ارتقى اليوم الجمعة، 4 شهداء، وأصيب 367 فلسطينيًا بالضفة الغربية وقطاع غزة خلال مواجهات مع الجنود الصهاينة، ويؤكد مراقبون أنه لو كان هناك همج "المستعربين" التابعة للجيش الصهيوني، لأضيف لحساب التضحيات عدد من الأسرى. بعكس الوضع في الضفة الغربية والقدس المحتلة عند حواجز البيرة وطولكرم وحاجز إيل، حيث اعتقلت أمس شابين وفي بيت حنينا أمس أيضًا؛ حيث اعتقلت "المستعربين" 3 شباب، ومن مدخل البيرة أمسكت شابًا قبل قليل، كما داهمت وحدة "مستعربين" إسرائيلية الأربعاء 13 ديسمبر؛ تظاهرة فلسطينية قرب مدينة رام الله في الضفة الغربيةالمحتلة قبل أن تفرقها بعد إطلاق النار في الهواء واعتقال عدد من المشاركين.
وتحيط بالقدس المحتلة الحواجز من كل اتجاه ولكن لا حاجة لليهود بها في الضفة الغربية وإن كانت موجودة عن نقاط التداخل بين الضفة والقدس، فيغنيهم عن ذلك التنسيق الأمني "الفلسطيني" كجزء من مهام سلطة حركة فتح مع الاحتلال، وغياب سلاح المقاومة بشكل كبير.
الوضع في الضفة شجع قادة الاحتلال الغاصب على المفاخرة بسلاحهم، والتسميع لها من خلال وسائل الاعلام والسوشيال ميديا، فكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال اول امس تغريدة عبر حسابه تعليقا على فيديو لأنشطة المستعربين.
فكتب "افيخاي أدرعي"، "#المستعربون..الوحدة الّتي تراقبكم من أقرب ممّا تتوقعون***خلال عمليات الشغب التي اندلعت اليوم في #رام_الله والتي اشترك فيها ما يقارب 400 فلسطيني، الذين قاموا بعمليات الشغب المختلفة، قامت قوات #جيش_الدفاع ووحدات #المستعربين وحرس الحدود باعتقال 3 مخربين".
وأضاف "أدرعي": "سنواصل العمل لإحباط الإرهاب بجميع أشكاله. فوظيفة هذه الوحدات الإمساك بالمخربين مهما كانو وأينما كانوا"
عملية استعرابية
رأى مراسلون لفرانس برس عملية الاعتقال خلال المظاهرة التي شارك فيها ما بين 100إلى 150 فلسطينيا، بينهم من قام بالقاء الحجارة باتجاه الجنود الإسرائيليين قرب حاجز عسكري في الضفة الغربيةالمحتلة.
وهي التظاهرات التي تأتي في إطار المواجهات والمظاهرات التي أعقبت قرار الرئيس الأمريكي ترامب الأسبوع الماضي بخصوص الإعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل.
وقال إنه خلال العملية، التي جرت أحداثها أمس الخميس تقدم عشرات من الجنود باتجاه المتظاهرين، وفجأة قام ملثمون يرتدى بعضهم الكوفيات الفلسطينية التقليدية، وأحدهم وضع علما فلسطينيا على رأسه، باخراج مسدسات. وألقى أحدهم قنبلة دخان بينما أطلق الآخرون طلقات في الهواء. وتوجه الجيش بسرعة باتجاه المتظاهرين الذين بقوا في المكان والذين فروا بعيدا.
المستعربون الإلكترونية
الصحفي إبراهيم المدهون من قطاع غزة كشف في تغريدة له أن الصحف الفلسطينية كثيرا ما تحذر من وحدة شبيهة على الفضاء الالكتروني فقال: "قرأت تقرير عن وحدة اسرائيلية الكترونية تشبه عمل المستعربين القاتلة لكني وجدت انها اكثر وحشية وقتلا من الجيش الصهيوني، هذه الوحدة تقوم على حسابات وهمية باسماء عربية هدفها تأجيج الفتنة ونشر الكراهية..لا استبعد انك جندي اسرائيلي تجيد اللغة العربية في وحدة المستعربين الالكترونية ووظيفتك بث الفرقة بين العرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
ومن تلك التقارير تقريرا بعنوان " جيوش “إسرائيل” الإلكترونية: خطوط جديدة للدفاع عن الكيان الصهيوني!" نشره موقع نون بوست قال إن "دولة الاحتلال لم تستهين بقيمة ثورات فيسبوك وتويتر وقدرتهما في تغيير الرأي العام بين ليلة وضحاها، بل ولم تُقلل من قيمة اعتبار الشباب لتلك المنصات مساحة ذات تأثير وسيطرة بالنسبة للشباب "الإسرائيلي"، الذي قرر الالتحاق بتلك الكتائب الممولة لتأدية مهامه الإلكترونية اليومية بشكل واع منه زاعمًا أنها تجعل لبلده سياسة وحوكمة قوية ومشروعة على المستوى العالمي.
حادث الروضة
ووفق شهادات مشايخ القبائل العربية بمنطقة الروضة بسيناء يفترض نشطاء من خلال ساحات السوشيال ميديا ما قال شيخ قبلي معروف من أن المخابرات تدرس لهجة المعتدين وتصريحات بعضهم بعضا "يا ريس".
فقال أحد النشطاء ساخرا: "وحدة المستعربين الصهاينة يلبسون مثل الفلسطينين يتقمصون شخصياتهم يجيدون لهجاتهم يندسون في وسط الحشود المظاهرة ويصعب على الفلسطيني كشفهم مع انه اكثر من يعرف الصهاينة ..وانت تحسب ان كل الحسابات بتويتر عرب مسلمين مثلك يا مسكين؟".
وقال مجدي كامل: "الاسرائيليين بيتفسحوا في سيناء..ومش مصدقين ان وحدة المستعربين الصهيونية وصلت لمسجد الروضة ؟!.".
وأضاف حساب بصائر أو سيد مروان "المستعربين هي كنية أُعطيت لرجال وحدات خاصة من الجيش الإسرائيلي منهم وحدة اسسها ايهود باراك بنفسه تخفوا بلباس عربي أو اتخذوالهم أشكالاً شبيهة بالعرب الفلسطينيين وبحسب كتاب "المستعربون فرق الموت " اعتقد انهم من قاموا بعملية مسجد الروضة بتواطوء من نظام السيسي ودخلو وخرجوا بحمايته!!".
ويعزز فرضيات نشطاء السوشيال أن وحدة المستعربين التي كانت تعمل سابقًا في قطاع غزة، وبعد فكّ الارتباط انتقلت للعمل ضدّ المقاومين الذين يحاولون الدخول إلى إسرائيل من غزة أو مصر.
منشأهم النتن
ويعود مسمى وحدة "المستعربين"، إلى الخمسينيات وكانت تتبع "جهاز الأمن الداخلي" الإسرائيلي (شاباك).
وكانت مهمتهم تجسسية، عبر الاندماج مع اللاجئين الفلسطينيين داخل الدولة العبرية وفي مخيمات اللجوء في الدول العربية. وحصل عملاء الوحدة على هويات عربية أخذت من اللاجئين، ومن خلال هذه الهويات المستعارة، عمل العديد منهم جواسيس مثل إيلي كوهين في دمشق الذي أعدم في العام 1965، وباروخ مزراحي الذي زرع في اليمن واعتقل ونقل إلى مصر حيث أطلق سراحه!.
والتصق وصف المستعربين بجميع الجنود المندمجين في صفوف السكان في المناطق القريبة من المقاومينّ، حتى حين تكون مهمّتهم المعروّفة ليست هي الهجوم وإنّما جمع المعلومات الاستخباراتية فقط.
ومن مهامهم جلب المعلومات الاستخباراتية، الخطف، الكشف عن المقاومين، الاغتيالات، معالجة أعمال المقاومة والاعتقالات؛ تلك هي المهامّ التي تقوم بها وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود، في منطقة معادية وفي ظروف صعبة، ولا تصبح أبسط عند تنفيذ العملية خلال الاندماج مع السكّان المحلّيين.
وكان للوحدة الجديدة للمستعربين دور مع اندلاع الانتفاضة الأولى (1987) وأتبعها الجيش لقوات حرس الحدود، إلى جانب وحدة المستعربين التابعة لوحدة "دوفدوفان"، وهي تعمل في أراضي الضفة الغربية من أجل منع أعمال المقاومة الفدائية.