رغم تبني الامارات للحصار ومقاطعة قطر وتصدرها مشهد العدوان على قطر، ثم تبعها السيسي ووضع مصر في ثلة المقاطعين لدولة عربية، إلا أن البزنس والمصالح التي هي دين عيال زايد حاكمين الامارات، هو المحرك الأساس لهم، دون اكتراث بتابعهم السيسي، الذي يسعى لإيجاد مكان له على الخريطة، مورطًا أكبر دولة عربية في حروب آل زايد. أمس، أفادت شركتا الإمارات للاتصالات المتكاملة (دو) ومؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) الإماراتيتان بعودة قنوات "بي إن" الرياضية القطرية إلى الإمارات، بعد توقف 5 أسابيع متتالية بالتزامن مع الأزمة الخليجية.
وقالت الشركتان في رسائل نصية للعملاء عبر الهاتف، إن قنوات "بي إن سبورتس" أصبحت متاحة مجددًا.
وذكرت شركة "دو" في رسالة لعملائها "نحيطكم علمًا أنه بدءًا من 22 يوليو 2017 ستتوفر باقة (بي إن) للمشتركين، وسيتم تطبيق الرسوم العادية خلال توفر الخدمة على أن تخضع الباقة للمراجعة المستمرة".
وقررت الإمارات منتصف يونيو الماضي إيقاف بيع أجهزة الاستقبال وبطاقات الاشتراك الخاصة بقنوات "بي إن" الرياضية القطرية، داخل الأسواق الإماراتية، في أعقاب قيام السلطات السعودية والبحرينية بنفس الخطوة.
ومنذ مساء الجمعة، عادت مجموعة القنوات القطرية إلى الباقات التلفزيونية لمستخدمي الشركتين (اتصالات ودو).
وفي 5 يونيوالماضي، قطعت كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة، معتبرة أنها تواجه "حملة افتراءات وأكاذيب".
مماحكات
وكانت بعض الاتحادات الكروية العربية هددت بانسحابها من تصفيات كأس العالم المقبل في روسيا، حال استمرار احتكار بث مباريات منتخباتها الوطنية عبر قنوات "بي إن سبورت".
وشهدت مجموعة "بي إن سبورت" موجة استقالات جماعية؛ حيث استقال جميع العاملين السعوديين في مجموعة القنوات الرياضية القطرية وتقدموا باستقالاتهم، بينهم المعلّق الرياضي فهد العتيبي.
كما أعلن المعلق الرياضي الإماراتي علي سعيد الكعبي استقالته من المجموعة، وغرّد قائلاً: "عشر سنوات من العمل المهني الاحترافي الحقيقي ستبقى في قلبي إلى الأبد.. وداعًا لكل الزملاء في Bein Sports".
وكذلك كتب المعلق الإماراتي فارس عوض، الذي كان في طريقه للعودة إلى القناة القطرية نفسها: "أنهيت تعاوني مع قنوات Bein Sports، أشكر القائمين عليها وكل الأشقاء الذين وجدت منهم كل محبة وتقدير".
كما قدم الإماراتيان سلطان راشد وحسن الجسمي اللذان يعملان في قناتي Bein Sports و"الدوري والكأس" استقالتيهما أيضًا.
في السياق، أشارت تقارير إعلامية إماراتية إلى أن الاتحاد السعودي لكرة القدم قرر منع جميع اللاعبين والجهاز الفني من الحديث مع شبكة قنوات "بي إن سبورت" و"الكأس" القطرية، بناءً على تعليمات من جهات سيادية، وأتى ذلك بعد أن قرر النادي الأهلي السعودي فسخ عقد الرعاية مع شركة الخطوط القطرية، عقب إعلان السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر.
وفي مصر أصدر مجلس إدارة النادي الأهلي قراراً بمقاطعة شبكة قنوات "بي إن سبورت"، بعد إعلان مصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، كما قرر مجلس "الأهلي" منع دخول القناة القطرية مقر النادي وفروعه في مدينة نصر والشيخ زايد والجزيرة، و منع اللاعبين والمدربين من التعامل مع القناة ومنع كاميراتها من حضور أي مؤتمرات خاصة بالنادي.
كما أعلن لاعب كرة القدم السابق، أحمد حسام، الشهير بميدو، استقالته من العمل في القناة، على ما جاء في تغريدة له في "تويتر".
يشار إلى أن قنوات "بي إن الرياضية" لديها الحقوق الحصرية للعديد من البطولات العالمية والقارية لكرة القدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
هل تلحق الأغنام كلبهم؟
فيما يتوقع مراقبون أن يلحق السيسي بقرار عيال زايد، الذين يتحركون وفق مصالحهم، عندها ماذا سيقدم الرياضيون المصريون اعتذاراتهم للقناة القطرية.
وهو ما يثبت قوة موقف قطر في الأزمة، فرغم الحصار المفروض عليها، لم تقطع إمداداتها من الغاز للامارات... وغيرها من القرارات الحكيمة التي تكشف ضعف مواقف دول الحصار.