شاء الله أن يوقف الجريمة التى كان الانقلابيون يخططون لها عقب تحقيق نتيجة جيدة فى مباراة مصر وغانا؛ حيث أرادوا أن يهدوا النصر إلى قائد الأمة ومحرر العبيد وصانع نهضة الوطن .. إلا أن "عدالة السماء" التى طالما أنصفتنا بفضل دعاء الأمهات وتوسلات المصلين لله فى مباريات سابقة؛ قررت أن تحرم الانقلابيين من هذه "البروبجندة" التى كان من الممكن بعدها إعلان "الفريق" قائدا للأبد وزعيما إلى ما لا نهاية. حيث تكرر بشكل عجيب سيناريو مباراة مصر والجزائر فى أم درمان التى كان مقررا أن تكون تدشينا لأعظم حملة انتخابية للرئيس المنتظر - آنذاك - جمال مبارك ، فانقلبت إلى "وكسة" كبيرة ، وهروب فاضح فى شوارع وحوارى السودان حتى المطار، وهو ما حدث "بالكربون" فى "غانا الهوا غانا" التى كان مقررا لمباراتنا معهم أن تكون بمثابة "قص الشريط" لحملة انتخابية موسعة للفريق السيسى حتى يحصل على حقه الشرعى فى حكم مصر، سواء بانتخابات أو بتفويض شعبى كما دعا لذلك البعض دون الحاجة إلى "المصاريف ووجع القلب". وكان منظر وزير الانقلاب الذى "كان" الجميع يعشقه قبل ذلك، وهو يخرج مطأطئ الرأس جارا أذيال الخيبة بعد الإعلان الرسمى عن الفضيحة، إضافة إلى "سيبان الركب الذى أصيب به لاعبونا فى أرض الملعب خوفا من تقفيل الأهداف فى مرمانا الدستة، إعلانا عن فشل هذه الخطة الجهنمية التى أريد لها أن تمرر من على أرضية ملعب "برازيل أفريقيا". والغريب أن هذه "الكبسة" لم تخرس ألسنة المنافقين؛ حيث خرج بعضهم يؤكد أن رؤية اللاعبين للفريق السيسى فى المدرجات فى مباراة العودة سوف تكون سببا فى تعويض الخسارة، وإحراز أهداف تكفى لتجاوز هذا الفارق "العار" مع " غانا العيد أهو غانا العيد". اللافت أن الفضيحة لم تتوقف فقط على الهزيمة "النكراء" ؛ بل تخطتها إلى سرقة التليفزيون المصرى البث من قناة الجزيرة.. وحين قرأت خبر السرقة لم أندهش ؛ لأنهم إذا كانوا قد سرقوا من الجزيرة "الهواء" فقد سرقوا من مصر الرئيس والدستور والبرلمان والأمل فى الحرية والطموح إلى دولة محترمة متطورة، سرقوا الأرض والماء والهواء والشمس والقمر، سرقوا نصر أكتوبر وميدان التحرير وفرحة العيد من وجوه الأطفال، سرقوا فرحة الطلاب بدخول المدارس والجامعات، سرقوا أحلام آلاف الشهداء والمعتقلين والمفقودين والمحروقين، سرقوا الجثث حتى لا تظهر جريمتهم، سرقوا أشرف من فى هذا الوطن وألقوهم خلف القضبان ليحرموه من ثروة هائلة لا تقدر بثمن، سرقوا أغنية للمطرب محمد الحلو لينافقوا قائد الانقلاب، سرقوا مشروع تنمية قناة السويس وإنجازات حكومة هشام قنديل، وعلى رأسها خطة تطوير مراكز الشباب، سرقوا الأمن فأصبح الناس يخشون الخروج من منازلهم أو النوم بملابس البيت حتى لا تنتهك أستارهم على يد زوار الفجر الذين لا يرعون فى مصرى إلا ولا ذمة. ولكن لأن الجريمة لا تفيد، ولأنه لابد أن يعود الحق إلى أصحابه؛ فنحن على ثقة من أن هذه المسروقات سوف تعود إلى أصحابها عن قريب. وإذا كانت الجزيرة سوف تحصل على تعويض عن سرقة شارتها، فإننا على يقين من أننا سنحصل على تعويض إلهى باسترداد كرامتنا، واستعادة الحلم، وبداية مشوار النهوض الذى أريد له أن يجهض مبكرا. بقيت الإشارة إلى أنه ليس مستبعدا أن تعلن وسائل الإعلام فى بلادنا الرائعة التى تتوقع فيها أى شىء وكل شىء أن يتم الإعلان أن مباراة غانا لم تكن إلا النقطة "الرابعة" فى خطة الإخوان لإرباك البلاد؛ وذلك بواسطة الخطة التى أقرها التنظيم العالمى للإخوان فى اجتماعه الأخير بوضع "عمل" فى غرفة خلع ملابس اللاعبين لمنعهم من إحراز أهداف، وتوصية لاعبى غانا الذين ينتمون جميعا للإخوان ببذل الجهد للفوز على مصر بأى شكل، إضافة إلى السيارة الفخمة التى تسلمت مفاتيحها زوجة حكم المباراة قبل اللقاء بساعة كاملة.