* لقاءات موسعة فى "إسلام آباد" مع أطراف رسمية وحزبية بارزة * محطة نيودلهى الأولى لرئيس مصرى منذ 30 عاما.. وركيزة لتعزيز التعاون الاقتصادى والتقنى تأتى زيارة الرئيس محمد مرسى إلى باكستان والهند، لتضع مصر فى قلب المنظومة السياسية للعلاقات الدولية، النابعة من المصلحة الوطنية، فلأول مرة يزور رئيس مصر الهند منذ أكثر من 30 عاما، لتعيد التوازن إلى السياسة الخارجية المصرية. ففى إطار حرص الرئيس المصرى على توسيع خريطة مصر الخارجية وتقوية علاقاتها الطيبة مع العالم الخارجى بأسره، توجه الرئيس محمد مرسى فى زيارة جديدة تستغرق 3 أيام (18 إلى 20 مارس) إلى باكستان والهند بجنوب آسيا؛ لتوقيع مذكرات تفاهم بعدة مجالات ومناقشة قضايا محورية ذات اهتمام مشترك ودراسة تحسين العلاقات والتوازن بين الدول. ويبدأ الرئيس المصرى جولته بزيارة رسمية إلى العاصمة الباكستانية "إسلام آباد" اليوم الاثنين، يجرى خلالها محادثات مع الرئيس الباكستانى "آصف على زردارى" ورئيس الوزراء "راجه برفيز أشرف"، كما يستقبل مرسى بمقر الإقامة عددا من زعماء الأحزاب الرئيسية فى باكستان. ثم يتوجه مرسى مساء اليوم إلى العاصمة الهندية "نيودلهى"، فى زيارة رسمية تستغرق يومين، يلتقى نظيره الهندى "پراناب موخيرچى" ورئيس الوزراء الهندى "مانموهان سينج"، كما يستقبل بمقر إقامته نائب رئيس الجمهورية "حامد أنصارى"، ووزير الخارجية "سلمان خورشيد"، بالإضافة إلى الأمين العام لحزب المؤتمر وزعيمة التحالف التقدمى الموحد "سونيا غاندى" وزعيمة المعارضة فى البرلمان الهندى "سوشما سواراج". تأتى هذه الجولة فى إطار حرص الرئيس مرسى على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وكل من الهند وباكستان فى مختلف المجالات، ومن الطبيعى لمثل هذه الزيارة أن يكون لها مردود سياسى واقتصادى على العلاقات الخارجية المصرية، خاصة أن الرئيس المصرى السابق "حسنى مبارك" لم يلتفت إلى العلاقات المصرية-الجنوب آسيوية طوال فترة حكمه، وهذه الزيارة هى الأولى لرئيس مصرى إلى باكستان منذ عام 1974. فعلى الصعيد السياسى، يتضمن برنامج محادثات الرئيس مرسى فى الجارتين -اللتين تحويان عددا هائلا من المسلمين- بحث الأطراف أطر تفعيل وتحسين العلاقات الخارجية بين مصر وكل من باكستان والهند، بالإضافة إلى خلق حالة من التوازن والهدوء فى العلاقات الهندية-الباكستانية التى شابتها الاضطرابات والتوترات كثيرا فى الآونة الأخيرة. وقالت صحيفة (إكسبرس تربيون) الباكستانية: إن التشاور حول قضايا تطورات الربيع العربى وأفغانستان ومكافحة الإرهاب وفلسطين والوضع فى سوريا واليمن وعملية السلام فى الشرق الأوسط والقضايا ذات الاهتمام المشترك، تحتل مكانا بارزا فى المحادثات. وقال سفير دولة الهند بالقاهرة "نفديب سورى": تسعى مصر بقيادة الرئيس محمد مرسى نحو علاقات أعمق مع الهند وباكستان، متطلعة لتنويع علاقاتها، وأنها تنظر للهند على أنها دولة يمكن أن تحصل منها على المعرفة والخبرة والمهارة بشأن بناء القدرات الاقتصادية. وأضاف "سورى" أنه فى أعقاب زيارة الرئيس مرسى للهند، ستعقد الدولتان الاجتماع الرابع للجنة الدفاع المشترك فى الشهر المقبل. وعلى الصعيد الاقتصادى، تتوج زيارة الرئيس مرسى لباكستان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم للتعاون بين الجانبين فى مجالات، أبرزها الترويج للاستثمار وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والخدمات البريدية والملاحة التجارية، وكذلك إمكانية تدعيم العلاقات الاقتصادية والإعلامية. وسيتم التوقيع خلال زيارة مرسى للهند على عدد من مذكرات التفاهم للتعاون الثنائى فى مجالات تكنولوجيا المعلومات وأمنها ودعم وتنمية الصناعات الصغيرة، بالإضافة إلى خطابين للنوايا: الأول بشأن إطلاق الأقمار الصناعية، والآخر حول مشروع إنارة قرية بمحافظة مطروح بالطاقة الشمسية. وسيقوم الرئيس محمد مرسى بافتتاح منتدى اقتصادى وتجارى يشارك فيه عدد من رجال الأعمال من الجانب المصرى والهندى على هامش زيارته إلى نيودلهى؛ لبحث سبل تدعيم العلاقات فى مجال القطاع الخاص والاستثمار بين الجانبين. جدير بالذكر أن التبادل التجارى بين الهند ومصر قد شهد زيادة ملحوظة بلغت 33% العام الماضى لتبلغ 4 مليارات و200 مليون دولار، مقارنة بنحو 3 مليارات و200 مليون دولار عام 2011، كما ازدادت الصادرات المصرية للهند بمعدل حوالى 37% العام الماضى؛ وهى مؤشرات تدل على نمو التعاون المشترك بين البلدين، نظرا للتطورات فى مصر التى أتت بمحمد مرسى أول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية فى تاريخ مصر. وتُعد الهند هى سابع أكبر شريك تجارى لمصر، كما تعد ثانى أكبر وجهة للصادرات المصرية بعد إيطاليا، بينما تأتى الهند فى المرتبة 11 على قائمة الأسواق التى تستورد منها مصر، وهناك فى الوقت الراهن 50 شركة هندية تعمل فى مصر باستثمارات تبلغ نحو مليارين ونصف المليار دولار، يعمل بها 35 ألف عامل مصرى.