يغادر حجاج بيت الله الحرام المتعجلون بعد غروب شمس غد مشعر منى بعد أن وفقهم الله تعالى لأداء الفريضة. ويقدر عدد الحجاج المتعجلين بحوالي مليوني حاج يمثلون نحو 70% من مجموع الحجيج ومعظمهم من حجاج الخارج، ويتبقى حوالي مليون حاج يكملون المبيت في أيام التشريق الثلاثة. وقد أعدت السلطات السعودية خطة لتنظيم مغادرة الحشود بعد ظهر غد من منى على مراحل ونفرتهم إلى مكةالمكرمة لأداء طواف الوداع، وذلك من أجل الحيلولة دون اكتظاظ الحجاج حول الكعبة المشرفة والحد من وقوع الحوادث بسبب التدافع والتزاحم. وتتضمن الخطة توزيع نفرة الحجاج من منى إلى الكعبة المشرفة على مدى زمني يصل إلى أكثر من 13 ساعة ويبدأ من بعد الظهر حيث يغادر أول فوج منى متجها إلى الكعبة المشرفة ثم تصل الأفواج كل ساعة تباعا. والواجب على الحاج المتعجل في هذا اليوم رمي الجمرات الثلاث ويكبر مع كل حصاة، ومن السنة الوقوف بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى مستقبلا القبلة رافعا يديه يدعو الله تعالى بما يشاء من الذكر والدعاء لنفسه ولأهله وللمسلمين وعليه أن يتجنب المزاحمة والمضايقة لإخوانه حجاج بيت الله الحرام وألا يؤذيهم ويشوش عليهم، أما الجمرة الأولى وهى جمرة العقبة الكبرى فلايقف عندها ولايدعو بعدها. ومن خطط للمغادرة متعجلا في يومين يجب عليه أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر بسبع حصوات ويكبر مع كل حصاة قائلا الله أكبر، ثم يغادر منى على الفور قبل غروب الشمس، وفي حالة غروبها وهو مازال في منى يجب عليه البقاء للمبيت في منى ليلة الثالث عشر، ويرمي الجمرات الثلاث في اليوم الثالث عشر بسبع حصيات لكل جمرة ويكبر مع كل حصاة وإذا تهيأ للخروج ولم يتمكن لظروف الزحام أو بطء حركة المرور عند ذلك يستمر في سيره متعجلا ولا يلزمه المبيت بمنى لكونه قد تهيأ للمغادرة متعجلا. وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج يتوجه الحاج صوب المسجد الحرام في مكةالمكرمة للطواف حول البيت العتيق، بعد أن أكملت قوافل الحجاج أداء مناسكها بأركانها وواجباتها وفرائضها، وبذلك يكون طواف الوداع آخر أعمال الحج وآخر العهد بالبيت العتيق امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم: "لاينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت"، وطواف الوداع هو آخر واجبات الحج التي ينبغي على الحاج أن يؤديها قبيل سفره مباشرة عائدا إلى بلده، ولا يعفى من طواف الوداع إلا الحائض والنفساء.