150 مليون دولار فاتورة أسبوع من العدوان على غزة.. ومليار دولار للحرب البرية 20 مليون دولار يوميًّا لاستخدام "القبة الحديدية".. 250 ألف دولار للغارة الواحدة هل يتحمل الاقتصاد الصهيونى تكاليف العدوان الدائر حاليا على قطاع غزة؟ سؤال يطرح نفسه بقوة على الساحة الإسرائيلية بعد مرور أسبوع على بدء العدوان الغاشم، نظرا للنجاح الملموس الذى حققته المقاومة بإمكانياتها البسيطة وصواريخ وقذائف محلية الصنع فى مواجهة ترسانة أسلحة ضخمة وحديثة تتكلف المليارات فى الوقت الذى يعانى فيه الاقتصاد الإسرائيلى من مشاكل كبيرة، الأمر الذى دفع البعض للتساؤل: هل تصبح "عامود السحاب" بداية انهيار الكيان اقتصاديا؟ بعدما انهارت أسطورة قوة الردع أمام صواريخ المقاومة؟ وبحسب مصادر إسرائيلية فإن تكاليف العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الأيام الأربع الأولى تراوحت ما بين 200-250 مليون دولار، ووفقا لإحصائيات مبدئية للمتخصصين فإن أسبوع القتال فى غزة يكلف الكيان ما بين 400-450 مليون شيكل (150 مليون دولار). وتقول صحيفة "إسرائيل اليوم" إنه إذا قررت القيادة العسكرية الإسرائيلية توسيع العمليات والقيام بعمليات برية داخل القطاع فإن الاقتصاد سيتكبد ما بين 3-4 مليارات شيكل (حوالى مليار دولار)، مشيرا إلى أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية وضعت استعداداتها للتعامل مع معركة قد تستمر لمدة 7 أسابيع متواصلة. وبحسب الصحيفة فإن "عامود السحاب" رغم أنها تتم فى نطاق محدود نسبيا، إلا أن الكيان يعتمد فيها على الوسائل الإلكترونية والتكنولوجية، ولذلك فإن يوم القتال فيها يكلف الجيش أكثر بكثير مما كان يكلفه فى يوم القتال أثناء عملية "الرصاص المصبوب"، الأمر الذى سيؤثر بشكل كبير على ميزانية عام 2012/2013 وعلى ميزانية الدفاع، فمتوسط التكاليف الحالية لهذا العدوان، الذى يعتمد حاليا على الطلعات الجوية ومنظومة القبة الحديدية يتراوح فى اليوم الواحد ما بين 50-70 مليون شيكل (حوالى 20 مليون دولار)، أما فى حال تقرر بالفعل القيام بتوغل برى وتعبئة أعداد ضخمة من قوات الاحتياط فإن يوم القتال سيكلف الاقتصاد الإسرائيلى ما بين 150- 200 مليون شيكل حوالى (50 مليون دولار). الأمر الذى يشكل بالطبع عبئا كبيرا على ميزانية الدولة العبرية التى تعانى فى الأصل عجزا يزيد عن 33 مليار شيكل (مليار دولار)، وهو ما يوضح مدى الورطة التى وضع فيها بنيامين نتنياهو الذى كان يخطط أن تكون عملية "عامود السحاب" بمثابة عملية خاطفة يقوم بتحقيق أهدافها وإنهائها بسرعة، ولم يتوقع أن تكون المقاومة صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة على الأرض. 250 ألف دولار للغارة ويقول المتخصصون الإسرائيليون إنه لمعرفة مدى الورطة التى وضعت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة نتنياهو، نفسها فيها يجب أن نعلم أن تكلفة الغارة الجوية الواحدة التى تقوم بها طائرة حربية إسرائيلية على قطاع غزة تتراوح ما بين نصف مليون إلى 750 ألف شيكل (حوالى 250 ألف دولار)، بينما يتكلف إطلاق طائرة بدون طيار 10000 شيكل فى الساعة (حوالى 3.3 آلاف دولار)، فى الوقت ذاته تتكلف طلعة المروحية العسكرية أكثر من 100 ألف شيكل فى الساعة الواحدة حوالى (33 ألف دولار). وفيما يتعلق بتعبئة قوات الاحتياط فتؤكد المصادر الإسرائيلية أن الجندى الاحتياط الواحد يكلف جيش الاحتلال الإسرائيلى حوالى 1000 شيكل يوميا حوالى (330 دولار)، ومعنى هذا أن تعبئة 16 ألف جندى احتياط إسرائيلى سيزيد تكلفته عن 112 مليون شيكل أسبوعيا (40 مليون دولار)، أما إذا تم استدعاء 75 ألف جندى احتياط –مثلما طلبت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا- فسيكلف الاقتصاد الإسرائيلى 525 مليون شيكل أسبوعيا (200 مليون دولار). وذكرت صحيفة "معاريف" أن التكهنات تؤكد أن إطلاق صاروخ واحد من منظومة القبة الحديدية لاعتراض صاروخ فلسطينى يتكلف 30 ألف دولار، بينما يسبب الصاروخ الفلسطينى الواحد خسائر لإسرائيل تصل إلى أكثر من نصف مليون شيكل عند سقوطه فى إسرائيل، علاوة على الخسائر البشرية بالطبع. تجدر الإشارة إلى أن المنظومة الواحدة من القبة الحديدية يصل ثمنها إلى أكثر من 200 مليون شيكل (حوالى 66 مليون دولار)، وقامت إسرائيل حتى الآن بنشر خمس منظومات من هذا النوع، ويطالب الجيش الإسرائيلى بتوفير اعتماد مالى لشراء منظومة سادسة من هيئة الصناعات العسكرية الإسرائيلية لمواجهة صواريخ المقاومة الفلسطينية. وفى مقابل كل هذا نجد أن المقاومة الفلسطينية فى ظل إمكانياتها المادية المحدودة، من تصنيع صواريخ وقذائف محلية الصنع بتكاليف قليلة ولكنها ذات فاعلية كبيرة ونجحت من خلالها من إحداث توازن فى قوة الردع أمام الاحتلال الصهيونى مثل صواريخ القسام وقذائف الهاون والكاتيوشا وأخيرا الصاروخ 75M طويل المدى والذى يرمز حرف Mبه إلى الحرف الأول من اسم "المقادمة"، تخليدا لذكرى الشهيد البطل إبراهيم المقادمة، والرقم 75 إشارة إلى مداه الذى يصل إلى 75 كيلو مترا، والذى تمكنت كتائب عز الدين القسام بواسطته من ضرب مواقع الاحتلال بمدينة القدسالمحتلة.