بالمخالفة لكل دول العالم، التي تسبق مصر في جودة التعليم، ينقل الانقلاب العسكري تجربة البيادة إلى مدارس مصر.. التي تحكم بالحديد والنار.. وبعيدًا عن التربية وغرس القيم الوطنية ومعالجة المشاكل التربوية بطريقة علمية تراعي ظروف وأوضاع المجتمع المصري.. حولت الحكومة الانقلابية طلاب مصر لسجناء ومشاريع سجناء، بدلا من أن يكونوا مشاريع علماء. ومنذ 16 سبتمبر الجاري، تصاعدت أزمة الحكم القضائي بحبس 15 طالبا بدمياط، لعدم التزامهم بتسليم "التابلت المدرسي"، حيث هدد أولياء أمور الطلاب بالتصعيد المستمر، لحين إلغاء هذا الحكم الذي وصفوه بالظالم.
وقال مدحت هلال، أحد أولياء الأمور، في تصريحات صحفية: "هنسيب ولادنا يدخلوا السجن، والعالم يشوف الفضيحة اللي عندنا"، متسائلاً: "هل كل طلاب مصر سلموا التابلت للوزارة؟، وبعدين منتظر إيه من جهاز أولادنا في السن ده بيشتغلوا عليه 3 سنين كاملة.. اللي بيحصل ده مهزلة وفضيحة بكل المقاييس.. تصور لما شاب من دول يتقبض عليه في حملة أمنية وهو رايح ولا راجع من الكلية، وتخيل لما طالب جامعي يدخل الحجز مع البلطجية والمجرمين.. ولمصلحة مين وزارة التعليم تعمل في ولادها كده؟ إحنا مُصرين نجيب حق ولادنا، وهنصعد باللجوء لمنظمات حقوق الإنسان".
وأبدت منى، والدة أحد الطلاب، دهشتها من الحكم، مطالبة أولياء الأمور بدفع ثمن الجهاز رغم الظروف المادية الصعبة، وعدم قدرة معظمهم على الوفاء بمتطلبات المعيشة، وقالت: "هل المتسبب في صدور حكم على هؤلاء الطلبة يقبل أن يتعرض ابنه لهذا الموقف ويعيش حياته مطاردا ومهددا من الشرطة؟، وإزاي نكلمه بعد كده عن الولاء والانتماء لبلده الذي جعله بين يوم وليلة مجرما؟».
كان 15 طالبًا يدرسون بمدرسة رامي زيدان الثانوية للبنين التابعة لإدارة فارسكور التعليمية، قد صدر ضدهم حكم من محكمة جنايات دمياط في 24 يوليو الماضي بحبسهم شهرين مع الشغل وكفالة 200 جنيه، على خلفية قيام مدير مدرستهم بتحرير محاضر ضدهم بقسم شرطة مركز فارسكور يتهمهم فيه بتبديد ممتلكات المدرسة بعدم تسليمهم «التابلت المدرسي»، عقب انتهاء دراستهم الثانوية.
وفي سياق ارهاب التلاميذ، لم يمر أكثر من أسبوع على قرار المحكمة بسجن طلاب بالثانوية العامة شهرين بتهمة رفض تسليم جهاز"التابلت"، لتصدر الحكومة فرمان "غير قانوني" بالسجن لأي طالب بتهمة عدم تحية العلم أوالإضرار به، وذلك في إطار علمية إرهاب الطلاب.
حيث أعلن ، أمس، "رضا حجازى"، رئيس قطاع التعليم العام، إن "تحية العلم في المدارس أمر مقدس ولا بد منه وأى مدرسة تخالف ذلك سوف تتعرض للمسائلة القانونية الرادعة، وأنه واجب على جميع المدارس سواء مدرسة دولية أو خاصة إضافة إلى المدارس الحكومية".
مشيرًا إلى أن"عقوبة التهرب من تحية العلم في طابور الصباح يمكن أن تصل إلى الحرمان من الدراسة أسبوع أو اثنين، بعد عرض الواقعة على الإدارة التعليمية ولجنة الحماية".
ولم يدر بخلد وزارة التربية والتعليم أن تبحث عن كراهية بعض الطلاب لتحية العلم، بسبب الظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وانتشار قيم كراهية الوطن بسبب الاستبداد والفساد، وكذا وعي الطلاب والتلاميذ بأن من يقوم على تحية العلم من مؤيدي البلطجة والفساد والقمع.. فالطالب لا يرى العدل أو المساواة في وطنه.
ويريد النظام الانقلابي أن يفيض الطالب بالانتماء والوطنية والوفاء لمن يذيقونه ويلات القهر السياسي والاقتصادي...حيث يحرم نخو 90% من تلاميذ مصر من مقاعد محترمة او فصول مناسبة لا تعج بالزحام او فساد التغذية المدرسية ...وغيرها من الازمات التي يعانيها الطلاب ويريدون التعبير عن رفضهم لها بالامتناع عن تحية العلم الذي يهينه السيسي واجناده في اليوم مائة مرة بلا حساب ولا رقابة.