قال الدكتور أحمد فهمي، الباحث السياسي، إن التماسك السياسي للانقلابيين هش للغاية، وكثير منهم يتمهل عن التصارع مع رفاقه بسبب الاحتجاجات في الشارع، مضيفا أن "التطور الإيجابي للاحتجاجات الجماهيرية الداعمة للرئيس مرسي، أربكت المشهد بصورة واضحة، هذا أمر مفروغ منه، ولا جدال فيه". وأضاف فهمي، خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، طبيعة الصراع تجعل الانقلابيين يتبعون طرقا مختلفة لتسريب اليأس إلى رافضي الانقلاب، عبر وسائل الإعلام من خلال التصريحات الموهمة، أو فتح معارك جانبية، أو نشر الإشاعات. وأشار إلى إنهم يضعون خططا ويتراجعون عنها، ويتخذون قرارات مفاجئة، ويترددون كثيرا، ومؤخرا يبدو أننا دخلنا في مرحلة "تقاذف المسئولية"..، مؤكدا أن خارطة الطريق وصلت إلى مرحلة متجمدة، وهي "تعديل الدستور" ويُفترض بحسب إعلانهم الدستوري أن تستغرق نحو أربعة أشهر، وبالتالي لا يوجد إجراء جديد طيلة هذه الفترة. وأكد أن قضية تعديل الدستور ستكون مثار خلافات حادة، بسبب التناقضات بين القوى الانقلابية فيما يتعلق بالتعديلات، وربما ينسحب البعض، موضحا أن خطاب الثقة البالغة الذي يحرصون عليه، إنما هو لنشر اليأس والإحباط، ولا يعبر عن حقيقة الوضع. وأوضح أن محاولتهم لضرب المشاركة النسائية أدت إلى ظهور نمط احتجاجي جديد هو المسيرات النسائية، كما أن قتل النساء أدى إلى تزايد مشاعر النقمة الشعبية ضد الانقلاب، لافتا إلى أن أسلوب المسيرات المتزامنة مؤثر للغاية، وهم يدركون جيدا أن التصعيد الحقيقي لم يحن وقته بعد، أعني به تصعيد ال"لا عودة".