الخبراء: غفران الزلات يُذيب الخلافات بين الزوجين أسامة يحيى: اختلاف الرجل عن المرأة من آيات الله إبتسام علام: إظهار المحبة وتحكيم العقل يحل المشكلات الزواج رباط مقدس بين الرجل والمرأة، يعشيان بموجبه تحت سقف واحد، يتبادلان المودة والرحمة والسكن، كما يتبادلان أيضا الخلافات والمشاحنات التى قد تذوب فى ظل العشرة الطويلة، أو تتراكم مع الزمن وتضفى بظلالها السوداء على الحياة الزوجية، فكيف يتجاوز الزوجان هذه الخلافات ويعملان معا على تذويبها حتى لا تتراكم لتبنى جدارا عازلا بينهما؟ زمزم السيد -متزوجة منذ 25 عاما ولديها خمسة من الأبناء ثلاثة أولاد وبنتان- تقول عن زوجها: "زوجى عصبى لأبعد الحدود، وأقل شىء يثير غضبه، ودائما ما تحدث الخلافات بسبب وقوفه على أى خطأ مهما كان صغيرا، وهذا الأمر كان فى أعلى درجاته فى بدايه الزواج، أما الآن فقد فهمت طبعه بالعشرة الطويلة، وعندما تحدث مشكلة أنتظر إلى أن يهدأ ثم أكلمه، ودائما أقول له المسامح كريم". الأسلوب نفسه يتبعه رجب محمد -المتزوج منذ 10 أعوام- فيقول: "لدى ثلاثة أولاد، وكثيرا ما تحدث خلافات بينى وبين زوجتى بسبب بعض الأخطاء التى تقع فيها، ولكنى أتغافل عن بعض المشاكل لأنى أحبها وأتبع فى تعاملى معها مبدأ التمس لأخيك سبعين عذرا عشان المركب تمشى". حسن الخلق يؤكد مستشارو العلاقات الزوجية أن التغافل وغض الطرف عن بعض الأخطاء أو الاختلافاتبين الزوجين وسيلة ناجحة وفعالة، بل واجبة لسير مركب الحياة واستمرارها، خاصة أن الزوجين بينهما الكثير من الأمور المشتركة ما يجمعهما. ويوضح الدكتور أسامة يحيى -مستشار العلاقات الزوجية- أن الاختلاف بين الرجل والمرأة هو من آيات الله فى حلقه، ولو علمنا الحكمة من كل اختلاف لرددنا دائما: الحمد لله؛ فالرجل يضجر من ثرثرة المرأة ولكن لو علم الحكمة من أن المرأة بطبعها ضعيفة لا تقوى على تحمل مشاكلها بمفردها لذلك تلجأ إلى الفضفضة لتزيل عنها من الهم وترتاح من الكمد فسيتفهم كثرة كلامها الذى يشكو منه أحيانا، أما هو فطبيعته عندما تواجهه مشكلة فإنه يصمت ليفكر فى الحل ولو كان من طبيعته الفضفضة مثل المرأة لما حلت أى مشكلة. ويضيف: من الطبيعى أن يتسم الرجل بالقوة لكى يواجه الحياة الصعبة ومشاكلها، على عكس المرأة المليئة بفيض من المشاعر والأحاسيس وذلك للعناية بالزوج والأولاد، وهذا الاختلاف هو ما يجعل كلا منهما يتصرف فى المواقف بطريقة مختلفة ويتعامل مع أحداث الحياة اليومية بأسلوبه الخاص. روشتة السعادة وتنصح د. إبتسام علام -أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة القاهرة- أنه لا بد من وجود الوعى عند كل من الزوجين لدور كل منهم، وعندما تواجههما مشكلة فليواجهاها بعدة أمور؛ أهمها إظهار المحبة بينهما وتحكيم العقل وتحليل المشكلة وعدم تصيد الأخطاء مع الابتعاد عن النقاش فى لحظات الانفعال، ففى حينها يكون الإنسان مشوشا ولا يتمكن من التفكير بشكل سليم. وشددت على ضرورة البعد عن إعلان المشكلة ومشاركة الجيران فيها حتى لا يتسع الضرر، فليحرص كل منهما على خفض الصوت أثناء النقاش وأن يظل الحوار مستمرا دون انقطاع خط التواصل بين الزوجين، ليتفهم كل منهما ما يحبه الآخر ويكرهه. وطالبت الطرفين بعدم الإصرار على الرأى عند الخطأ فالاعتراف يرفع من مقدار الزوج فى عين زوجه، كما أن الاعتذار بين الزوجين يزيل أى خلافات ويؤلف القلوب، والتغاضى عن صغائر الأمور يخفف كثيرا من ضغط الحياة اليومية، كما أن الزوجة عليها ثلاثة أرباع حل المشكلة، لأنها تتميز بقوة تحمل واستيعاب أكبر من الرجل ولها القدرة على امتصاص غضبه.