صعدت عصابات الاحتلال الصهيوني من اعتداءاتها على قطاع غزة، بإطلاق 15 صاروخًا على مواقع للمقاومة الفلسطينية التي ردت بإطلاق قذائف الهاون على مواقع عسكرية صهيونية. وأطلقت المقاومة الفلسطينية عشرات قذائف الهاون على مستوطنات "غلاف غزة"، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع، وذلك بعد استشهاد أربعة مقاومين من حركتي "الجهاد" و"حماس" خلال اليومين الماضيين. وقال مصدر أمني فلسطيني في تصريحات إعلامية، إن "إجمالي الصواريخ الإسرائيلية التي قصفتها الطائرات الحربية والاستطلاع بلغت 15 صاروخًا"، لافتًا إلى أنها "استهدفت أربعة مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة". وقصفت الطائرات الحربية بثلاثة صواريخ موقعًا للمقاومة غرب خانيونس، إلى جانب قصفها موقعًا آخر في المنطقة الوسطى بسبعة صواريخ. كما قصفت طائرات الاحتلال بثلاثة صواريخ موقعًا آخر للمقاومة جنوب مدينة غزة، وآخر بصاروخين غرب المدينة. وقصفت طائرات الاحتلال موقع "براق" التابع لسرايا القدسجنوب مدينة غزة، و"فجر" التابع للسرايا جنوب دير البلح وسط القطاع، و"مالك" التابع للسرايا بالنصيرات، و"تشرين" و"بشائر الانتصار البحري" التابعين للسرايا في غزة، إلى جانب قصف موقعي "عرفات" و"البحرية" التابعين لكتائب القسام وسط القطاع. حماس والجهاد تتبنيان الرد وأعلن الذراعان العسكريان لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، مساء اليوم الثلاثاء، مسؤوليتهما المشتركة عن قصف المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة بعشرات القذائف الصاروخية على مدار اليوم. وقالت "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، في بيان مشترك صادر عنهما، إن ذلك يأتي "رداً على العدوان الإسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني ومقاوميه، التي كان آخرها استهداف مواقع "سرايا القدس" و"كتائب القسام"، ما أدى إلى ارتقاء عدد من المقاومين داخل هذه المواقع، إضافة إلى جرائم الحرب التي يمارسها الاحتلال يومياً بحق المشاركين في مسيرات العودة على طول قطاع غزة". واتهمت "القسام" و"سرايا القدس" الاحتلال ب "البدء في جولة العدوان بحق الشعب الفلسطيني ومقاوميه ومواقعه العسكرية خلال اليومين الماضيين"، واعتبرت أنَّ ذلك "محاولة منه للهروب من دفع استحقاق جرائمه بحق المدنيين السلميين من أبناء الشعب الفلسطيني". وشدّد الذراعان العسكريان على أن "الرد المشترك بعشرات القذائف الصاروخية على المواقع العسكرية الإسرائيلية وعلى الطيران المغير على قطاع غزة، لهو إعلانٌ لكل من يعنيه الأمر بأن هذه الجرائم لا يمكن السكوت عليها بأي حالٍ من الأحوال". وأشارت "القسام" و"السرايا" إلى أن "المقاومة تدير معركتها مع الاحتلال بما تمليه مصلحة الشعب الفلسطيني من واقع قوة واقتدار"، مشددتين على أن "المقاومة لن تسمح للاحتلال بأن يفرض معادلاتٍ جديدة باستباحة دماء الفلسطيني، وستكون كل الخيارات مفتوحة". وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن 6 إسرائيليين بينهم جندي أصيبوا جراء القذائف التي أطلقتها فصائل المقاومة من قطاع غزة ردًا على الاعتداءات المتواصلة منذ الصباح بأكثر من 35 صاروخًا أطلقتها مقاتلات على عدد من المواقع. تهديدات صهيونية وعلى صعيد متصل، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، أن المشاورات الأمنية التي أجراها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان، وقادة الجيش، قد انتهت، فيما لم يعلن عن خطوات جديدة. ونقل موقع "والاه" عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إن "إسرائيل لا تريد التصعيد، لكن الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة على كل نيران تطلق من قطاع غزة، ويجبي ثمناً عن ذلك". وفي وقت سابق، هدّد المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي، رومين ميلنيس، اليوم الثلاثاء، بمزيد من التصعيد ضد قطاع غزة، زاعماً أن "حركة "حماس" فقدت السيطرة على مقاليد الأمور في القطاع". وقال ميلنيس إن جيش الاحتلال استهدف على مدار الهجمات التي شنها اليوم أكثر من 37 موقعًا لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، مضيفًا، في حديث مع القناة العاشرة، أن "إسرائيل جاهزة لتصعيد هجماتها على القطاع". من جهته، قال رئيس حكومة الاحتلال إن "إسرائيل تعتبر حركة "حماس" الطرف المسؤول عن دورة التصعيد اليوم"، إذ أطلقت على مدار اليوم أكثر من 50 قذيفة هاون من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة. وهدّد وزيران في الحكومة الإسرائيلية، هما وزيرة العدل أيليت شاكيد، ووزير الطاقة يوفال شطاينتس، ب "تصعيد قد يصل إلى حد اجتياح قطاع غزة". وفي سياق مختلف، سيطرت قوات الاحتلال بالقوة على أول رحلة بحرية انطلقت من قطاع غزة اليوم الثلاثاء لكسر الحصار المتواصل على القطاع منذ 12 عامًا بعد اجتيازها قرابة 13 ميلاً بحريًا وعلى متنها 17 ناشطًا. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنَّ "البحرية الإسرائيلية قامت بالسيطرة على القافلة البحرية التي خرجت من أمام سواحل غزة، واقتادتها إلى ميناء أسدود". وكانت المصادر ذاتها أشارت إلى أن الرحلة "استمرت في تحركها تجاه ميناء ليماسول في قبرص اليونانية قبل أن تحاصرها قوات الاحتلال وتسيطر عليها. وأفادت هيئة كسر الحصار في بيان صفحي أن "الاتصال انقطع مع سفينة الحرية بعد محاصرة 4 زوارق حربية إسرائيلية لها على بعد أكثر من 12 ميل بحري". وعقدت الهيئة مؤتمرًا صحفيًا كشفت فيه أن الاحتلال أطلق النيران بشكل كثيف ومباشر على سفينة الحرية قبل قرصنتها واقتيادها إلى ميناء أسدود. من جانبه شدد رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، والعضو المؤسس في تحالف أسطول الحرية؛ زاهر بيرواي، على وجوب أن "تلتزم دولة الاحتلال بالقوانين الدولية التي تسمح للشعب الفلسطيني بحرية التنقل والحركة من وإلى قطاع غزة". ولفت إلى أهمية "التحرك على المستوى الرسمي العربي والإسلامي والدولي"، مضيفًا: "لقد آن الأوان لحكام العالم العربي والعالم وكذلك المنظمات الدولية، أن يتقوا الله في دماء وأطفال ونساء وجرحى غزة المحاصرين منذ 12عامًا بشكل متواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي". مطالبًا بضرورة إنهاء هذا الحصار الظالم.