* الغذاء المتوازن ضرورة للصحة البدنية للأولاد * تدريب الطلاب على الاستذكار الجيد من أسرار النجاح * إبعاد الأبناء عن التوتر والضغوط يحقق لهم السلامة النفسية فى وسط الأحداث السياسية التى لا تنتهى تجرى داخل البيوت المصرية أحداث من نوع آخر، بطلها التلاميذ الصغار، الذين ما إن انتهت إجازتهم نصف السنوية، وبدءوا فصلا دراسيا جديدا؛ حتى بدأ معهم الأهل فى استكمال الضغط والتوتر، مشحونين بنتيجة الفصل الدراسى الأول، فإذا كانت جيدة يسعون للضغط على الصغار للحفاظ على نفس المستوى، وإذا كانت أقل من آمال الوالدين يصبح الضغط والتوتر أضعافا مضاعفة لتحسين المستوى. غير أن خبراء الصحة النفسية ينصحون الأهل والطلاب بنسيان نتيجة الفصل الأول، واعتبار الفصل الثانى بداية جديدة، وفرصة جيدة، وعليهم أن يتعاملوا مع تلك الشهور المتبقية من العام الدراسى بالأمل والتفاؤل والعزم على بذل المزيد من التعب والجهد للحفاظ على التفوق الذى حققه البعض أو للوصول إلى مستوى أفضل لمن لم يحقق هدفه، وهم بلا شك فى حاجة إلى أسس وقواعد تؤهلهم للحصول على أعلى قدر من الاستيعاب والتركيز، وهذا ما يوضحه خبراء الصحة النفسية والتغذية. عادات الاستذكار مع بداية النصف الدراسى الثانى ينبغى على الأهل تدارك سلبيات النصف الأول والخروج منها بدافع جديد للنجاح والتفوق، وهو ما يؤكده د. رشاد على -أستاذ الصحة النفسية بجامعة الأزهر- حيث يقول إن "تلاميذ الابتدائى والإعدادى يفتقرون إلى عادات الاستذكار الجيد بسبب عدم إدراك الأهل والمعلمون لأهميتها، وبالتالى فالأبناء يذاكرون بطريقة عشوائية غير منظمة تفقدهم الكثير من الوقت والجهد". ويضيف على أنه يجب على الأسرة أن توفر المناخ المناسب لمذاكرة الأبناء داخل البيت، فتجهز غرفة أو ركن خاص بالمذاكرة يتسم بالهدوء والنظافة والنظام، والبعد عن أسباب تشتيت الانتباه حتى يحصل الأبناء على أكبر قدر ممكن من التركيز الذى يساعدهم على الفهم والاستيعاب، وكذلك أهمية المراجعة الأسبوعية التى تركز المعلومات وتزيد من قوة التحصيل وتجنب الطالب تراكم المواد المطلوب مراجعتها التى قد لا يستطيع أن ينجزها فيما بعد. ابحث عن الأسباب ويشير أستاذ الصحة النفسية إلى ضرورة تعامل الأهل مع الأبناء بحكمة وروية فى حال حصولهم على مجموع ضعيف، ولا ينبغى استخدام أسلوب التوبيخ والمقارنة بالمتفوقين والحرمان من المصروف، واللعب كعقاب للابن المهمل، فيشعر بالفشل والإحباط، ويفقد الثقة فى نفسه ويكره المذاكرة، ولكن ينبغى الاستمرار فى تشجيع الأبناء على المذاكرة وتحبيبهم فيها، والبحث عن الأسباب التى أدت إلى تدنى مستواهم الدراسى والعمل على حلها، فقد تكون أسبابا مرضية أو نفسية، أو تتعلق بصعوبة المنهج، أو لوجود مشكلات بين زملائه أو للعلاقة السلبية بينه وبين المدرسين أو لتأثره بجو البيت المشحون بالخلافات والمشاكل. وعلى الجانب الآخر، يؤكد د. رشاد على أن الطالب المتفوق عليه أن يحافظ على مستواه بدافع من الأهل وببذل مزيد من الجهد وبالبعد عن الكبر والغرور الذى قد يأتى بنتيجة عكسية، فقد يدفعه إلى الإهمال والتراخى والتكاسل عن أداء الواجبات، وإذا حدث وهبط مستوى الطالب المتفوق، فلا ينبغى أن يشعر الأهل بصدمة حيال ذلك، فلا أحد يظل الأول دائما والتقييم بمجموع الدرجات فقط ليس هو التقييم السليم، ولكن فى نفس الوقت يجب دفع الابن للحفاظ على مستواه بشتى الطرق وإبعاده عن الأسباب التى أثرت عليه؛ لأن تفوقه الدراسى يتوقف عليه نجاحه المستقبلى. وينصح أستاذ الصحة النفسية الأهل بالمثابرة والمرونة والصبر على الصغار؛ لأن عملية التعلم تستمر لسنوات طويلة من عمرهم، التى تعتبر رغم أهميتها القصوى جزءا من كل، فهم بحاجة أيضا إلى التفوق الخلقى والمهارات الاجتماعية والتمتع بالصحة النفسية التى تنبع من التوازن فى تحقيق احتياجاتهم المادية والمعنوية، ولا بد من اكتشاف مواهب ومهارات الأبناء والعمل على تنميتها، كما نهتم بالجانب التعليمى، فقد يخرج منهم العلماء والمفكرون والأدباء والرياضيون والفنانون. أطعمة التركيز وعن الطعام الصحى المطلوب خلال شهور الدراسة، يقدم خبراء التغذية الوصفة التالية: - ضرورة تناول الأطعمة التى تحتوى على عناصر الحديد، مثل: العسل، الكبدة، الفول والخضر الورقية داكنة اللون، مثل الملوخية والسبانخ والبقدونس وكذلك الأطعمة التى تحتوى على فيتامين «ج»، مثل البرتقال والليمون والبروتينات، كالبيض «البلدى» والأسماك، بجميع أنواعها، وتعتبر مصدرا جيدا للبروتين، كما أن بعض الأسماك تحتوى على «أوميجا 3»، المفيدة جدّا للمخ، حيث ترفع نسبة الذكاء، مثل سمك السلمون والتونة والسردين، وهذه المادة معروف عنها حماية الخلايا العصبية، وزيادة نسبتها فى الدم تعتبر إضافة إلى «السيروتينين»، مهمة فى المحافظة على تحسين كيماويات المزاج فى المخ والمعروفة بأطعمة التركيز، فقد توصلت دراسات إلى أن من يتناولون السمك مرتين على الأقل فى الأسبوع أقل عرضة لمرض «الزهايمر» ممن يتجنَّبون أكل السمك. - كما أن طبق السلطة اليومى من أهمّ العوامل التى تساعد على تجنب «الأنيميا»، بالإضافة إلى المكسرات والتمر والزبيب، فهى تحتوى على سكريات طبيعية أفضل بكثير من الحلويات والمشروبات الغازية. - تناول المشروبات الصحية مثل «الحلبة»، فهو من المشروبات المهمة التى تطهِّر البطن وتدفئ المعدة، كما أنه مشروب مغذٍّ ويساعد على التخلص من التقلصات. - احتساء الشاى بعد الأكل مباشرة يسبب صعوبة امتصاص الحديد؛ لذلك أن كان لا بد من احتسائهما، فيكون ذلك بعد الأكل بحوالى ساعتين على الأقل وبكمية معقولة. - كما أن المشروبات الغازية، بكل أنواعها، تعتبر من المواد الضارة التى تكسر الكالسيوم فى الجسم وترفع نسبة غاز ثانى أوكسيد الكربون. - كذلك المواد المصنَّعة تزيد الوزن وتعمل على ارتخاء العضلات وتُقلّل القدرة على الاستيعاب والفهم. - إفطار الصباح بكوب من الحليب أساسى لا يمكن الاستغناء عنه، ويمكن إضافة ملعقة من العسل الطبيعى، فهذه المواد مصدر للبروتينات والدهون والكالسيوم والعسل كمصدر للسكريات، ويستمر مفعوله طوال اليوم إلى جانب «سندويتش» خفيف من الخبز الكامل، الذى يحتوى على جبن، أو تناول ملعقتين من زيت الزيتون، ويمكن استبدال بيضة بهما. ويفضل قبل تناول الإفطار تناول ملعقة من العسل الطبيعى المضاف إليها قطرتان من عصير الليمون؛ لأن هذا المزيج له قدرة كبيرة على رفع نسبة الحديد وعلاج «الأنيميا»، التى تسبب الدوخة والدوار، ولا ننسى شرب الماء بكثرة خلال فترة الاستذكار للمحافظة على نسبة الماء فى الجسم.