مع تزايد حالات إضراب السجناء عن الطعام سوءا، وتجديد "باراك أوباما" مطالبه بإغلاق معتقل جوانتانامو، إلا أن الكونجرس الأمريكى واجه القضية ب"آذان صماء" وضرب بها عرض الحائط، وأصر على إبقاء المعتقل "سىء السمعة" مفتوحا. وأشارت صحيفة (هافينجتون بوست) الأمريكية -فى عددها الصادر السبت الماضى- إلى موافقة مجلس النواب الأمريكى على مشروع قانون دفاعى يتضمن إجراءات لوقف خطط الرئيس "باراك أوباما" لإغلاق سجن جوانتانامو، وهى الخطوة التى تؤكد المعركة الصعبة والتحدى الذى ينتظر البيت الأبيض مع سعيه لإغلاق هذا السجن المثير للجدل. ووافق مجلس النواب -الذى يسيطر عليه الجمهوريون بغالبية 315 صوتا مقابل 108 أصوات- على مشروع القانون الذى يتضمن تخصيص 638 بليون دولار للأسلحة والقوات والحرب فى أفغانستان، ويتناول مشروع القانون سلسلة أمور سياسية؛ من بينها جهود مكافحة الاعتداءات الجنسية فى الجيش، وبنود لمنع إغلاق معسكر جوانتانامو فى كوبا. ورغم إضراب نحو 104 سجناء من بين 166 سجينا، ومناشدات أوباما وتأكيده أن تكاليف الإبقاء على هذا السجن باهظة جدا، رفض مجلس النواب بغالبية 249 صوتا مقابل 174 صوتا تعديلا يطالب بإغلاق السجن بنهاية 2014. كما وافق المجلس على منع تسليم الولاياتالمتحدة لليمن أى سجين اعتقل خلال عمليات مكافحة الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر 2011، رغم إجازة مراجعات للجيش والاستخبارات الأمريكية إطلاق سراحهم. وأكدت الصحيفة أن مشروع قانون السياسة الدفاعية لمجلس النواب يمنع وزارة الدفاع "بنتاجون" و"وكالة الأمن النووى" من إنفاق أى أموال لتنفيذ معاهدة ستارت الجديدة مع روسيا، التى صادق مجلس الشيوخ عليها فى ديسمبر 2010، إلى أن يقدم وزير الدفاع معلومات مؤكدة إلى الكونجرس عن تقليص الترسانة النووية الأمريكية. ومما يعكس الانقسام العميق داخل مجلس النواب حول مستقبل جوانتانامو، ألمحت الصحيفة إلى أن الكونجرس لم يعقد التصويت على أحكام مشروع القرار، واختار بدلا من ذلك أن النقاش حول الأحكام عندما يمر المشروع إلى مجلس الشيوخ. وقالت: إن القيود التى وضعها مشروع قانون مجلس النواب تجعله على خلاف مع مجلس الشيوخ، الذى يسيطر عليه الديمقراطيون؛ موضحة أن مشروع قانون لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ يعطى وزارة الدفاع مرونة أكثر فى نقل معتقلى جوانتانامو إلى الولاياتالمتحدة أو بلدان أخرى؛ بهدف إغلاق المعتقل. وأضافت أن تصويت مجلس النواب لا يؤدى إلى إنهاء آمال أوباما فى إغلاق سجن جوانتانامو وفقا لوعوده خلال حملته الانتخابية عام 2008، مؤكدة أنه ما زال يتعين موافقة مجلس الشيوخ على مشروع القانون ثم التوفيق بين نسختى مجلسى النواب والشيوخ قبل الإحالة إلى "أوباما".