"مصر هبة النيل" هذه العبارة قالها المؤرخ هيرودوت عن مصر قبل آلاف السنين رغم أن مصر من دول المصب وليست من دول المنبع فمصر ارتبط اسمها بالنيل، وسيبقى النيل هبة مصر إلى ما شاء الله. ولكن يبدو أن فضائيات علب الليل قررت أن تضبط موجة أكاذيبها "على ضفاف نهر النيل" فأطلقت لبومها وغربانها العنان لتنعق بالعطش القادم عبر إثيوبيا. وسوف أترك تصريحات برهان جبر كريستوس وزير الشئون الخارجية الإثيوبي التي لقنت بعض الصحفيين المصريين درسا في الوطنية والانتماء لمصر فماذا قال؟ لقد قال: "نهر النيل ليس ملكًا لنا .. ونسعى لإطار مشترك يحقق المنفعة للجميع.. إثيوبيا حريصة على عدم الإضرار بمصالح الشعب المصري.. وسد النهضة هدفه توليد الكهرباء وليس الزراعة.. ولا يمكن استغلال النيل عند مروره في إثيوبيا للري لأنه يمر داخل منحدر ضيق وعميق. ستنساب المياه إلى مصر بسهولة ويسر". وكاد الوزير الإثيوبي أن يقسم بأغلظ الإيمان في تصريحاته أمس للصحفيين المصريين في أديس أبابا قائلا: أكرر عدم صحة ما تنشره الصحافة المصرية عن سد النهضة، مؤكدا أن نهر النيل ليس ملكاً لإثيوبيا. قائلا: لسنا أغبياء لنحجب مياهًا عن مصر.. وكل ما نطلبه صياغة إطار مشترك للانتفاع بالنهر، مشيراً إلى أنه ليس لإسرائيل أو غيرها دور في بناء سد النهضة. والذي أكد عليه الوزير الإثيوبي والذي تجاهلته فضائيات علب الليل وأيضا تليفزيوننا الرسمي أن الكهرباء المنتجة من مشروع سد النهضة والبالغة 6 آلاف ميجاوات سيكون لمصر الحق في الاستفادة بجانب منها. لقد ألقاها الوزير الإثيوبي بكل صراحة في وجه بعض مندوبي صحف وفضائيات حرق مصر والذين حاولوا كعادتهم إشعال نار الفتنة قائلا: أن النظام السابق أفسد العلاقات بين البلدين. ونظام الرئيس محمد مرسى يسعى لتحقيق المنفعة المشتركة ولذلك مصر لن تتأثر مطلقاً بالسد بل ستنتفع منه.. ومخاوف الشعب المصري ترجع إلى عوامل نفسية بسبب أداء بعض وسائل الإعلام. تصريحات برهان جبر كريستوس وزير الشئون الخارجية الإثيوبي والتي تجاهلت نشره أغلب الصحف والقنوات كانت كفيلة بإزالة مخاوف جموع المصريين حول الفقر المائي أو العطش القادم عبر إثيوبيا، ولكن إثارة هذه القضية ومعالجتها بأسلوب عوالم فضائيات علب الليل كان مقصودا ليتزامن مع فبركة توقيعات تمرد، قيام المحكمة الدستورية بإصدار حكم بتصويت العسكريين لمعاقبة مؤسسة الجيش لرفضها الانقلاب على الشرعية، نشاط مكثف للفلول في تصدير المشكلات اليومية من قطع الكهرباء والمياه والطرق... إنه مكر الليل والنهار "وَلا يَحِيْقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلا بَأَهْلِه فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا "فاطر: 43].