• محمد فتحي من الاسكندرية مصاب بطلق ناري في الرقبة • خليل محمد رأيت المصور أحمد عاصم وهو يوثق المجزرة في شجاعة حتى لفظ أنفاسه • السيد أحمد أول مصاب ذهبت الى الظباط لأنبهم لعقوبة ما يفعلوا فاطلقوا النيارن تجاه فخذي الأيسر!! تخاطبهم وتتفحص وجوههم بعناية فلا تعلم هل سيكون هناك لقاء مجدداً يجمع بين تلك الوجوه أم لا.. فاصابتهم خطرة قد يرتقوا الى الله في اي لحظة.. ومهنتنا اصبحت مستهدفة فلا نعلم هل ستنالنا رصاص الغدر – كمن سبقونا- ممن أستئمنهم الشعب على أرواحهم من الجيش والشرطة.. تنهل من حديث أحدهم فتسرح معهم في عالم من الصمود والشجاعة على الرغم من بشاعة ما يروي حتى تظن أننا تحت وطأة الاحتلال الصهيوني الا أنك سرعان ما تصدم بالحقيقة المرة وهي أنك في مصر.!! إنهم مصابوا مذبحة الحرس الجمهوري بمستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر فعددهم بالمئات.. مد جسده في سكون عصام شعبان الشاذلي (مبيض محارة- من إمبابة) على احدى السرائر؛ حيث أصيب بطلق ناري في البطن من الجهة اليسرى، وبدأ حديثه لنا وبين كل كلمة والأخرى يتأوه من فرط الألم الذي يشعر به، يقول: " كنت أصلي في مسجد بجوار دار الحرس الجمهوري وهو مسجد الفتح، وقبل انتهاء الصلاة سمعت صراخ وعويل وهرج ومرج فخرت أتسائل ما الذي يحدث فعلمت بالمذبحة فذهبت لأسعاد في نقل الجرحى". وأضاف: " وازداد اصراري رغم المخاطر أن أنقل المصابين والقتلى لأن الاسعاف رفضت تدخل في مثل تلك المناطق، حتى أصبت في جانبي الأيسر وأنا لم أكن ضد أو مع تظاهرات 30 يونيو ولكن بعد المذبحة التي رأيتها من الجيش والشرطة بعيني فأعاهد الله أن أشفى وأعتصم للمرة الأولى بميدان رابعة مع المعتصمين هناك لأن ما يحدث هي حرب ضارية. وعلى السرير المجاور له كان يحاول جاهداً الجلوس محمد فتحي ( من الأسكندرية) وسط معاونة أهله وأصدقائه من حوله، ولأن اصابته هي الأخطر على الاطلاق حيث اصيب بطلق ناري في الرقبة من الأمام خرج من الخلف ولم يستطع الأطباء استرخاجها لأنها قد تؤدي إلى تهتك في الأعصاب، إلا أن أهله رووا لنا بشاعة ما حدث معه: أن الداخلية والجيش هما من ضربوهم برشاشتهم وبندقياتهم، والغريب أنه أصيب عند فندق سونستا وهي تبعد عن الحرس عدة أمتار طويلة، مما يؤكد أنهم كانوا يتتبعوننا ويصطادونا من فوق الأسطح!". وقال أبو محمد أنه سيخرجه فوراً من المستشفى دون الحصول على تقرير طبي بسبب تعنت المستشفى وذلك دون الحصول على تقرير طبي حيث منحت له المستشفى ورقه بيضاء غير مختومة أو موقعة من طبيب ولا تدل أنها من المستشفى!! خليل محمد – (دمياط) يروي أنه كان في رابعة العداوية وبمجرد استنجاد من كانوا أمام الحرس الجمهوري بهم توجه إلى هناك فوجد قوات الصاعقة تضرب في النساء والأطفال، وكانوا غارقين في دمائهم وبدأ الناس في حملهم إلى الاسعاف، فتوجه هو الى تصوير الجريمة لتوثيقها الا انه كان على بعد فوجد شاب صغير في السن يقترب منهم ( في اشارة الى احمد عاصم مصور جريدة الحرية والعدالة) ويقف في جزيرة في منتصف الطريق وظل يلتقط لهم الصور ليوثق جرائمهم إلى أن تم ضربه من قبل شرطي أعلى السطح برصاص حي فاستشهد في الحال وغرقت كاميرته بالدماء! ويضيف: "ظننت أني بعيد فلن يصلوا إلي إلا انهم صبوا نحوي سهامهم فاصبت بطلق ناري في البطن.. إلا أني أوكد أنه لا الجيش والشرطة تستطيع تحدي ارادتنا واقول للسيسي ارحل وكفاية بقى فكل أعضاء تمرد وجبهة الخراب الدم في رقابهم ولا يظنوا أن الله سيتركهم". ويروي السيد أحمد – الغربية- أول مصاب سقط في تلك المذبحة أن بمجرد بدء اطلاق قنابل المسيلة للدموع ذهب إلى الظباط من الشرطة والجيش ليخاطبهم ويقول لهم أن ما يفعلوه حرام وأنهم مسلمين لعل فيهم رجل رشيد، وقلت أقصى ما سيفعلوه سيرشوا المياه أو سلسعوني بالكاوتش ففوجئت باطلاق رصاص حي في فخذي الأيسر وسقط في الحال. ويضيف: "تعجبت من انا الامام كان يدعوا في الصلاة اللهم احمي الجيش وبارك فيه"! أما زوجة المصاب مكرم عبد الحميد – المرج- تسائلت هل كان في عهد الدكتور مرسي متبرجة ضربت باليد وليس بالرصاص؟ أو هل في عهده راقصة كلمها أحد ولن أقول ضربها بالنيران!! فلما يقاتلوننا لأننا نريد تطبيق شرع الله؟" الشهادة الثالثة التي تدمي القلب لمحمود عبد الفتاح مراد ( أوسيم الجيزة- 22 عاماً) والذي تسائل قائلاً: " ما حدث يثبت إما أننا غير مصريين أو أن الجيش والشرطة القاتلين هم الغير مصريين ولا يتمتعون بأي انسانية!". والد محمود استكمل الحديث لاصابته الشديدة وعدم قدرته على استكمال الحديث حيث قال أن الشرطة هي التي كانت متصدرة لمشهد القتل بمباركة واشراف الجيش، حيث يفصل قائلاً: " أثناء دعاء القنوت في صلاة الفجر فوجئنا بقنابل غاز مسيل للدموع من اليمين ومن الشمال، ثم فوجئنا بقطع النور بعدها بشكل ممنهج، حتى أصيب محمود بطلقة حيه دخلت أسفل القفص الصدري وأستقرت في المعدة". وأضاف: " عند استخراج الطلقة تأكدنا أن الطلقة ميري وأثبتت الاشاعة وجود تهتك في جدارة المعدة "، وأكد أن هناك العديد من الاصابات وخاصةً اختناقات للأطفال ورأى بأم عينه نساء شهداء على الأرض غارقين في دمائهن. عباس محمود ( منصورة) يروي الشهادة الرابعة: "أصبت برصاص حي من جهة مدرعات الجيش والأمن المركزي فدخلت في الجهة اليمنى في البطن وأدت إلى شبه شلل في الرجل اليمنى"... ويلتقطت منه أطراف الحديث أحد أقاربه الذي أبدى تعجبه من تعامل المستشفى غير الجيد مع المرضى حيث يتأخر التمريض في تلبية طلباتهم كما طلبوا دكتور مخ وأعصاب فلم يأت لهم إلا بعد 24 ساعة، ويضيف أنهم طلبوا مغادرة المستشفى على أن تخاطب مستشفى المنصورة هناك وتكون سيارة الاسعاف على حسابهم الشخصي فرفضت المستشفى الا أن يخرجوا على مسئوليتهم الشخصية!! تركنا تلك الغرفة لنفاجيء بكارثة أخرى في الغرفة التي تجاورها وهي حالة خالد وليد (1اعدادي- من الغربية) حيث كان من المعتصمين في رابعة العداوية وما أن سمع بالمجزرة حتى اتجه هو ووالده بالسيارة الملاكي لنقل المرضى وتقديم اي اسعافات فاصيب بخرطوش في الخصية، وجلست أمه في أسى كامل بجواره بعد ضياع مستقبل ابنها الذي لم يتعدى ال 11 عاماً. وائل سمير علي ( سائق تاكسي- حدائق القبة) يروي الشهادة الخامسة أنه كان ماراً بجوار دار الحرس الجمهوري ولم يصل في حياته إلا أن مظهر الناس المصطفة بجوار بعضها البعض أعجبه للغاية، فقرر يركع لأول مرة في حياته، فحدث طلق النار فوجد المتظاهرين يلقون بالطوب والحجارة رداً على الرصاص الحي والخرطوش فلم يحميهم ويضيف: "حاولت أهرول هارباً إلا أني سقطت على جنبي وأصبت"!! ويستطرد قائلاً: " شعرت أنها حرب وبمجرد شفائي سأنزل مجدداً حتى أموت في سبيل الله بدلاً من موتي "أونطة"!! الشيخ محمد شاكر طهه (من الغربية) بدأ حديثه ليروي الشهادة السادسة قائلاً: "أنا لست من الاخوان المسلمين أنا من جماعة المسلمين وكلنا مسلمين"، موضحاً كيف يطلق علينا ارهابيون وأننا من بدئنا بالهجوم وجميعنا كان يصلي فحتى تكون أكثر حبكة كانوا يقاتلوننا بعد الصلاة"!.. ويستطرد قائلاً: " كنا نأمن المكان فجائت مدرعة شرطة ورصاص حي فحاولنا نختبء وراء الحاجز فأصبت بخرطوش ورصاص حي في الصدر والبطن على مسافة 3 متر". وأكد أن بمجرد شفائه سينزل مرة أخرى لأن الحقيقة واضحة والناس اما مع الحق واما مع الباطل ولا يوجد حياد. ويروي مصطفى محمد مصطفى (من اسماعيلية) الشهادة السابعة قائلاً: " كنت في ليبيا وعدت منذ يومين فقط، وما أن وجدت حطاب السيسي فقلت في نفسي سيقارنوا بين أعداد التحرير واعداد رابعة بشكل شفاف وديمقراطي وحضاري فذهبت واعتصمت وبعدها الى الاعتصام السلمي للحرس الجمهوري وانا لست اخوان ولم يحدث لي غسيل مخ فبالتأكيد لن أضحي بروحي من أجل أشخاص ولكن هي في سبيل الله". ويقول: " سبحان الله بمجرد اطلاقهم للغاز المسيل للدموع بدأت الريح تتغير وتلقي بها في وجوههم فلم يستطيعوا الرؤية بعدها، ليبدأو في اطلاق النار والخرطوش فسقطت بجواري النساء والأطفال وتلك شهادة سأسل عنها أمام الله عز وجل، وأوكد أننا لو كان في نيتنا هجوم هل كنا سنهجم فجراً وأعدادنا قليلة أم كنا سنهجم في عز قوتنا واعدادنا كانت بالملايين في المغرب أو العشاء".