من الظلم أن تدرس 4 سنوات كاملة بكليات وأقسام الصحافة والإعلام وتتساوى مع خريجى الكليات الأخرى عند التحاقك بنقابة الصحفيين حتى ولو فى جدول المنتسبين.. هذا ما واجهنا به النقيب الأسبق إبراهيم نافع أنا وأخى وصديقى الأستاذ أنس فودة عندما كنا نعمل معا فى جريدة "الأحرار" بعد تحولها من صحيفة أسبوعية ليومية فى منتصف التسعينيات، وكانت إجابة النقيب الأسبق صادمة ومستفزة "خريجى إعلام إيه.. لدينا مشكلات أهم"!! ورغم أن نافع كان فى جولة انتخابية بمناسبة إعادة ترشيح نفسه لمنصب النقيب، إلا أن الرجل لم يكلف نفسه أن يجامل أعضاء مفترضين فى النقابة سيكون لهم أصوات فى المستقبل القريب، ولكنى تأكدت أنا وصديقى العزيز أن نظام مبارك يريد من الصحافة أن تبقى مهنة عشوائية يلتحق بها الجميع بلا ضوابط حتى تظل النظرة الدونية للصحفى، وحتى يستطيع النظام السابق أن يلحق بها المحاسيب والمعارف والمتردية والنطحية ومَن جنّدهم رجال أمن الدولة المنحل. ورغم اعترافنا بوجود موهوبين ومجتهدين من الكليات الأخرى، إلا أن الأمر حاليا يستدعى من النقابة أن تتدخل عند وضع قانون النقابة الجديد بأن تشترط للقيد فى عضويتها أن يكون من خريجى كليات وأقسام الإعلام والصحافة، وعلى الراغبين فى العمل فى المهنة من خريجى الكليات الأخرى أن يحصل على دبلومة فى الإعلام فى عام واحد على الأقل مع مساواته مع خريجى الإعلام فى مدة التمرين التى يجب ألا تزيد على ستة أشهر فقط لخريجى الإعلام وليس عامين أو ثلاثة، كما هى الحال فى مسودة قانون النقابة، كما أن سن القبول بالنقابة يجب أن يبقى إلى سن الأربعين؛ نظرا لصعوبة التعيين بالصحف. من هنا يجب أن تضع نقابة الصحفيين فى ظل وجود نقيب من خريجى كلية الإعلام فى أولوياتها خريجى الإعلام، الذين يجدر بهم أن يكونوا أصحاب هذه النقابة، لحاجتهم إلى الدخول لسوق العمل، كما هم بحاجة إلى مَن ينتصر لمطالبهم بالانتساب إلى هذه النقابة، فمن ينتصر لكلمة حق لهؤلاء الطلبة الذين عملوا جاهدين على مر سنوات من أجل النهوض بالرسالة الإعلامية؟ نحن بحاجة إلى جيل جديد من الإعلاميين لم يتربّ على إعلاميى الفلول، الذين أساءوا إلى الصحافة والصحفيين أبلغ إساءة. فهل هناك فرق بين نقابة المهندسين ونقابة الصحفيين؟ هل وُجدت النقابة للصحفيين الذين مكنهم النظام السابق ليس بجهدٍ من الانتساب لهذه المهنة؟أعتقد أن طلبة الإعلام الذين يجتهدون سنوات أولى بهذه المهنةالتى أراد لها نظام المخلوع أن تبقى مهنة من لا مهنة له أتمنى أن تصل ثورة 25 يناير لمحطة نقابة الصحفيين.