احتسب الإخوان المسلمون شبابهم شهداء عند الله، الذين اغتالتهم يد الغدر والبلطجة والإرهاب، في مؤامرة محكمة للانقلاب على الشرعية والإرادة الشعبية، وللإجهاز على الثورة وأهدافها، تمثلت في محاولة اقتحام قصر الاتحادية، الذي بدأ يوم الثلاثاء واستمر الأربعاء، حيث تم القبض على مجموعة مسلحة حاولت القيام باحتلال القصر، وهم الآن رهن التحقيق لدى النيابة، وهذا القصر بالذات إنما هو رمز الدولة وهيبتها، وهو مقر الرئيس المنتخب شعبيا . لقد نزل الإخوان المسلمون للتظاهر السلمي أمام القصر؛ للتعبير عن تأييدهم للشرعية، ورغبتهم في استكمال مسيرة بناء مؤسسات الدولة الدستورية، بإتمام الاستفتاء على الدستور، والذهاب إلى الانتخابات البرلمانية، وتجاوب معهم العديد من التيارات والمواطنين الشرفاء، إلا أنهم قوبلوا بحشود من البلطجية المسلحين بكل أنواع الأسلحة النارية والبيضاء وقنابل المولوتوف وقنابل مسيلة للدموع والحجارة، كما وجد قناصة في الساحة، الأمر الذي أدى إلى سقوط شهدائنا الخمسة الأبرار، إضافة إلى 1500 مصاب، بعضهم إصاباتهم خطيرة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن خيوط المؤامرة قد اكتملت، والتي بدأت بحرق مقرات الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة في مختلف المحافظات، ولا تزال هذه الجريمة مستمرة، فبالأمس فقط تم حرق مقرات الإخوان المسلمين في الإسماعيلية والسويس والمنوفية ومحاولة حرقه في دمياط، ثم العدوان على الأفراد، والذي أدى إلى الخسائر التي تم ذكرها، وكانت قمة المؤامرة تتمثل في محاولة اقتحام القصر الرئاسي واحتلاله وإسقاط النظام والشرعية، وهو ما تم إجهاضه– بفضل الله تعالى– وبتضحيات إخواننا الذين قدموا أرواحهم ودماءهم لحماية الشرعية والثورة والإرادة الشعبية، رغم ضخامة هذه التضحيات. وأضاف البيان الذى أصدره الإخوان أن ما حدث، بالأمس، إنما هو امتداد للتضحيات التي قدمها شعب مصر، وفي القلب منه الإخوان المسلمون ابتداء من 25 يناير 2011م، وسوف تستمر التضحيات حتى تحقق الثورة أهدافها، وأن المؤامرة التي فشلت بالأمس قام بها أولئك الذين تصدوا للثورة وتآمروا ولا يزالون يتآمرون عليها، والذين يستخدمون المال الحرام الذي نهبوه من شعب مصر، والذي يتلقونه من وراء الحدود، وبتوجيه من الفاسدين الهاربين من العدالة في الخارج، إضافة إلى مجموعة من السياسيين الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على المصالح الوطنية العليا، فليس سياسيا من يستخدم العنف أو يحرض عليه، وليس ثائرا من يحمل السلاح ضد مواطنيه. وتابع: أما الإعلام الذي يقلب الحقائق ويختلق الافتراءات، نقول له: ألا ترى أن الشهداء جميعا من صف الإخوان، وأن الاعتداء على المقرات موجه ضد الإخوان، وأن الاعتداء الإجرامي على الأستاذ صبحي صالح المحامي السياسي المسالم ومحاولة قتله بعد أن تمت إصابته بمحاولة وضعه على قضبان القطار، لولا إنقاذ المواطنين له من أيديهم، إنما يدل على مدى وحشية هذا الفريق. وإن كنا قد نجحنا في إجهاض مؤامرة، الأمس، فلا نعتقد أنهم سوف ييأسون، وهذا ما يقتضي منا أقصى درجات اليقظة والحذر، حتى يتم إجهاضها كاملة، وتقديم أطرافها إلى العدالة؛ لكى يلقوا جزاءهم العادل.