على الرغم من المؤامرات الخارجية والداخلية التى تمولها دول عربية وأجنبية لإسقاط أول رئيس مصرى منتخب فإن الدكتور محمد مرسى سوف يكمل فترته الرئاسية، وسيعاد انتخابه مرة ثانية، وهو ما يعنى أنه سيبقى بمشيئة الله حتى عام 2020. وهذا ليس كلاما مرسلا من جانب أحد مؤيدى الرئيس، ولكنه تحليل محايد لصحيفة الجارديان الأمريكية التى أكدت أن الرئيس مرسى سوف يكمل فترته، ولن تستطيع القوى الخارجية والداخلية التى أعلنت أن هدفها إسقاط النظام تحقيق مخططها؛ لاعتبارات كثيرة، أهمها: أنه رئيس شرعى منتخب، وجموع الشعب ترفض إسقاطه، وأنه ليس "مبارك" الذى اغتصب الحكم 30 عاما. وقالت الصحيفة: إن التيار الإسلامى، وفى القلب منه جماعة الإخوان المسلمين، القوة السياسية الأقوى فى مصر، يقف مباشرة وراء ظهره، وكذلك الجيش -الذى عانى من تجاربه خلال إدارته للمرحلة الانتقالية- سيبقى فى ثكناته، أما الثوار الشباب الذين يدّعون أنهم قواد ثورة يناير 2011 فهم أقلية، فضلا عن انقسام المعسكر المناهض لمرسى. وأشارت الصحيفة أن شعبية الرئيس هى الأمر الوحيد الذى أضعف استمرار الاشتباكات على الإعلان الدستورى المتعسف والدستور الجديد. وأوضحت الجارديان أن الضعف السياسى المزمن فى مصر يحمل بين طياته أنباء سيئة بالنسبة للغرب فى المنطقة، فالولايات المتحدة وبريطانيا والدول العربية الموالية للغرب فى البداية وقفت مذعورة من صعود الإخوان المسلمين، ولكن تقديم مرسى نفسه شخصيةً موحِّدة، وتعهده ببناء إدارة شاملة تتجنب الانتقام من النظام القديم، كانت وسيلة لتخفيف ذلك الذعر. وقالت الجارديان البريطانية فى افتتاحيتها: إنه بات من الواضح أن الأزمة المصرية ليست بشأن الدستور أو تأجيل الاستفتاء؛ لأن المعارضين حظوا بفرصة المشاركة فى صياغته قبل أن يغيروا موقفهم، وينسحبوا من اللجنة التأسيسية، فضلا عن رفضهم عرض التفاوض بشأن النقاط الخلافية. وذهبت الصحيفة إلى قول: إن الرئيس مرسى حث المعارضة على الحوار معه، لكن محمد البرادعى قال: إن مرسى فقَد شرعيته، ما يعنى أن هدف جبهة الإنقاذ الوطنى ليس الدستور ولا الإعلان الدستورى، وإنما مرسى نفسه. ووصفت الصحيفة المشهد المصرى بأنه معركة على السلطة، ومحاولة لعزل رئيس منتخب، لا من أجل الدستور، بل محاولة الحيلولة دون إجراء انتخابات تبدو فرص الإسلاميين فيها جيدة. ووفق الصحيفة فإن الرئيس مرسى واثق فى حال إجراء أى استطلاع أنه سيحصل على التأييد الذى يعتقد أنه يحظى به الآن. وذكرت الصحيفة أن قتلى (شهداء) أحداث الاتحادية هم أعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى إسلاميَّيْن آخرين قتلا خارج العاصمة، فضلا عن حرق مقرات الإخوان ومهاجمتها فى طول البلاد وعرضها، فى حين لم يمس مقر أو مكتب أى حزب من الأحزاب الأخرى، وهذا لا يتماشى مع مزاعم المعارضة بأنهم ضحايا لعنف الإسلاميين، وتضيف: "الطرفان ضحية للعنف، والفاعل الحقيقى هو عدوهم المشترك". ولعل تأكيدات الصحيفة الأمريكية صعوبة إسقاط الرئيس مرسى يحتم علينا أن ننصح ثلاثى جبهة الخراب الوطنى (البرادعى وحمدين وموسى) بالبحث عن بلد آخر غير مصر ليمارسوا خطتهم لخراب الأمة العربية. فأقول لأولهم وهو مقاول الخراب الوطنى المدعو محمد البرادعى: كفاك خرابا؛ فلديك سوابق فى خراب البلاد؛ حيث تسببت فى دمار دولة العراق الشقيقة، وحصلت فى المقابل على جائزة نوبل فى السلام!!. وأما ثانيهم المدعو حمدين صباحى المرشح الرئاسى السابق فعليك أن تتخلى عن حلم الرئاسة الذى حوّلك من شبه مناضل قديم إلى أحد أعمدة الخراب الوطنى، وبحق زمالة مهنة الصحافة أدعوك للتخلى عن حلم الرئاسة؛ لأنه حتى بعد عام 2020 لن تكون مؤهلا لمجرد الترشح لمنصب الرئيس؛ لاعتبارين: الأول أن سيكون قضى عقوبة جنائية بالتحريض على قلب نظام الحكم وإشاعة الفوضى بالبلاد، وفى حالة عدم حدوث الأمر الأول سيكون لاعتبارات نفسية، وهو أننا قد نشاهدك على الطرقات، وفى إشارات المرور بشعر منكوش وملابس رثة وأنت تصيح "أنا الرئيس يا ريت الانتخابات قد اتعادت". أما ثالثهم عمرو موسى فأقول لك: كفاك ما أخذت من ثروات هذا البلد، فأنت المناضل الفندقى، ولم تنسَ صديقتك وزيرة الخارجية الصهيونية؛ ولذلك انقلبت على عقبيك وخسرت موقعك التاريخى فى تأسيسية الدستور، لتعود من جديد للفلول، وصدق القائل: من شب على شىء شاب عليه.