"كده بانت" وظهروا على حقيقتهم.. وقالوها صراحة.. فهم يخشون الاستفتاء على الدستور؛ لأنهم متأكدون من أن غالبية المصريين سوف يختارون الدستور ويقولون نعم!. تخيلوا.. الليبراليون واليساريون الذين صدعوا رءوسنا بحكاية (المواطنة) فى الدستور يريدون إقصاء ربع الشعب المصرى والحجر عليه ومنعه من ممارسة حقه السياسى فى المشاركة فى الانتخابات والتصويت على الدستور بدعاوى أن 40% من المصريين أميون لا يعرفون القراءة والكتابة، ويصوتون غالبا للتيار الإسلامى!!. فضيحة بكل المقاييس أن يدعو هؤلاء – ومنهم للأسف الأديب علاء الأسوانى– ل"المواطنة" ثم يطالبون باستبعاد ربع المصريين من المشاركة فى الاستفتاء بدعاوى أن هؤلاء الأميين يعطون أصواتهم للإسلاميين تلقائيا ويحشدون من أجل التصويت على ما يريده الإسلاميون!. "الأسوانى" الذى كنت أظنه من عقلاء المثقفين وأديب الغلابى كتب يدعو لاستبعاد الغلابى الأميين بزعم أنهم حوالى أربعين فى المائة، وأنه بذلك يمكن أن يحرم الإسلاميين من هذه الأصوات، مع أنه يعلم تماما أن الأمية لا تقاس بمعرفة القراءة والكتابة، وأن هناك أمية سياسية وأمية ثقافية وجهل سياسى -بعيد عنكم- للنخبة التى يقولون عليها مثقفة للأسف!. ألا يعلم أديبنا أن هناك أميين أكثر علما ووعيا وإدراكا أكثر من المثقفين الذين تعلموا وحصلوا على الدكتوراه؟ وأن هناك من حصل على شهادات عليا ولكنه أجهل من دابة؟!، وأن كثيرا من أهلنا (الأميين) أكثر وعيا وفهما وحكمة سياسية وثقافية من مدعى الثقافة والعلم فى زماننا هذا؟ بل أكثر وعيا من أساتذة جامعيين وضعوا أيديهم للأسف فى أيدى فلول النظام السابق. صدعوا رءوسنا بالمواطنة وأنه لا فارق بين مصرى وآخر إلا بالمواطنة، وعند ما جاء الاحتكام للصندوق رفضوا وقالوا لا سنحتكم إلى "شهادة محو الأمية" ورفضوا الاعتراف بالمواطنة معيارا لمنح الحقوق والواجبات السياسية وحق الانتخاب الحر!. هذا هو للأسف منطق الليبراليين واليساريين المصريين، وما يسمى ب"جبهة الإنقاذ الوطنى".. ينتقدون نصا انتقاليا فى مشروع الدستور "يعزل" قيادات النظام السابق مدة عشر سنوات، وهو أمر يمكن تفهمه فى إطار المرجعية الليبرالية وتحالفات جبهة الإنقاذ السياسية –كما يقول زميلنا الدكتور حامد قويسى– وبالمقابل يريدون عزل ما لا يقل عن خمس وعشرين مليونا من المصريين عن ممارسة حقهم السياسى؛ لأنهم "أميون" لا يقرءون ولا يكتبون، من ممارسة حقهم السياسى فى التصويت؟!. ما الفارق إذن بين ما كان يقوله النظام السابق من أن الشعب غير مستعد للديمقراطية ولهذا حرموه منها وما يقوله علاء الأسوانى وأقرانه ممن يسمون أنفسهم (النخبة) بأن المواطن المصرى البسيط الذى ظلمه النظام السابق وحرمه من حق القراءة والكتابة غير مؤهل للتصويت فى الانتخابات؛ لأنه لا يدرك مصلحته ولا مصلحة مصر؟!.