تمر اليوم الذكري ال 85 على تأسيس دعوة الإخوان المسلمين التى بدأت من مدينة الإسماعيلية على يد الإمام الشهيد حسن البنا ومجموعة من المؤمنين بفكرته، والتي تحولت الي كيان ملموس علي ارض الواقع ..انتقل هذا الكيان من المحلية الي العالمية عبر سنوات طوال ..دفع خلالها الاف الشهداء ارواحهم في سبيل تحقيق اهداف الجماعة ، والتي وصفها مؤسسهابانها دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية. وتهدف دعوة الإخوان إلى إصلاح سياسى واجتماعى واقتصادى من منظور إسلامى شامل يبدأ بتكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فخلافة إسلامية ثم أستاذية العالم وفقا للأسس الحضارية للإسلام. ترفع الجماعة شعار "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا"، كما أكد البنا فى رسالة المؤتمر الخامس تحت عنوان "إسلام الإخوان المسلمين": أن الإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف. ومن خصائص دعوة الإخوان التى تميزت بها عن غيرها من الدعوات، البعد عن مواطن الخلاف، وعن هيمنة الأعيان والكبراء، وعن الأحزاب والهيئات، والعناية بالتكوين والتدرج فى الخطوات، وإيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات، وشدة الإقبال من الشباب، وسرعة الانتشار فى القرى والمدن. منذ نشأة الجماعة وضع حسن البنا أسس العمل السياسى للإخوان، فهم ليسوا مجرد جماعة دعوية دينية فقط ولكنهم أيضا هيئة سياسية نتيجة فهمهم العام للإسلام، ومشاركتهم السياسية تأتى من منطلق الإصلاح فى الأمة وتطبيق تعاليم الإسلام وأحكامه. كما وضع حسن البنا عشرة أركان للبيعة عند الإخوان فى رسالة "التعاليم" هى: الفهم والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والأخوة والثقة. بدأ نشاط الإخوان فى مصر حركة جامعة شاملة تُعنى بالإصلاح الاجتماعى والسياسى عام 1928، وفى ثلاثينيات القرن العشرين زاد التفاعل الاجتماعى والسياسى للإخوان وأصبحوا فى عداد التيارات المؤثرة سياسيا واجتماعيا. وفى عام1942 وخلال الحرب العالمية الثانية عمل الإخوان على نشر فكرهم فى كل من شرق الأردن وفلسطين، وشاركوا فى حرب 1948 لتحرير فلسطين بكتائب انطلقت من كل مصر وسوريا والأردن والعراق. وتم اغتيال مؤسس الجماعة حسن البنا فى 12 فبراير 1949م، قبل أن يشارك الإخوان فى ثورة 1952، وهو الاغتيال الذى أراد مرتكبوه أن يكتبوا النهاية لهذه الجماعة العريقة؛ إلا أن ما حدث كان العكس، حيث تسببت اعتقالات جمال عبد الناصر ضد الإخوان عقب الثورة فى انتشار الدعوة فى العديد من دول العالم عبر أفراد الجماعة الذين فروا بدينهم من المجازر. تقلد منصب المرشد العام 8 شخصيات بدأت بحسن البنا المرشد الأول ومؤسس الجماعة (1928 – 1949)، تبعه المستشار حسن الهضيبى (1949 – 1973)، ثم عمر التلمسانى (1973 - 1986)، ومحمد حامد أبو النصر (1986 – 1996)، ومصطفى مشهور (1996 - 2002)، والمستشار مأمون الهضيبى (2002 - 2004)، ثم محمد مهدى عاكف (2004 – 2010)، ومحمد بديع: (2010 وحتى الآن).