فى لقاء مع بعض الشباب بين مؤيد ومعارض دار حوار طويل كان هذا جانبًا منه.. أحد الحضور: لا نفهم حقيقة ما الذى جعل القوى المؤيدة للرئيس تذهب إلى الاتحادية ويعتدون على المتظاهرين السلميين، واحنا ما لنا فيه خمرة أو بيرة أو.. فى محيط القصر ولا لأ؟ قلت: لقد رفضت القوى المؤيدة أن تقوم بمسيرتها يوم الثلاثاء أو يوم السبت للتحرير، فترى ما الذى جعلها تذهب إلى الاتحادية إلا لعلمها بمؤامرة خسيسة لقلب الحكم والانقلاب على الشرعية، رئيسك المنتخب تُكتب شعارات سب على قصره، يا للعار! أين كرامتك التى كنت تشتكى من فقدانها عمرك كله؟ أنا لن أسمح بذلك، ولن أسمح ببيرة وخمرة و.. فى هذا المحيط الذى لا بد أن يبقى طاهرا، لن أسمح بالخيانات أن تقتله أبدا، لن أسمح أن يقتحم أحد هذا القصر وتضيع الشرعية التى أزهقت دماء من أجلها. تتحدثون عن الدم؟.. أين كان الدم حينما قرر الرئيس أن يقيل النائب العام من منصبه ليرجع حقوق الشهداء؟ قالوا ساعتها: القضاء القضاء، القضاء الذى وضعه النظام السابق من ضروريات حياة الخلود التى كان يظنها، إنها دماء مستعدة أن تقدم المزيد لتدافع عن مصر.. عن الثورة، فلا يتحدث أحد باسمها الآن، فلتخرس ألسنة العملاء والتى تعزى الشعب فيهم، قلوبكم السوداء تبدو على ألسنتكم وعلى وجوهكم.. احتفظوا بعزائكم.. يا من قتلتم القتيل ومشيتم فى جنازته تزايدون على دمائه. قال أحدهم: ألا تعتقدين دور أن الآلة الإعلام للتيار المؤيد فى فضح المؤامرات ضعيفة جدا؟ قلت: نعم أوافقكم الرأى.. هناك آلة إعلامية ضعيفة.. أتمنى أن تتحسن حقًّا وتصبح أكثر احترافية.. ولكن هذا لا ينسينا أن هناك سيطرة كاملة على وسائل الإعلام أنفق عليها النظام السابق الملايين وهم الآن فى أنفاسهم الأخيرة التى قد تطول أحيانا.. ماذا يفعلون وأوراقهم الآن على مكتب النائب العام الجديد؟ ودعونا نضع الأمور فى حجمها، معكم أنها ضعيفة لكننا لن نترك أصل الأمر لندخل إلى شوارع جانبية تنسينا الأصول. قال: ولكن هذا ما نسمع وهذا ما يقوله الإعلام، كيف سنعرف الحقيقة؟ لا بد أن نأخذ ما يقال بعين الاعتبار. قلت: هما كلمتان: إذا لم تر بنفسك، فابحث عن الحق عند أهله الذى يشهد لهم بالصدق، وإذا لم تفعل فاصمت فقد تعين بشكل غير مباشر على إهدار دم ولو بشطر كلمة.. شطر كلمة.. إن الكلمة على مواقع التواصل فقدت ثقلها.. عندهم بالطبع، لكن هذا لا يسقط قيمتها عند الله.. كلمة واحدة قد تلقى بصاحبها إلى النار سبعين خريفًا.. فاحذر أن تكون من هؤلاء الذى يلقون بكلماتهم على تلك المواقع فى الصباح قبل أن يغسلوا حتى وجوههم. قال أحدهم: ولكنْ هناك معارضون شرفاء. قلت: نعم، لكنهم القلة، والكثرة من البلطجية والنظام السابق والذين يحاولون أن يحافظوا على فرصتهم الأخيرة، وإننى أدعو الشرفاء من المعارضين إلى أن ينظروا حولهم، من بجانبك؟ إن اختلافك معه يفوق اختلافك مع الرئيس وحزبه، لقد كانت لحظة انهيار سيدنا كعب بن مالك حينما نظر حوله ولم ير أشباهه فى تخلفه عن غزوة تبوك. أما أن نقول: إن زعماءهم "وطنيون" فهل سمعتهم يقولون يومًا "فلنحتكم للشعب"؟ يقولون: إن الاسلامييين فقط من نزلوا يوم السبت؟ قلت ضاحكة: إذا كانت هذه هى الحقيقة فاختاروهم دون انتخاب إنهم الشعب. وفى هذه الأثناء اتصل بى أحد الشبان يبكى وهو يقول إن أستاذه من شهداء الاتحادية، وظل يحدثنى عنه وكيف كان يسأل عنه يوميًّا، مراعيًا كل تفاصيل حياته.. وقال بألم: ماذا أفعل الآن هل أكون من حزب الكنبة؟ أم ماذا أفعل؟ فقلت له: مبروك لأستاذك الشهادة.. هل نقولها ونسألها ونحن لا نعيها؟ قد صدق الله فصدقه الله، مبارك لك وله.. وعقبى لنا أنا وأنت، انظر كيف كان يريد أن يراك فكن، ربَّى رجالًا من بعده "واللى خلف مامتش" فقم وامض على دربه، من لها إذا لم أكن أنا وأنت؟ هو الآن يسعد بجوار الأحبة، ودمه الذى أريق فى رقبتنا، إن الغربال ما زالت تضيق حلقاته، إن التمايز ما زال يكتمل، تحية إلى الدماء العطرة التى ما زالت تحمينا رغمًا عنا. ----------------- نهى سلامة www.nohasalama.com