أعلنت النقابات المهنية عن تأييدها لمشروع الدستور الجديد للانتقال من حالة الفراغ إلى الحالة الدستورية المستقرة، ونقل الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا نقلة كبيرة نحو المستقبل. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى نظمته النقابات المهنية بنادي الزراعيين، مساء أمس، الإثنين لإعلان موقفهم من دستور مصر الجديد. ومن جانبه أكد المهندس ماجد خلوصي، نقيب مهندسي مصر وعضو الجمعية التأسيسية للدستور، أن القنوات الفضائية تبث سخافات واعتراضات واجب الرد عليها؛ حيث أعلنوا غضبهم من المادة التي تقول "وتحرص الدولة والمجتمع على المحافظة على الطابع الأصيل للأسرة المصرية". وقال "خلوصي" إن ضباط أمن الدولة فى العهد البائد كانوا يهددون النقابات المهنية من حين لآخر بأن لديهم حكما في الدرج يقول إن النقابات المهنية ليس لها حق في تحصيل الدمغات، ولذلك أكد الدستور على تحديد موارد النقابات، مشيرا إلى أنهم عندما تكلموا على مادة العمال قالوا "هضمتم حقوق العمال والفلاحين في حين أن الدستور يقول "وتكفل الدولة حق كل عامل في الأجر العادل والإجازات، والتقاعد والتأمين الاجتماعي، والرعاية الصحية، والحماية ضد مخاطر العمل، وتوافر شروط السلامة المهنية في أماكن العمل؛ وفقا للقانون، ولا يجوز فصل العامل إلا في الحالات المنصوص عليها في القانون، والإضراب السلمي حق، وينظمه القانون" وتساءل: كيف هضم الدستور حق العمال. وقال الدكتور محمد عبد الجواد- نقيب الصيادلة وعضو الجمعية التأسيسية- إن الجمعية أثناء سير عمل الجمعية اتفقوا على الرجوع إلى الجماهير كل فترة من العمل للتعريف بما يحدث بداخلها، مشيرا إلى أن أعضاء التأسيسية كانوا يواصلون الليل بالنهار؛ من أجل الانتهاء من الدستور على خير وجه حتى تستقر البلاد. وأشار إلى أن مواد الدستور كل مادة منها نوقشت عشرات المرات، وأخذت أكثر من 200 ساعة، وكشف عبد الجواد أن عمرو موسى تحدث ذات مرة أثناء انعقاد الجمعية لأكثر من 28 دقيقة ولم يفهم الموجودين الهدف من الكلام سوى قوله "إحنا مستعجلين ليه على إنهاء الدستور وفيها إيه لما الدستور ياخد سنتين؟". وتعجب "عبد الجواد" من انسحاب الكنيسة من الجمعية التأسيسية قائلا "حتى الآن لا نعرف لماذا انسحبت الكنيسة"، مشيرا إلى أنه لا يوجد عيب في أن تكون سمة الدستور المصري إسلامية، خاصة وأن الدستور يقول أن مصر دولة دينها الإسلام. فيما قدم محمد ورد- أمين عام نقابة الزراعيين- التحية لكل أعضاء التأسيسية من النقابات المهنية، وأشار إلى أن النقابة العامة للزراعيين بادرت بتأييد الرئيس على ما قدم ويقدم في طريق تصحيح المسار في مصر، مشيرا إلى أن النقابة تدعم وتؤيد الدستور المصري الذي صنع بأيد مصرية بحق، وقال إن النقابة مؤيدة وداعمة للاستقرار والقرارات الداعمة لتحقيق النصر. وقال محمد الدماطي- وكيل نقابة المحامين: إنه عندما أيد الدكتور محمد مرسي في كل القنوات الفضائية ليس لأنه إخواني أو رئيس للحرية والعدالة ولكن لأنه مناضل، مشيرا إلى أنه يجب أن ندعم خطوات الرئيس لأنها السبيل الوحيد لعبور هذا الوطن لبر الأمان "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر" ويجب أن نعلم جميعا أن الخندق الوحيد هو خندق ثورة 25 يناير. وأوضح أحمد عبد المقصود– أمين عام نقابة المعلمين– أن الشعب المصري يعيش حاليا في ظل "ديكتاتورية الأقلية"، مؤكدا أن نقابة المعلمين تدعم مؤسسة الرئاسة في دعوة الشعب للاستفتاء على الدستور الذي أشاد به المنصفين والذي يعبر عن المرحلة التي تعيشها مصر وضمير الشعب، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة تحتاج إلى استكمال أهداف ثورة 25 يناير، والتي لن تكتمل إلى بالدستور واستكمال مؤسسات الدولة، مؤكدا أنه يجب دعم الشرعية في الفترة القادمة. وأكد عبد المقصود أن المعلمين مستعدون للإشراف على الاستفتاء على الدستور المصري بدون مقابل، وأن النقابة قررت عقد حلقات نقاشية تحت عنوان "اعرف دستورك" في النقابات الفرعية لتوضيح مواد الدستور وترك المجتمع للاختيار مع عدم توجيهه للتصويت بنعم أو لا. وتحدث الدكتور محمد سيف– أمين صندوق نقابة البيطريين– أن البيطريين جاءت لدعم الجمعية التأسيسية والدستور، مشيرا إلى أن الدستور الذي بين أيدينا هو أفضل دستور شهدته مصر منذ فترة حكم محمد علي. وأشار إلى أن الناس لن تجتمع على شيء أبدا، مؤكدا أن هناك من يقدم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية، وأن هناك من يقدم مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن. وقالت أميرة فاروق– عضو مجلس نقابة التمريض– أن الناس تردد كلاما غير موجود بالدستور، وطالبت الشعب المصري بقراءة الدستور ثم الحكم عليه وعدم السماع من أحد، مؤكدة أن مهنة التمريض ضد العصيان المدني وأنها تدعم الاستقرار الموجود في مصر. وأكد الدكتور عبد الله الكريوني- أمين عام مساعد نقابة الأطباء- أن النقابة وكل النقابات الطبية كانت تناشد جميع الجهات في الفترات السابقة بخصوص رفع موازنة الصحة؛ لأن النظام البائد جعل صحة الشعب آخر شيء يفكر فيه. وشدد الكريونى أن المهنيين يدعمون هذه المسودة، ويطالبون الشعب لقراءتها بموضوعية، وعدم الاستماع إلى المغرضين والإعلاميين المضللين، مشيرا إلى أن بعض وسائل لإعلام تحاول أن تظهر أن الشعب المصري شعب منقسم وهذا غير موجود، وما يحدث هو عملية ديمقراطية وانتقال حقيقي لمصر من مرحلة استعباد إلى مرحلة تعدد الآراء والاستقرار. كما طالب أمين مساعد الأطباء المعارضين بالاحتكام إلى الصندوق في الاستفتاء القادم على الدستور والرضا بما سيفرزه الصندوق والنزول على إرادة الشعب المصري.