* "بريكس".. منظمة الدفاع عن مصالح الدول النامية * تركز على التنمية.. و4 تريليونات دولار الاحتياطى النقدى لدولها اختتمت مجموعة "بريكس" للاقتصادات الصاعدة، الأربعاء الماضى، قمتها الخامسة فى دوربان بجنوب إفريقيا، بمشاركة الرئيس محمد مرسى كأول رئيس مصرى منذ تأسيسها عام 2006. وأسفرت القمة عن اتفاق قادة الدول الأعضاء على إنشاء مصرف إنمائى مشترك؛ بهدف تمويل مشاريع البنى التحتية، ومنها الطرق والصرف الصحى والحفاظ على المياه وإدارة الطاقة والصناعات الغذائية وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية، وكذلك فى مجال الطاقة. واتفقت دول المجموعة صاحبة الاقتصادات الصاعدة والتى تضم "البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا" مبدئيا على إنشاء صندوق احتياطى مشترك للعملات بحجم 100 مليار دولار وبإدارة مستقلة. وسيكون الصندوق عاملا رئيسيا فى تعزيز النمو الاقتصادى وزيادة التعاون التجارى بين دول بريكس، وصمام أمان للمجموعة فى حال واجهت نقصا فى السيولة النقدية، بحيث تلجأ الدول الأعضاء للاستعانة به وقت الأزمات والطوارئ، ومن الممكن أن يتطور لاحقا ليصبح موازيا لصندوق النقد الدولى. ويرى قادة "بريكس" أن هذا الاحتياطى النقدى سيكون مكملا لآليات الحماية المالية الدولية الموجودة حاليا -مثل صندوق النقد الدولى- وسيكون على وزراء مالية المجموعة ورؤساء البنوك المركزية فيها متابعة العمل لجهة إنشاء هذا الصندوق. وتسهم الدول الأعضاء فى هذا الصندوق بنسب مختلفة، أكبرها حصة الصين البالغة 41 مليارا، وأصغرها حصة جنوب إفريقيا البالغة 5 مليارات دولار، فيما تساهم كل من روسيا والبرازيل والهند ب18 مليار دولار. إلا أن هذه الأموال لن تسحب من أموال الخزائن العامة، بل ستحفظ فى البنوك المركزية للدول الأعضاء على شكل احتياطى من الذهب. ويجتمع مجلس أعمال الصندوق الاحتياطى مرتين فى العام، وستكون رئاسته دورية كل عام بالتوافق مع القيادة السياسية، وسيتمكن هذا المجلس على نحو فعال من الاجتماع بين القمم المختلفة، وسيبحث سبل تعزيز التجارة والاستثمار. كما ركزت القمة على ضرورة تفعيل أطر التعاون المشترك بين دول القارة الإفريقية من جهة، وبينها وبين دول تجمع البريكس من جهة أخرى. ورحبت المنظمة بمشاركة الرئيس المصرى محمد مرسى فى قمتها كأول رئيس مصرى مرة منذ تأسيسها قبل ستة أعوام. الدفاع عن الفقراء مجموعة "بريكس" هى منظمة سياسية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006، وعقدت أول مؤتمر قمة لها عام 2009، وأعضاؤها من الدول ذات الاقتصادات الصاعدة وهى "البرازيل وروسيا والهند والصين" تحت اسم "بريك" أولا، ثم انضمت جنوب إفريقيا إلى المنظمة عام 2010 ليصبح اسمها "بريكس"؛ حيث إن بريكس هو مختصر للحروف الأولى المكونة لأسماء الدول الأعضاء فيها. وكان وزراء خارجية دول "بريكس" اجتمعوا فى نيويورك عام 2006 ليدشنوا بذلك سلسلة اجتماعات لاحقة للتشاور حول تأسيس المنظمة. وفى عام 2008، عقد اجتماع فى مدينة ييكاترينبرج الروسية، ثم تبع ذلك أول مؤتمر قمة لدول المجموعة فى 16 يونيو عام 2009 فى ييكاترينبرج. وفى عام 2010، بدأت جنوب إفريقيا التفاوض حول الانضمام إلى المجموعة، ثم التحقت بها رسميا فى 24 ديسمبر عام 2010. وتتميز دول المنظمة بأنها من الدول النامية الصناعية ذات الاقتصادات الكبيرة والصاعدة، ويعيش فى الدول الخمس نحو نصف سكان العالم، ويوازى الناتج الإجمالى المحلى للدول مجتمعة ناتج الولاياتالمتحدة (13.6 تريليون دولار)، ويبلغ مجموع احتياطى النقد الأجنبى لدول المنظمة 4 تريليونات دولار. ووُصفت "بريكس" بأنها المدافعة عن مصالح الدول النامية، وأنها قوة من أجل السلام العالمى، واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق فى أكثر القضايا الاقتصادية العالمية، بما فيها التعاون فى المجال المالى وحل المسألة الغذائية.