في أكثر من تصريح للسفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، يعبر العسكر عن حربهم المعلنة على زيادة تعداد المصريين، ويؤكد كبيرهم في كل مناسبة منذ انقلاب 2013 أن الزيادة السكانية أحد أهم المشكلات التي تواجه حكوماتهم التي لا تحترف استغلال هذه النعمة، قدر احترافهم للنهب والسلب. من جانبه يؤكد الكاتب والمحلل السياسي "عامر عبد المنعم"، أن عدد السكان الكبير ميزة وقوة تضاف لقوة الدولة وليست مشكلة كما يبدو من التصريحات الرسمية التي جعلت الشعب هو المشكلة.
مضيفا على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك :"الصين والهند بهما ثلث سكان العالم تقريبا، وتصعدان بقوة، بل إن الصين تنطلق نحو الزعامة وإزاحة الولاياتالمتحدة".
وتابع:"الفرق بيننا وبينهم أننا نبيع المصانع والأرض وندمر الإنسان ونسلم الأجانب رقابنا، بينما هم يبنون المصانع ويزرعون أرضهم ويزيدون الإنتاج ويوظفون الطاقة البشرية بشكل صحيح وعادل".
مشكلة إسرائيل ودائما ما يخشى كيان العدو الصهيوني من الزيادة السكانية لدول الجوار، وأهمهم مصر التي لا يزال شعبها لا يعترف باغتصاب فلسطين، وربما يكون ذلك من جملة الأسباب التي عجلت بالانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي لا يدعم خطط اليهود.
ورغم مرور 4 سنوات على انقلابه وغرق المصريين في الفقر والديون، زعم السفيه السيسي في وقت سابق ،خلال لقائه بوفد من أعضاء المجلس القومي للسكان، إن المشكلات التي تعاني منها مصر ليست وليدة الصدفة، لكنها تراكمت على مدى العقود الماضية، وأوضح أن "المشكلات التي تعترض نسق الدولة تحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد حتى نلمس نتائجها".
ووصل عدد سكان مصر 104 ملايين نسمة لتصبح في المركز الثالث عشر عالميا في تعداد السكان، حسبما أعلن الجهاز المركزي للإحصاء والتعبئة.
وقال رئيس الجهاز اللواء أبوبكر الجندي إن :"عدد سكان البلاد وصل إلى 104.2 مليون نسمة، من بينها 94 مليونا و798 ألفا و827 نسمة في الداخل، و9.4 مليون نسمة يعيشون خارجها، بزيادة قدرها 22 مليونا في السنوات العشر الأخيرة".
نعمة وليست نقمة وردا على تهويل السفيه السيسي ومزاعم أن زيادة السكان نقمة، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور "أشرف دوابة": " قضية الزيادة السكانية رددها من قبل مبارك وغيره ممن نهبوا ثروات مصر ورسخوا الطبقية وجعلوا الثروة دولة بين رجال الأعمال في عهد مبارك أو بين العسكر في عهد السيسي، في حين ينام باقي الشعب ما بين متعفف أو جائع، أو يعيش ليأكل بدلا من أن يأكل ليعيش".
ودائما ما يحمل السفيه السيسي شعب مصر مسئولية فشله، فشماعات الفشل التي حملها للشعب لا تنقضي عجائبها، ولن ينتهي عددها وليس آخرها ما أثاره عن قضية السكان وقوله أن النمو السكاني خطر كبير يواجه الدولة بشكل لا يقل عن الإرهاب، وأن الدولة تدرس وضع قوانين لتنظيم الأسرة، والحد من الكثافة السكانية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ما إن صدر مثل هذا الكلام الباهت حتي علا وميضه وانتشرت رائحته الكريهة في كافة الأذرع الإعلامية التي يحركها العسكر من برامج تلفزيونية وصحف ونحوها.
إن فرعون وسحرة الضلال لا هم له سوى تغييب الوعي وتزييف الحقائق، ومحو آثار ثورة يناير، وما رسخته من حرية، حتى بات السيسي يريد أن يدخل للمصريين في غرفات نومهم، ويحرم ما أحله الله لهم، سواء تم ذلك بتزييف الحقائق من إعلاميين فاسدين أو علماء سلطة وعملاء للشرطة ضالين مضلين.
وكان السيسي قاد انقلابا يوم 3 يوليو الماضي وأطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، ومنذ ذلك الحين تشهد عدة محافظات وجامعات مظاهرات تطالب بعودة الشرعية المتمثلة بجميع المؤسسات المنتخبة.
وقد شنت السلطات التي تولت زمام الأمور في البلاد حملة اعتقالات في صفوف مناهضي الانقلاب، وخاصة قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين.