تتواصل مشاهد الصمود والعزة والكرامة والإبداع في ميادين الشرعية في مصر، وخاصة في ميداني رابعة العدوية والنهضة، لتسطر تاريخا مجيدا في تاريخ البشرية والإنسانية، انتظارا لعودة الشرعية وإقرار إرادة الشعب التي اختطفها الإرهابيون الانقلابيون "المختطفون ذهنيا"!. ويأتي عيد الفطر المبارك علي المعتصمين والمتظاهرين الصامدين، والمصابين الأبطال وأسر الشهداء العظام، يحوطه إصرار مبهر نرصده في الميادين والمنازل على المضي قدما في طريق إسقاط الانقلاب واستعادة المؤسسات وإزاحة الانقلابيين مهما كانت التضحيات ومهما كان الغباء الانقلابي. يأتي العيد ليسجل انتصارا للإرادة الشعبية المصرية، التي رفضت الخيانة والحكم بقوة الدبابات بعيدا عن الصناديق وطوابير الناخبين والشرعية والديمقراطية، واعتصمت في شهر الصيام في عز الحر، وخرجت في مسيرات مليونية حقيقة هادرة، واستنشقت الغاز السام والرصاص الحي بصدور عارية وهتاف "سلمية..سلمية"، وصمدت رغم حملات القتل والعنف والإرهاب التي قادها السيسي وأعوانه. إن استمرار هذه الحشود طوال هذه المدة، يبشر بمرحلة جديدة من تاريخ مصر الثورة .. ولدت من رحم معاناة وألم وكد وتعب وعرق ودماء طاهرة، ستكون أول إنجازاتها إعادة الشرعية وإنقاذ الجيش والمؤسسات وصولا لاستكمال مطالب ثورة 25 يناير المجيدة، التي أصيبت بطعنة غادرة بالانقلاب العسكري الدموي. لقد سرق الانقلابيون الخونة الفرحة من الشفاه قبيل العيد، كما سرقوا مقاعد الحكم وإرادة الشعب، ولكن نواميس الكون التي لا تتبدل وتحركات المناهضين للانقلاب التي تتصاعد بقوة، وفوق كل ذلك إرادة الله عز وجل، إنما يؤكدون جميعاً أن دولة الانقلاب إلى زوال قريب وأن عيد الشرعية والنصر بإعادة الدولة للشعب اقترب. إن عيدنا الحقيقي يوم عودة رئيس الجمهورية والدستور ومجلس الشورى ومحاسبة القتلة والإرهابيين المتورطين في دماء شهداء ثورة 25 يناير وانتفاضة 28 يونيو، وإقرار خريطة الطريق التي أعلنها الرئيس المختطف، وحماية العالم كله من داء الانقلابات العسكرية. إن عيدنا الحقيقي يوم تدفع أمريكا وإسرائيل ثمن تورطهما في استمرار الاحتلال البغيض لأراضينا العربية والإسلامية وقدسنا الشريف وتدبير الانقلابات الدموية ضد ثورات الربيع العربي، وهو موعد قريب، مسطور في القرآن والتوراة والإنجيل.