لليوم الثالث على التوالي، قام الطيران الحربي لجيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مواقع عسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، فجر اليوم الأربعاء، كما جدد غاراته على قطاع غزة، في حين أطلقت المقاومة الفلسطينية صاروخًا تجاه مدينة عسقلان المحتلة، في ظل استمرار المساعي لتثبيت التهدئة بعد جولة التصعيد الأخيرة. يأتي ذلك بعد 48 ساعة من الغارات الإسرائيلية ردًا على قصف مبنى من مباني المستوطنات الإسرائيلية في حي الشارون شمال تل أبيب، وبعد أن نجحت وساطة مصرية، الليلة الماضية، في وضع حد فيما يبدو لأكبر تصعيد إسرائيلي فلسطيني منذ شهور، ليتجدد معه رد الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ على إسرائيل. وردًا على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت عدة أهداف، بينها مجمع عسكري ومنشأة لتصنيع الأسلحة ترجع لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وكان الهجوم المتبادل أقل حدة من معارك يوم الإثنين. وأصيب سبعة إسرائيليين في الهجوم الصاروخي الأول الذي أصاب قرية مشميريت على بعد 120 كم إلى الشمال من غزة، بينما تعرض خمسة فلسطينيين لإصابات جراء الضربات الإسرائيلية. ونقلت وكالة “قدس برس” أن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت عدة مواقع للمقاومة، فجر اليوم، جنوبي قطاع غزة، دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات في الأرواح، مضيفة أن طائرات حربية من نوع “إف 16” أطلقت ثلاثة صواريخ تجاه موقع للمقاومة في منطقة الشوكة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى تدميره بالكامل، إضافة إلى إلحاق أضرار في منازل وممتلكات المواطنين المجاورة. وأدى القصف الإسرائيلي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة رفح، عقب تضرر شبكة الكهرباء المغذية للمدينة بفعل القصف الإسرائيلي الكبير. كما قصف الطيران الحربي الإسرائيلي موقعا آخر شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع بصاروخين، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة دون وقوع إصابات في صفوف المواطنين. ونقلت “إذاعة صوت إسرائيل” عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان له، أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف عددا من الأهداف داخل موقع عسكري يتبع حركة حماس في رفح، ردًّا على إطلاق الصواريخ والبالونات على المستوطنات الإسرائيلية. وقال الناطق باسم الجيش، إنه في أعقاب تفعيل صفارات الإنذار في منطقة عسقلان الصناعية فجر اليوم، تم الكشف عن إطلاق صاروخ واحد من قطاع غزة، والقبة الحديدية اعترضته بنجاح. واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” “القصف المتكرر من الاحتلال بأنه لن يُرمم المعنوية المنهزمة لجيشه أو يُكسب قيادته إنجازًا موهومًا”. وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، في تصريح مكتوب له: “إن المقاومة تدير الميدان بكل حكمة واقتدار”. وكانت المقاومة قد أطلقت، الليلة الماضية، صاروخًا تجاه منطقة “أشكول” في النقب الغربي، حيث انفجر في المكان وتسبب في أضرار. اقتحامات وهدم مبانٍ في غزة والضفة من ناحية أخرى، نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، حملة اقتحامات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، أسفرت عن اعتقال 16 مواطنًا فلسطينيًا. وأقرّ جيش الاحتلال، في بيان له، باعتقال قواته الليلة الماضية 11 فلسطينيًا من الضفة الغربية، ممن وصفهم ب”المطلوبين”، وذلك بدعوى ممارسة أنشطة تتعلق بالمقاومة الشعبية. كما أصيب أربعة فلسطينيين، صباح اليوم الأربعاء، بينهم مسعف في الإغاثة الطبية الفلسطينية برصاص الاحتلال الاسرائيلي، خلال مواجهات اندلعت في مخيم “الدهيشة” للاجئين الفلسطينيين بجوار بيت لحم (جنوبالقدسالمحتلة). كما أفاد وزير الأشغال العامة والإسكان، مفيد الحساينة، بأن العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة، أسفر عن هدم 30 وحدة سكنية كليًا، وتعرض 500 أخرى لأضرار جزئية. وقال الحساينة: إن طواقم الوزارة الهندسية والفنية شرعت منذ ساعات الصباح بحصر أضرار العدوان، وقامت آليات ومعدات الوزارة بفتح الطرقات المغلقة بفعل الركام. وبحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة، فإن عدد الغارات التي شنتها طائرات الاحتلال منذ بدء العدوان مساء أمس بلغ أكثر من 50 غارة، استهدفت بالقصف بنايات سكنية ومقرات مدنية ومواقع للمقاومة وأراضي زراعية، وأسفرت عن قرابة 10 إصابات بين المواطنين. وأوضحت الإحصائية أن القصف طال خمسة مبان سكنية ومقرات، شملت مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ومقر شركة “الملتزم” للتأمين، إضافة إلى تسعة مواقع تتبع فصائل المقاومة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، ومرفأ الصيادين في خان يونس، و20 قطعة أرض زراعية في أماكن مختلفة. كما قصفت طائرات الاحتلال مسجد “عمر بن عبد العزيز” في بلدة “بيت حانون” شمالي قطاع غزة، وذلك بحسب وزارة الأوقاف والشئون الدينية.