وجّه الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، كلمة حذر فيها الانقلابيين مما يفعلونه بمصر وشعبها ببحثهم السلطة أو الشهوة وخيانة الامانة. وهذا نص كلمتهك أيها الانقلابيون ماذا فعلتم بمصر ؟ ماذا فعلتم فى أنفسكم ؟ أليس منكم رجل رشيد؟. يقف العقلاء بعد كل فترة يقيمون أعمالهم وتصرفاتهم ويقيمونها بمعايير الإنسانية أو الشرع أو القانون أو الوطنية أو المصلحة العامة. بيد أن هناك من الناس من تعميهم السلطة أو الشهوة فلا يفيقون إلا عند غرغرة الموت, مثلما حدث مع فرعون حيث ادعى الألوهية و الربوبية حتى إذا أدركه الغرق (قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) فرد الله تعالى عليه بقوله : (ءالآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) ومثلما حدث مع اهل القرية التى احست بأس الله ( قالوا ياويلنا إنا كنا ظالمين, فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين). وجدير بالانقلابيين ان يقفوا ليروا ماذا فعلوا بأنفسهم وماذا فعلوا بمصر الشعب و الوطن. وإذا لم يفعلوا فواجب علينا أن نذكرهم بما فعلت ايديهم عسى أن يفيقوا الآن قبل الغرغرة حيث لا تقبل منهم توبة. ففى البداية أقسموا على المحافظة على النظام واحترام الدستور والقانون ثم انقلبوا على النظام وعطلوا الدستور وعزلوا الرئيس الشرعى المنتخب واختطفوه وأخفوه حتى عن أهلة حتى الآن. وهذا كله خيانة للأمانة و غدر بالعهد و نقض للقسم وفى هذا يقول الله : ( و أوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها و قد جعلتم الله عليكم كفيلا ) و يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من كن فيه كان منافقا خالصا : إذا حدث كذب و إذا أؤتمن خان وإذا عاهد غدر ) و يقول : ( لكل غادر لواء يوم القيامة يقال : هذة غدرة فلان بن فلان). وعندما خرجت جموع الناس تعترض سلميا على الإنقلاب العسكرى بالمظاهرات والاعتصامات تحول الانقلابيون الى سفاحين وأحدثوا مذابح فى المصريين لم تحدث من قبل فكانت مذبحة الحرس الجمهورى فى جموع أثناء صلاة الفجر ثم مذبحة المنصة فى رمضان ثم كانت المذبحة الكبرى عند فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة حيث تم قتل ما يزيد عن ألفى مواطن قنصا بالرصاص فى الرأس و الصدر و حرقا بالنار ثم حرق عدد من الجثث و جُرِّفت جثث أخرى بالجرافات و حرق المستشفيات وتم الإجهاز على الجرحى بها و حرق المسجد و المصاحف بالإضافة لمذبحة ميدان رمسيس , و ميدان مصطفى محمود و الأسكندرية و عدد من المحافظات حتى وصل عدد الشهداء حوالى خمسة ألاف شهيد , وإصابة نحو عشرة آلاف آخرين , و إعتقال ما يزيد عن ذلك من المواطنين الشرفاء المسالمين , ولأول مرة فى مصر يتم إستهداف النساء و الفتيات بالقتل و الإصابة و الإعتقال , وتم أستخدام الدبابات و المدرعات و الطائرت فى هذه المذابح , كل ذلك بغرض نشر الرعب و الفزع فى النفوس لإرهاب الناس ليخضعوا لقادة الانقلاب حتى يستتب لهم الامر فى الإستيلاء الكامل على الحكم و السلطة وإقامة نظام حكم عسكرى بوليسى ديكتاتورى. هنا أذكرهم بأن ما فعلوه لا يفعله جيش احتلال أجنبى بشعب دولة عدوة له, وأذكرهم بأن الله تعالى يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته, وبقوله تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه و لعنه وأعد له عذابا عظيما ) وبقوله تعالى( أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) فما بالكم إذا كان القتلى بالآف , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( يأتى المقتول يوم القيامة والدم يسيل من عنقه فيأخذ برأس القاتل ويذهب إلى الله لينتقم منه ) فليتخيل كل منكم – أيها القتلة – أن خمسة آلاف شهيد يأخذون برأس كل منكم طالبين من الله الانتفام منكم , كما أن مليارات الدعوات الصاعدة إلى الله تعالى من المظلومين من أهالى الشهداء والمصابين والمفقودين والمسجونين و الأيتام والأرامل والثكالى , ومن المصريين المنكوبين , فى حريتهم وكرامتهم وحقوقهم. ومن المسلمين فى الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى و مشارق الأرض ومغاربها وفي كل لحظه تستمطر اللعنات عليكم وعلى أولادكم وأهليكم وأعوانكم فى الدنيا قبل الأخره , فهل يستأهل الوصول الى السلطة لبعض الوقت كل هذه المصائب؟ ثم لتنظروا فى أى صفحات التاريخ ستدون سيرتكم , هل فى صفحات البطوله التى تضم المشيراحمد اسماعيل والشاذلى وعبدالمنعم رياض وعبد المنعم واصل وعزيزغالى وأحمد حمدى وغيرهم من الأبطال الذين دافعوا عن الوطن وحرروا أرضه واستشهد بعضهم وهم يؤدون واجبهم من اجله أم فى صفحات الخيانه والغدرمع اللذين يقتلون أهاليهم ويوجهون أسلحه الجيش لصدور الشعب وينقلبون على الشريعه وينقلبون على الشرعيه ويعتقلون قائدهم الأعلى؟ هذا ما فعلتموه بأنفسكم , أما ما فعلتموه بالجيش الذى هو ملك للشعب وواجبه أن يحميه ويحمى الوطن , والذى يكن له الشعب مكانة خاصة من الحب فى قلبه على الدوام , فإذا بكم تضعونه فى مواجهة الشعب يوقع به مذابح إبادة جماعيه لأول مره فى تاريخة مما يمثل شرخا فى جدار الوطنية المصرية للقوات المسلحة , إنكم تريدون استبدال الكراهية فى قلوب المصريين بالحب لجيشه فلمصلحة من تفعلون هذا ؟ ثم إنكم خدعتم الجيش مرتين حينما أوهمتموه بمواجة الإخوان بعد تشوية صورتهم فإذا به الأن يجد نفسة فى مواجهة الشعب المصرى , كما أوهمتموه بمحاربة الإرهاب فآذا به يجد أناساً سلميين يقتلون و يعتقلون دون أى مقاومة أو عنف , ثم إنه عندما يعود إلى منازله سيجد أقاربه أو جيرانه أو معارفه سقط منهم قتلى وجرحى , ألا يدفع ذلك إلى فقدن الثقة و ربما الأنقسام ؟ أما ما فعلتموه بالشعب : فبعد أن كان هناك خلاف سياسى حولمتوه إلى صراع سياسيى ثم إلى صراع وجود بعد أن قسمتم الشعب إلى شعبين , شعب تنحازون إليه , و شعب تريدون أنتم و حلفاؤكم إستئصاله وهم الاسلاميون الذين يمثلون أغلبية الشعب فى كل انتخابات ثم أنكم تكررون جرائم الرئيس المخلوع ووزير داخليتة فى الإعتماد على البلطجية لحرق الكنائس و سرقة محتويتها لنشر فتنة طائفية , و هكذا تمزقون نسيج المجتمع فتنشرون العداوة بين الجيش و الشعب و بين فصائل الشعب بعضها و بعض و بين المسلمين و المسيحين , إن هذه الخطة الشيطانية لا يستطيع أعدى أعداء مصر إن تمكن من إدارة المشهد أن يفعل فيها مافعتملوه فى شهرين , ثم إنكم أفقدتم الشعب حريتة فأغلقتم القنوات الفضائية المعارضة و استهدفتم الإعلاميين المعارضين بالقتل و الاعتقال و فرضتم حالة الطوارئ و حظر التجول , و عطلتم القطارات لأول مرة فى التاريخ و حاصرتم الميادين بالدبابات والمدرعات و الجنود , و اعتدتيتم على المظاهرات السلمية و حاكمتم المدنيين أمام المحاكم العسكرية بعد أن أطحتم بالشرعية و الديمقراطية وإراة الشعب . أما ما فعلتموه فى الاقتصاد : استخدمتم الأزمة الاقتصادية - و جزء كبير منها مفتعل – فى التحريض على الرئيس الشرعى المنتخب , فماذا فعلتم أنتم ؟ عطلتم السياحة و أوقفتم الاستثمار , و عطلتم كثيرا من المصانع فانخفض الإنتاج , و تضاءلت تحويلات المصرين العاملين فى الخارج وانخفض الاحتياطى النقدى الأجنبى و قلت السيولة فى البنوك و اقترضتم منها أموالا باهظة و ارتفعت الأسعار وزادت البطالة ومعدلات التضخم , وبدأ الناس يئنون ويجأرون بالشكوى . أما صورة مصر فى الخارج : فقد ساءت بعد الأنقلاب العسكرى و المذابح الكثيرة و جمد الاتحاد الأفريقى عضوية مصر , ولم يعترف بالنظام الانقلابى الإ بضع دول , و الغالبية العظمى لم تعترف به وإن كانت لم تنفع الإنقلابيين إرسال الوفود إلى الدول الأوروبية لاقناعها به دون جدوى . - يقول بوعاز بسموت ( إن إسقاط الدكتور مرسى يمثل نهاية للربيع العربى و يمثل تحولا استراتيجا يفوق فى أهميته هزيمة مصر فى سنة 1967 ) - و يقول آمنون آبراموفيتش معلق القتاة الثانية فى التلفزيون الاسرائيلى : ( بالنسبة لنتينياهو إنجاح الانقلاب على مرسى أهم من إحباط البرنامج النووى الإيرانى ) - ويقول الجنرال رؤفين بيدهشور : ( إن تورط الجيش فى السياسه على هذا النحو سيتضمن تفوقنا النوعى والكاسح على العرب لسنين طويلة ) - ويقول دان جحالوش رءيس الأركان الأسبق : ( أهم نتيجة لخطوات السيسى الأخيره هى إضعاف الجيش المصرى على المدى البعيد ) - شهاده السيسى نفسه حينما يقول فى تسجيل مصور له : ( إن الجيش إذا نزل إلى الشارع فلا يتكلم أحد عن مصر لمده ثلاثين أو أربعين سنة ) أى أنها ستتخلف ولن تقوم على قدميها طوال هذه المدة . ثم إذا به ينزل الجيش ويقتل ويحرق ويدمر ويعتقل ويعطل المرافق والمصانع , فهل هو حريص على تخريب مصر , وهل هذه هى الوطنية , ولمصلحه من يفعل كل هذا ؟ ورغم كل هذا الإرهاب العسكرى فما زال الناس يملأون الميادين والشوارع فى معظم محافظات الجمهورية رفضا للانقلاب وتمسكا بالشرعيه على مدى سبعين يوما , وهم يتحينون الفرصه ليحتشدوا فى ميادين القاهرة المحاصرة بالدبابات والمدرعات , وكلما سقط منهم شهداء ازدادت الأعداد من كل شرائح المجتمع . كيف تتصورون أنكم من الممكن أن تحكموا شعبا حرا أبيا عصيا على الخوف والإرهاب والخنوع . أيها الأنقلابيون .. أليس منكم رجل رشيد يقول لكم كفى قتلا كفى حرقا كفى خرابا وانحدارا بالبلاد , دعوا الشعب يقرر مصيره ويحكم نفسه ويعمل إرادته ويباشر سيادتة ويتوجه للعمل والإنتاج والتقدم , دعوه يستعيد لحمته ويوحد صفوفه ويضمد جراحه , وليعد الجيش إلى ثكناته ويلتزم بدوره ومهمته فهى مهمة لو تعلمون عظيمة , كفانا ما فعلناه بأنفسنا وبوطننا و بأهلنا وبجيشنا . .ألاهل بلغت اللهم فاشهد .