* شاهد عيان: أمن الأنقلاب قتل أضعاف ما قتلتهم "إسرائيل" خلال الرصاص المصبوب * طبيب ميداني : ما حدث في رابعة العدوية حرب إبادة جماعية "يوم العار في مصر".. بهذا المانشت صدرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية صفحتها الرئيسية، واصفة ما فعلته قوات أمن الانقلاب العسكري بمساندة الجيش أمس الأربعاء خلال فضها لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة ب"مجزرة القاهرة"، حيث سقط مئات القتلى والجرحى بما يشبه إعلان الحكومة الحرب على الإسلاميين في البلاد. وقالت الصحيفة إن كثيرا من أنصار الرئيس محمد مرسي قتلوا الاربعاء برصاص في الرأس والصدر، متسائلة عن الهدف الذي سعت لتحقيقه الدولة المصرية من خلال فضها للاعتصام يمتلى بالاطفال الصغار الذين كانوا يرتعدون داخل رابعة والنهضة، مشيرة إلى أن تلك الحملة الشرسة لن تمحى من ذاكرتهم، فالحكومة أعلنت الآن الحرب على الإسلاميين في البلاد. وأضافت "الاندبندنت" أن قادة مصر أطلقوا حملة لا يمكن التنبؤ بعواقبها، فقد اندلعت اشتباكات دامية في جميع المحافظات ، كما هوجمت مراكز الشرطة والمؤسسات الحكومية والكنائس، انتقاما على ما يبدو، لقتل المئات وإصابة الالاف. وأشارت الصحيفة البرطانية إلى أنه في علامة على مدى عمق تأثير هذه الحملة على عملية التحول السياسي الجارية في مصر، قدم محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية استقالته احتجاجا على حملة القمع، وفي الوقت نفسه فرضت الحكومة المؤقتة حالة الطوارئ وحظر التجول لمدة شهر. وأسات الصحيفة إلى مشهد من مجازر الانقلاب فقالت :"داخل مسجد رابعة العدوية علت أطوات بكاء الأطفال وأمهاتهم فيما تشتعل النيران حولهم بعد بدء العملية، وفي وسط قاعة الصلاة وضعت بين المئات من النساء والأطفال الصغار عشرات الجثث جنبا إلى جنب". كما نقلت الصحيفة عن "خالد محسن" أحد المحاصرين داخل المسجد قوله :إن" الشرطة والجيش لا يفهمون أي لغة باستثناء القوة.. إنهم يريدون قتل أي شخص لديه وجهة نظر معارضة". ولفتت إلى أنه نظرا للمستوى الهائل من قوة النيران التي أطلقت على المتظاهرين، يعتقد البعض أن الدولة دخلت حربا مع مجموعة مسلحة وليسوا مجرد مواطنين مسالمين يطالبون بعودة الشرعية. ووفقا لشهود عيان – ل""الاندبندنت" - فقد بدأ عملية إطلاق النار في وقت مبكر من صباح الاربعاء مع محاصرة أماكن الاعتصام، حيث قام العاملين داخل المستشفيات بوضع اقمشة على النوافذ حتى لا يقتلوا برصاص القناصة الذين اعتلوا أسطح الاماكن العالية التي تطل على ميدان رابعة العدوية. وشبه أحد الأطباء في المستشفى عملية فض اعتصام مؤيدي الرئيس مرسي في رابعة العدوية والنهضة، بالعملية العسكرية التي نفذتها إسرائيل ضد قطاع عزة عام 2008، إلا أنها لم تقتل كل هذه الأعداد من المدنيين في يوم واحد، فحصيلة شهداء العملية الإسرائيلية ضد غزة والتي أطلق عليها "الرصاص المصبوب" في نهاية 2008 وبداية 2009 ، نحو 1400 شهيد خلال 12 يوما، في حين قتل الامن المصري أكثر من 2000 شخص في نحو 6 ساعات. ونقلت الاندبندنت عن أحد شهود العيان قوله :" كنت أعمل هناك خلال تلك المعركة.. إن اليهود كانوا أكثر إنسانية ما حدث اليوم.. حتى في الحرب هناك قواعد تحترم.. ففي 12 يوما من القتال في غزة، كان هناك عدد أقل من القتلى". وأوضحت إنه وسط الفوضى المذهلة للمجزرة - الثالث الذي ارتكبت ضد الإسلاميين في مصر خلال أقل من شهر- كانت أرقام الضحايا الموثوقة يصعب الحصول عليها، ففي حين تقول وزارة الصحة إن عدد القتلى فقط 278 شخص، فإن الرقم الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير. وقال الدكتور "هشام إبراهيم" رئيس عيادة ميدانية برابعة ل"الاندبندنت" أن عدة مئات من الأشخاص قتلوا. واستدركت الصحيفة قائلة :" مهما كانت النتيجة النهائية، فإن الجثث كانت كثيرة بدرجة كان من الصعب على المحتجين أيجاد مكان لها"، ونقلت عن دكتور يدعى يحيي :" إنها إبادة جماعية.. انهم يريدوننا أن نختفي من البلاد.. أنا لا يمكن أبدا أن اتصور أن مصريين سيطلقون النار على مصريين". وأشارت الصحيفة إلى أنه داخل المستشفى الميداني في رابعة العدوية كانت حالة من الفوضى فمنطقة الاستقبال في الطابق الثاني استخدمت كمشرحة لوضع 26 جثة، بجانب أن الطابق المخصص كمشرحة امتلى عن اخره بالجثث وبرك الدماء، وبالكاد سمحت الممرات الضيقة بالمستشفى لعشرات وعشرات الجرحى الذين سقطوا خلال العملية التي أطلقها قادة الانقلاب ضد المعتصمين السلميين، والشيء المميز للمستشفى كان الدم .