ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عملية خطف وحجز الرهائن من طرف بعض المتطرفين، والتي وقعت في منطقة عين أمناس بجنوب الجزائر، والتي انتهت بالمأساة التي شاهدها العالم أجمع، حيث قتل العديد من الرهائن، ومن المتشددين. وشدد الاتحاد، في بيان له، على رفضه ترويع الآمنين، وحجز الرهائن مهما كانت ديانتهم، حيث إن ذلك من المحرمات التي دلت عليها النصوص من الكتاب والسنة، التي اعتبرت الأمن من أنعم الله تعالى على عباده، مؤكدة أن ذلك ليس من منهج الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، الذي قال: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا"؛ بل ولا غير مسلم، ولا من منهج السلف الصالح، الذين نشروا الدعوة بالرحمة، والحكمة والموعظة الحسنة، ولم يقتلوا حتى في ساحات القتال إلا من حاول قتلهم، ولم يرد في سيرتهم أنهم اختطفوا من أخذ الأمان من أي أحد من المسلمين. وفي الحديث:"المسلمون يجير عليهم أدناهم". كما ندد الاتحاد بشدة قتل هؤلاء الرهائن مهما كانت ديانتهم، فقد قرر القرآن مع كتب السماء:{أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}. وطالب الاتحاد جميع الإخوة الذين يرفعون شعار الإسلام بالالتزام بأحكام الإسلام، وبأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في الحرب والسلم، وأنه جاء رحمة للعالمين فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]. وقال عليه الصلاة والسلام: "إنما أنا رحمة مهداة". وأوضح أن إعلان الحرب والعنف داخل المجتمع المسلم لن يقود إلا إلى مزيد من القتل والمآسي، ولن يحقق الخير للإسلام والمسلمين على مر التاريخ، وقد أثبتت المظاهرات السلمية، والأساليب السلمية، أنها غيرت من الطغاة، ما لم تغيره أساليب العنف، فليتقوا الله في أمتهم وفي أنفسهم، فإنهم مسئولون أمام الله تعالى عن كثير مما يحدث بأمتنا من التدخل الخارجي ونحوه.