لا شك أن وتيرة النقد والهجوم المباشر على الرئيس مرسى ظاهرة تستحق الدراسة؛ لأنها كثيفة من حيث الكم، مركزة من حيث الكيف، مستمرة من حيث الزمن، غير موضوعية فى معظمها، وغير واقعية مقارنة بأحوال مشابهة، وغير مبررة بالنظر لظروف مصر ودأب الرئيس على المضى قدما فى إعادة الدولة!. لكن ما يدهشنى حقا هو مواقف أنصار الدكتور مرسى بحماسهم الشديد للرد على كل نُكتة، ومهاجمة كل نقد، وتبرير كل سلوك للرئيس وتخريجه مخرجا مقنعا.. كما أستغرب خوفهم المبالغ فيه على نجاح الرئيس فى مهمته.. ولهؤلاء الخائفين أقول: اطمئنوا لا تخافوا! لكن هل لا يوجد أى خوف أو قلق على نجاح الرئيس؟ نعم هناك شىء من الخوف والقلق الصحى الدافع للإنجاز، لكن يجب ألا يقيدنا الخوف.. ولدى أسبابى الكثيرة لعدم الخوف أو القلق، بل لدى القوة والأمل والبشرى! أيها الأنصار المتحمسون: لو نظرتم إلى من يهاجم الرئيس بموضوعية وواقعية فستجدون التالى: أولا: إن الذين يهاجمون الرئيس على ارتفاع أصواتهم... هم القلة وليسوا الكثرة، هم القلة النافذة فى الإعلام التى يمكنها أن تكتب وتقرأ، ولديها فائض الوقت لتمضيه فى مواقع التواصل الاجتماعى، وقد لا يكون لها صلة بالواقع اليومى للشعب المصرى.. كم نسبتهم تقريبا؟ "ممكن يكونوا فى حدود 10% مثلا" مع أنها نسبة كبيرة.. ليكن..!! ثانيا: نسبة أصحاب المصالح والمتهمين أو مترقبى تهم بالفساد الكبير والصغير فى الوزارات وفى البرلمانات والجيش والشرطة ورجال الأعمال الذين يسوؤهم نجاح الدكتور مرسى. وهؤلاء ظهروا فى مناصرة خصمه.. دعنا نقُل: بعضهم كان مضطرا، وبعضهم كان مدفوعا.. هؤلاء يرفضون رفضا قاطعا وجود الدكتور مرسى فى منصبه.. لأنه خطف نصرا وشيكا من قبضة أيديهم.. كم نسبتهم على أقصى تقدير 15% ليكن.. مع أنها نسبة كبيرة!. ثالثا: نسبة مهاجمى الرئيس من الليبراليين واليساريين والقوميين.. الذين هم خصوم تقليديون ومعارضة على طول التاريخ للرئيس ومرجعيته.. كم نسبة هؤلاء ممكن تكون 5%، ليكن..! رابعا: نسبة مهاجمى الرئيس من قطاع مصرى لم تهدأ هواجسه بعد، متخوف دائما من حكم الإسلاميين، وهم إخواننا الأقباط، كم نسبتهم لا أدرى بالضبط.. ضعها أنت أيها القارئ.. لكنها لن تزيد عن 10% مثلا.. ليكن..! أحبائى أنصار الرئيس مرسى ومؤيدوه: بحساب نسب المعارضة التقليدية والمتوقعة يكون لدينا معارضة واضحة ومحددة تصل إلى نسبة 40% من مجموع الشعب المصرى، وليس فقط من يظهرون فى الإعلام وعلى المواقع.. إذن لو حصل الرئيس على تأييد 60% من الناس خلال ثلاثة أشهر من حكمه يكون هذا أمرا واقعيا وموضوعيا؟! لا بل هو تقدير ممتاز فى وضع دولة منهارة مثل مصر! وفى وضع شعب غير مسيس فى معظمه.. بل فى الشرائح التى ذكرتها فى سياق معارضة الرئيس فئات تتراجع لصالح تأييد الرئيس بعد 100 يوم فقط، فلماذا تخافون ولماذا أنتم قلقون؟! إن كنتم ما زلتم على خوفكم.. فأرجو منكم إجابة عن التساؤلات التالية: 1- إذا كان الله جل وعلا خلق ورزق السبعة مليار آدمى.. ومع ذلك لا يؤمن بالله سوى نسبة 25% على أكبر تقدير.. فهل أنتم قلقون ومحزونون وغاضبون من نسبة ال75% الذين يحادون الله بالمعاصى؟! يا ليتنا نكون كذلك ونفعل لهم شيئا..؟! 2- إذا كان البشر جيلا بعد جيل لم يؤمنوا بالأنبياء وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.. سوى القلة القليلة.. وبقيت كثرة تعارضهم وتناوئهم، بل هموا بقتلهم.. وقتلوهم فعلا.. وهجّروهم من أوطانهم.. وحاربوهم حتى آخر لحظة؛ دفاعا عن مصالحهم ونفوذهم.. وارتد من ارتد من بعد موتهم.. وتصدى الخلفاء لحماية الدين بكل قوة.. وما زلنا نصد غارات المسيئين للأنبياء.. هل ترون فيما يتعرض له الرئيس شيئا يخالف السنن الكونية؟ إذن لماذا أنتم خائفون؟! 3- كم من الزعماء الكبار منذ الخلافة الراشدة تعرض للنقد الجارح وتعرض لمحاولات اغتيال مادى ومعنوى.. عمر وعثمان وعلى والحسين وغيرهم رضوان الله عليهم.. اغتيلوا من معارضين..(طبعا لا يتمنى أحد ولا أتوقع أن يحدث مع الرئيس مرسى مثلما حدث مع الخلفاء) فهل يرى الرئيس نفسه بدعا من الرؤساء؟ هل يرى نفسه أعدل من عمر أم ألين من عثمان أم أفقه من على..؟! اهدءوا أيها المناصرون..!! 4- إذا كان الله قد منّ على مصر برئيس مثل رئيسكم.. ووضع الحكم معه ومكّن له فى منصبه إذ أخرجه من السجن على الحكم.. وجعله حرا فى قراراته.. وجعل الدولة كلها الآن تأتمر بأمره إلا جيوبا قليلة فى طريقها للتصفية! فمن الذى يفترض أن يخاف أو أن يقلق؟ من بيده السلطة أم من يقف فى العراء ليس لديه إلا اللسان والأبواق والسحرة والمشعوذون؟! أنا يكفينى أن يؤيد الرئيس الآن 51% فقط من الشعب المصرى! أيها الخائفون على الرئيس.. وسّعوا صدوركم.. وارفعوا آفاق النظر للسماء.. وثقوا بمعية الله لكم ولرئيسكم.. فقد كنتم فقراء فأغناكم.. ومطاردين يتخطفكم الناس.. فآواكم.. مستضعفين مغلوبين فنصركم نصرا عزيزا مؤزرا على الظالمين والفاسدين والمتجبرين! أخيرا وهذا هو الأهم.. أيها الخائفون على الرئيس.. رئيسكم -نحسبه كذلك- لا يخشى فى الله لومة لائم.. مستمسك بالعروة الوثقى.. حريص على ألا يخون الله فى شعبه.. وألا يُظلم أحد فى عهده.. لم يكن راغبا أصلا فى الولاية لأنه يعلم خطرها.. يتخفف من حراسه ويعيش بين الناس واثقا بنصر الله.. أفتكونون أنتم أخوف منه عليه؟! وأحرص منه على نفسه؟! أيها الأنصار.. خوفكم لا مبرر له.. وحماسكم بلا موضوعية يعطى الخصوم فرصا للهجوم على رئيسكم.. أنتم ورئيسكم لديكم قوة لا تعرفونها.. {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}. [آل عمران: 139]. حفظ الله مصر..