قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن اثنين من الكنديين المحتجزين في السجون المصرية منذ 16 أغسطس الماضي -حيث تم اعتقالهم بالقرب من ميدان رمسيس- يواجهون ظروفا غير انسانية ومحتجزين بدون تهمة منذ ما يقرب من ستة أسابيع. وأوضحت الصحيفة أن الكنديان هما د. طارق اللوباني وجون جريسون تم اعتقالهما يوم 16 أغسطس عندما توقفا ليسألا ضباط الشرطة عن طريق الفندق الذي يقيمون فيه وذلك بعد الساعة السابعة مساء. وأضافت الصحيفة ان الكنديان كانا في مصر للمرور إلى قطاع غزة حيث كان من القرر أن يقدم طارق اللوباني أستاذ طب الطوارئ بجامعة وسترن بلندن تدريبا للأطباء الفلسطينيين كجزء من بعثة إنسانية إلى القطاع بينما كان يصاحبه جون جريسون أستاذ بجامعة يورك بتورنتو وهو مخرج معروف لتوثيق الرحلة إلى غزة. وتابعت الصحيفة أن الكنديان قاما بإرسال خطاب من داخل سجن طرة يطالبون فيه بإطلاق حملة للإفراج عنهما مشيرة إلى أنهما مضربان عن الطعام منذ أكثر من 12 يوم. وكشف خطاب الكنديان عن الظروف القاسية التي يواجهونها في طرة حيث يمنع عنهما إجراء المكالمات الهاتفية ويحتجزون في زنزانة 3 متر x 10 متر بها 36 مسجون سياسي حيث ينام هؤلاء جميعا في هذه المساحة الضيقة في ظروف غير آدمية مع انتشار الحشرات. وأوضح الخطاب أن الكنديان لم يخططا للبقاء في مصر لفترة أطول من ليلة واحدة فقط حيث وصلا في 15 أغسطس وبصحبتهما جميع الأوراق التي تدل على وجهتهما الأساسية إلى قطاع غزة ليقوم د. اللباني بتدريب الأطباء في مستشفى الشفاء بقطاع غزة وكان يعتزم جريسون تصوير فيلم قصير عن الرحلة. وأضاف الخطاب بسبب الانقلاب العسكري أصبح فتح وإغلاق معبر رفح يتم بشكل عشوائي وكانا عالقين في القاهرة في هذا اليوم وكان بحوزتهم كاميرا محمولة وميكروفون مشيرا إلى أحداث رمسيس في 16 أغسطس والاحتجاجات التي شهدتها جميع أنحاء البلاد عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة حيث لم تستطع السيارة الذهاب إلى غزة في ذلك اليوم. وتابع الخطاب قررنا تفقد ميدان رمسيس وحملنا جوازات السفر الخاصة بنا وكاميرا جون، وكانت الاحتجاجات برمسيس بدأت للتو وردد المتظاهرون "سلمية سلمية" ثم بدأت تنتشر رائحة الغاز المسيل للدموع وحلقت طائرة هليكوبتر ببطء على مسافة قريبة جدا من المتظاهرين ثم صرخ أخدهم طالبا طبيب بعد إصابة أحد الشباب برصاص فتوجه إليه د. طارق في محاولة لإنقاذ الأرواح وقام جون بتوثيق ما يحدث عبر كاميرته. ووصف الخطاب ما حدث بميدان رمسيس في هذا اليوم ب "المجزرة" حيث لم يتوقف عدد القتلى والجرحى، يقول الكنديان "رأينا أكثر من 50 متوفي ما بين طلاب وعمال مهنيين وأساتذة .. جميع الأشكال .. وجميع الأعمار .. غير مسلحين" .. وأضاف الخطاب "علمنا بعد ذلك أن عدد القتلى في هذا اليوم وصل إلى 102" .. غادرنا في المساء بعد أن أصبح الوضع آمنا في محاولة للوصول إلى الفندق المطل على النيل، لم نجد وسيلة مواصلات تقلنا إلى الفندق في ظل تطويق الشرطة للميدان توجهنا إلى إحدى نقاط التفتيش لطلب المساعدة. وعندما توجهنا إليهم تم إلقاء القبض علينا وتفتيشنا وتم استجوابنا وتعرضنا للصفع والضرب والركل ووصفونا ب"إرهابيين سوريين" ورفضوا قيامنا بمكالمات هاتفية واتهمونا باننا "مرتزقة أجانب" وعندما رأوا جوازات السفر صرخوا "انهم كنديون" وبدأوا يكيلون الضرب والركل لنا وظل جرحا محفورا بظهر جون لمدة أسبوع. كنا اثنين من 602 شخص تم اعتقالهم في هذه الليلة، ويحتمل أن يواجه جميع المعتقلين نفس التهم "السخيفة" من الحرق العمد والتآمر والإرهاب وحيازة الأسلحة البيضاء والنارية والمتفجرات والهجوم على مراكز الشرطة. ظلينا في سجن طرة لمدة ستة أسابيع ونحن الآن في زنزانة جديدة 5.5 متر X 3.5 متر يشترك معنا فيها ستة معتقلين آخرين، مازلنا ننام على الأرض بصحبة الحشرات ولا يمكننا إجراء المكالمات الهاتفية. وطالب الكنديان في نهاية رسالتهما بالوقوف أمام محكمة حقيقية وتقديم ادلة حقيقية والاستعانة بالأجهزة والمعدات التي كانت بحوزتهما والتي تصور لقطات لقيام د. طارق بعلاج المصابين في رمسيس بعد ظهر هذا اليوم "الدموي" مؤكدين أن هذه اللقطات ستكون بمثابة دليل براءتهما وشاهدا على المجزرة التي وقعت. http://thelede.blogs.nytimes.com/.../...&