على وقع تصريحات مفبركة، نفاها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مرارًا وتكرارًا عبر كل النوافذ الإعلامية التي تملكها قطر، ما تزال القنوات والمواقع الالكترونية التي تنطلق من دبي وأبوظبي تبثان نار الفتنة، وتهاجمان قطر، ما يعني في الخلاصة كما يقول الناشط الكويتي د.عبدالله بن عازب أن "قطر الآن مستهدفة". الهجوم الشامل وقال البعض إن انتقال قناتي "العربية" و"سكاي نيوز" للعب دور تحريضي واضح ومباشر ضد قطر لصالح أغراض سياسية لجهات في الإمارات والسعودية وغيرها، يبدو بمثابة تتويج لمسار طويل من العمل الإعلامي غير المهني ضد قطر.
كما تورطت صحيفة "البيان" وصحيفة "الشرق الأوسط" في هذه الحملة الإعلامية، وهما مؤسستان مواليتان لأبوظبي وتصدران من دبي، ومواقفها السياسية واضحة حتى أن مدير تحرير الشرق الأوسط عبدالرحمن الراشد المعروف بعلاقاته المخابراتية أعترف بمسؤوليته عن فبركة التصريحات المنسوبة لأمير قطر عن دور إيران في المنطقة والعلاقة القطرية بها.
واستغلت الإمارات والسيسي ومن جوارهما في المواقف، كل أسلحة الإعلام للتمهيد ربما لإجراء على الأرض، مستغلين بخلاف محطات التلفزة العربية، أيضا اللجان الالكترونية في كل من مصر والإمارات، لتثبيت التصريحات عبر الهاشتاجات المزيفة والمفبركة بنظام "BOT"، حيث التغريد المعلب الكترونيا لوصول الهاشتاجات لأعلى نسب التداول فيما يسميى ب"التريند"، ومنها هاشتاج "تميم خان العرب" والذي يلاحقه من هاشتاجات نشطاء الربيع العربي "الجزيرة".
فضلا عن تفعيل التغريدات عبر رموز الدولة في الإمارات والمقربين من محمد بن زايد، فعبر حسابه بموقع تويتر، دافع نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، عن حجب قناة الجزيرة في الإمارات قائلا إنه يحمي "الأمن الوطني".
قائلا: "خرجنا من قمة القمم في الرياض نحمد الله على توحيد المواقف عربيا واسلاميا وعالميا ونجحت قمم الرياض الثلاثة .. تخرج علينا قطر اليوم بشق الصف.. تفضيل قطر تنظيم الاخوان وإيران على السعودية والامارات والكويت والبحرين كارثة سياسية.!!!"
رؤى وتحليلات وحول ما يلوح في الأفق بحق قطر، لاسيما أن عنوان قناة العربية قبل قليل كان؛ (أمريكا الجديدة في مواجهة قطر والإخوان)، فضلا عن الموقف الإماراتي تبعه مواقف خليجية أخرى سعودية وبحرينية، تحرص قطر نفسها على عدم خسارتها، ويرى الصحفي والمحلل السياسي الأكاديمي محمد مختار الشنقيطي، على حسابه على "تويتر" أن "هذه ليست أول مرة تدفع فيها #قطر و قناة #الجزيرة ثمن الوقوف مع وجدان الشعوب ومصالح الأمة. الهجمة الشرسة منذ أمس هي ثمن الدفاع عن وحدة #اليمن".
واتفق معه الكاتب الصحفي الليبرالي وائل قنديل، الذي رأى عبر حسابه أيضا على "تويتر" أنهما "مشروعان، أحدهما يذبح الربيع والمقاومة العربية قرباناً لإسرائيل،والآخر يعافر للحفاظ على ما تبقى من كرامة. يستهدفون قطر لأنها الأقرب للثاني."، وليس أدل على ذلك من حجب سلطات الإنقلاب 21 موقعا بوصفها تدعم "الإرهاب".
أبواق الفتنة فيما رأى د.عبدالعزيز التويجري الأمين العام السابق للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة "الايسيسكو"، أن "قناة العربية تقوم بعمل تخريبي للعلاقات بين قطر وشقيقاتها في الخليج لأمر مشبوه. هذا إعلام التدليس وليس إعلام الحقيقة".
فيما رأى المفكر والأكاديمي العراقي، د. محمد عياش الكبيسي، عن إعلام التدليس "ما الذي تريده أبواق الفتنة من هذه الحماقة واللعبة المكشوفة ..ألم يتعظوا بالفتن التي تحرق الأرض من حولهم ؟!..ألم يستشعروا الخطر الذي يهددهم؟!".
فيما رأى المحلل الأردني ياسر الزعاترة اختصارا أن الأمور وراءها الكثير وكتب في ذلك عدة تغريدات فقال: "إذا لم يكف نفي قطر الحاسم للتصريحات المنسوبة لأميرها لرأب الصدع الذي حصل، فهذا يعني أن وراء القصة ما وراءها. أيام ويتضح الأمر. ربنا يستر".
وأضاف في تغريدة أخرى على "تويتر": "بث العربية لتصريحات قديمة لأمير قطر السابق (منشورة منذ سنوات)، يعني أن الأمور ماضية نحو مزيد من التصعيد. قادة إيران يبتسمون الآن!!".
محاولات مستمرة وما تزال هناك محاولات مستمرة لاختراق حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بوكالة الأنباء القطرية (قنا)، ويتم التصدي لها باستمرار، فضلا عن أن السطات القطرية أعلنت إغلاقها فعليا نوافذ التواصل الاجتماعي للوكالة تجنبا لنشر أكاذيب جديد.
وكانت وكالة الأنباء القطرية نفت نشر تصريحات منسوبة لأمير دولة قطر، وقالت إن موقعها تعرض لاختراق من جهة غير معروفة، كما أكدت في وقت لاحق تعرض حسابها على "تويتر" للاختراق.
وطلبت الوكالة من وسائل الإعلام تجاهل ما ورد من تصريحات ملفقة لأمير دولة قطر.