوا أعمالهم : وكله متقارب. قوله تعالى : فتمسكم النار أي تحرقكم بمخالطتهم ومصاحبتهم وممالأتهم على إعراضهم وموافقتهم في أمورهم. وقال الامام ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (ولا تركنوا) : عن ابن عباس: ولا تميلوا إلى الذين ظلموا ، وهذا القول حسن أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم {فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} أي ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم ولا ناصر يخلصكم من عذابه. واشار الدكتور الشريف الى ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية : (وقد قال غير واحد من السلف : أعوان الظلمة من أعانهم ولو أنه لاق لهم دواة أو برى لهم قلما ، ومنهم من كان يقول بل من يغسل ثيابهم من أعوانهم) [مجموع الفتاوى، الجزء 7، صفحة 64.] ومما أثر عن الصحابة - رضى الله عنهم - في هذا الباب ما رواه البخاري في تاريخه والبيهقي في الشعب عن علي قال: اتقوا أبواب السلطان. ومنها ما رواه معمر في جامعه والخطابي في العزلة والبيهقي عن ابن مسعود قال:" إن على أبواب السلطان فتنا كمبارك الإبل، لا تصيبوا من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينكم مثله . " قال السجان لأحمد بن حنبل: هل أنا من أعوان الظلمة ؟ فقال: لا، أنت من الظلمة، إنما أعوان الظلمة من أعانك في أمر. كتاب صيد الخاطر قال سعيد بن المسيب رحمه الله : لا تملأوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لئلا تحبط أعمالكم الصالحة . وقال مكحول الدمشقي : ينادي مناد يوم القيامة أين الظلمة و أعوانهم ؟ فما يبقى أحد مد لهم حبرا أو حبر لهم دواة أو بري لهم قلما فما فوق ذلك إلا حضر معهم فيجمعون في تابوت من نار فيلقون في جهنم . ويذكر ان رجلا خياطا جاء إلى سفيان الثوري فقال : إني رجل أخيط ثياب السلطان هل أنا من أعوان الظلمة ؟ فقال سفيان بل أنت من الظلمة أنفسهم و لكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط . كتاب الكبائر وقال سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله تعالى : قوله تعالى: (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) فذكر تعالى: أن الركون إلى الظلمة من الكفار و الظالمين موجب لمسيس النار، ولم يفرق بين من خاف منهم، و غيره. إلا المكره. فكيف بمن اتخذ الركون إليهم ديناً و رأياً حسناً، و أعانهم بما قدر عليه من مال و رأي... فإن هذا من أعظم الكفر و الركون. وفى ختام مقاله نصح الدكتور الشريف أخوانه من التيار السلفي ألا يستجيبوا أبداً للدعوات التي يوجهها إليهم أهل الفسق والضلال البعيد ، وممن يريد بهذا الدين وأهله سوءاً ليخرج في قنواتهم العاهرة الضالة ليسلق إخوانه بألسنة حداد ويعدد معايبهم ، ويذكر سوءاتهم ، ويبين عوراتهم ، لافتا الى إن هذا ليس من النصيحة أبداً لا لله ولا لكتابه ولا لرسوله ولا لأئمة المسلمين ولا لعامتهم ، بل كثير منهم هداهم الله أظهر الشماتة ، وأنحى باللائمة على إخوانه ، وعدد أخطاءهم أمام الفسقة والفاسدين والظالمين ومن لا يهمهم إلا إسقاط المشروع الإسلامي وأهله ودفنه إلى الأبد ، .