حذّرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان لها اليوم الإثنين من تستّر الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية "سلطة الآثار الإسرائيلية"، تحت غطاء الترميم من الاستيلاء، وتهويد سبيل القطانين التاريخي، والذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، الواقع في أقصى شارع الواد في البلدة القديمة بالقدسالمحتلة. وقالت "مؤسسة الأقصى" إن الاحتلال الإسرائيلي شرع في الأيام الأخيرة بوضع "سقالات" خشبية، ونصب لافتات باللغة العبرية حملت اسم "سلطة الآثار الإسرائيلية" وبدأ بأعمال "ترميم" لسبيل الماء التاريخي الواقع في منطقة شارع الواد- سوق القطانين- وهو أحد ستة سبل مياه بناها السلطان سليمان القانوني في المسجد الأقصى ومحيطه لإيصال المياه إليه وللقدس القديمة. وأكدت المؤسسة في بيانها أن هذا السبيل هو وقف إسلامي خالص، وليس من حق ولا صلاحية الاحتلال الإسرائيلي اتخاذ أية إجراءات بحقه، مشيرة إلى أن الاحتلال سبق، وأن جعل من مشاريع "الترميم والتطوير" في القدس غطاءً للاستيلاء على المواقع الأثرية الإسلامية العريقة وتهويدها، خاصة وأن الموقع قريب من وقف حمام العين، الذي استولى الاحتلال على أجزاء منه وقام ببناء كنيس" اوهل يتسحاق" على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى، كما أن موقع السبيل المذكور قريب جدًّا من شبكة الأنفاق التي يحفرها الاحتلال أسفل وفي محيط المسجد الأقصى. هذا وتعد سبل سليمان الستة في القدس من أشهر سبل المياه في الشام بعد سبيل قايتباي في المسجد الأقصى، وقد بنيت هذه السبل وعمّرت في غضون سنة 943 ه، في عهد السلطان سليمان القانوني، وتوزّعت سبل سليمان الستة في محيط المسجد الأقصى وداخله، وعند بركة السلطان خارج سور البلدة القديمة بالقدس، لتخدم أهل القدس وزوار المسجد الأقصى، وتمدّهم بالماء العذب الزلال، الذي يستمد معظمه من برك سليمان بواسطة قناة السبيل التي رممت في عهد السلطان أيضا. وقد أُوقفت سبل سليمان القانوني هذه في عام 948ه فصارت من أوقاف المسلمين العامّة، وصدقة جارية باسم السلطان سليمان القانوني، والذي أوقفها هو محمد جلبي النقّاش، كما تشير سجلات المحكمة الشرعية في القدس. وقد ظلت سبل سليمان تؤدي دورها في سقاية أهل القدس وكل من يزور المسجد الأقصى، وبعد احتلال القدس والمسجد الأقصى، أتلفت المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية قناة السبيل التي كانت تنقل الماء إلى السبل، بحجة البحث عن الآثار، وبالرغم من تعطّل السبل الستة إلا أنها ظلّت رمزا مقدسيا وإرثا إسلاميا عريقا شاهدًا على حضارة وقدسية المدينة، فلم يرق للمؤسسة الاحتلالية هذا المشهد الإسلامي في القدس فبدأت بمشروع تهويد السبل القانونية بحجة الترميم، وقد حاولت "دائرة الآثار الإسرائيلية" في عام 2010م "ترميم" سبيل باب الأسباط. وقام عدد من عمّالها بإزالة الكحلة (المادة التي تعبأ بالفراغات) عن حجارة السبيل، إلا أن دائرة الأوقاف الإسلامية تداركت السبيل في ذلك الوقت ومنعتهم من إتمام الترميم التهويدي، مؤكدين أن هذا السبيل وغيره من سبل سليمان القانوني في القدس هي أوقاف إسلامية تابعة لوزارة الأوقاف الأردنية.