أكدت د. نادية مصطفى أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ورئيسة قسم العلوم السياسية سابقاً، ومديرة مركز الحضارة للدراسات السياسية، إن بيان قائد الانقلاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي يؤكد أن من يدير الساحة السياسية منذ 3 يوليو وحتى الآن هو (الجيش فقط)، مشيرا إلي أنه ليس الجيش الذي تدخل لحماية الأمن المصري ومنع الاقتتال الأهلي، ولكنه القائد العام للقوات المسلحة الذي يدعو جزءاً من شعب مصر للاحتشاد في مواجهة جزءاً من شعب مصر، وهو الذي يطلب تفويضاً ليستكمل قمع وتصفية المعارضين للانقلاب وفي قلبهم التيار الإسلامي. وقالت في بيان لها عقب بيان السيسي: "علي من يعارضون إطلاق وصف الانقلاب علي 30 يونيو ، 3 يوليو، أن يقفوا طويلاً أمام خطاب وزير الدفاع اليوم 24 يوليو، فإذا لم يكن هذا انقلاباً فماذا يكون؟!". وأضافت: "وزير الدفاع نائب أول رئيس الوزراء الذي حلف اليمين مرتين، مرة أمام رئيس الجمهورية المنتخب ومرة أمام رئيس الجمهورية المؤقت، فانقلب علي الأول وأزاحه والآن يتخطى المؤقت كأنه غير موجود هو أو الحكومة برئيسها!" ووجهت كلمة إلي وزير الدفاع من يدعي أنه يقاوم عنف وإرهاب الإسلاميين قائلة:"ألا توجد طريقة أخري – بفرض إرهابهم المزعوم – لهذه المقاومة غير إرهاب الجيش والدولة ؟؟ ألا توجد وسيلة أخري غير الحلول الأمنية؟، وأين ما ترددونه من حديث عن المصالحة منذ 3 يوليو؟!". وأضافت: "يأتي هذا البيان من السيسي الآن بعد ما يقرب من الشهر من صمود المعارضين للانقلاب، المعتصمين في ميادين مصر كلها والمتظاهرين عبر أرجائها"، مشيرة إلي إن هذا البيان بعد هذا الصمود وهذا الاتساع لدرجة المعارضة للانقلاب يبين كيف أن الانقلاب في مرحلة ضعف، فهو لم يستطع أن يدعم أركان النظام الانقلابي الذي جاء به، ولن يستطيع، إلا بعنف القوة المسلحة وعنف الدولة ضد معارضة سلمية حتى الآن. وقالت أن السيسي يريد تصفية هذه المعارضة وإقصاءها تحت غطاء وصفها بالإرهاب والعنف، وبالتحاف مرة أخري بما يسمي بالشرعية الشعبية في الميادين!! وأشارت إلي أن هذه اللحظة لحظة فارقة لمن بقي لديه ذرة ضمير وذرة وعي وذرة حرص علي مصلحة مصر أن يقف ويعترض علي قبضة الجيش من جديد علي الحياة السياسية في مصر، فمن لا تناله القبضة هذه المرة ستناله قريباً في مرة لاحقة. واختتمت: "ألا يمكن أن نضيع الفرصة علي السيسي وأن تنزل الجماهير جميعها في الجانبين داعية إلي السلمية وإلي التحام الشعب في مواجهة فاشية عسكرية جديدة تستهدفنا جميعاً؟".