"ابني يتيم وملناش حد في مصر"، من بين دموع الفقر والقهر والغربة رددت سيدة مسنة تلك العبارة وهى تغطي وجه ابنها الشاب ابن ال25 عاماً، الذي توفى في الكويت وهو يحرث أسفلت السفر بحثا على لقمة عيش، الصدمة كانت من نصيب مسئولة وزارة الأوقاف التي تلفتت يمنة ويسرة فلم تجد مسئولا واحدا من سفارة الانقلاب حاضرا ولو لمجرد تقديم العزاء. القصة انتشرت فصولها المريرة على صفحات السوشيال ميديا، حيث شارك آلاف الكويتيين في جنازة حاشدة لشاب مصري، لا يعرفه أحد، توفي منذ أيام، استجابة لدعوات انطلقت على مواقع التوصل الاجتماعي، بعد أن قالت والدة المتوفى، إنه شاب يتيم، وليس له أي أقارب أو معارف بمصر في الكويت، أو حتى في مصر، حسب ما ذكر موقع صحيفة «العرب» الكويتية. السفارة فين؟ وكان الشاب محمد أحمد حسن، 25 عامًا، الذي يعمل في الكويت، ويصطحب معه والدته، توفي منذ أيام، وعندما سألت مندوبة وزارة الأوقاف والدته «هل تحبين أن نقوم بإجراءات الدفن، أو تحبين إرساله ليُدفن في بلده؟» فكان رد الأم صاعقًا بالنسبة لمندوبة الوزارة حيث قالت: «ملناش حد هنا ولا في مصر، خدو المسلم وادفنوه في مقابر المسلمين». وعندما علمت إحدى الناشطات على موقع «تويتر» بالقصة، نشرت تفاصيلها على حسابها، فتداولها عدد كبير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمت مشاركة القصة على نطاق واسع، وانطلقت دعوات مكثفة لحضور جنازة ذلك الشاب المصري اليتيم الذي لا يعرفه أحد. ودشن مستخدمو «تويتر» هاشتاج يحمل اسم الشاب، وتم نشر كل التفاصيل عن قصته. المسلمين بخير وكانت المفاجأة في يوم الجنازة، عندما توافد آلاف الكويتيين لحضور جنازة الشاب في منطقة مقابر «الصليبيخات»، التي امتلأت عن آخرها وعجت بالسيارات، للدرجة التي دفعت لإغلاق بوابة المقابر بسبب الزحام الشديد. وتوجهت الحشود سيرًا على الأقدام، إلى مسجد المقابر، للمشاركة في صلاة الجنازة، وبدا المشهد مهيبًا، فقد كانت الجنازة حاشدة، على الرغم من أن المتوفى لا يعرفه أحد. وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو من الجنازة، ووصفوا الجنازة بأنها «واحدة من أكبر الجنازات في تاريخ الكويت». "كرامة السيسي" وفاة الشاب "محمد أحمد حسن" أعادت الحديث مجددًا عن كرامة المصري، وتناول نشطاء حديث السفيه السيسي قائد الانقلاب عن صون كرامة المصري في الداخل والخارج، عندما دعا حكومته في الاحتفال بعيد العمال، في 28 إبريل 2016، لتلبية احتياجات المواطنين ومكافحة الفساد وارتفاع الأسعار. تصريح السفيه السيسي أثار سخرية المصريين على شبكات التواصل الاجتماعي وقتها؛ جاء بعد حوادث قتل مروعة طالت مصريين في الكويت والأردن والسعودية وليبيا المملكة المتحدة، وإثر موجة ارتفاع غير مسبوقة في أسعار السلع والخدمات الحكومية، ما دفع بمصريين للحديث عن امتهان كرامتهم في عهد الانقلاب. "كرامة مرسي" وبالمقارنة بين الشرعية والانقلاب ومن قلب ميدان التحرير ويوم 29 يونيو 2012، وقف الرئيس المنتخب محمد مرسى يوم توليه مسؤولية البلاد، وقال: "لن نسمح لأحد أن يتعدى على كرامة مصر، أو ينال من كرامة شعبها ورئيسها أيا من كان". وأضاف أن احترام حقوق الشعب المصري هو من يحكم علاقات البلاد الخارجية. وأكد مرسي وسط حشود من مؤيديه؛ أنه كرئيس لمصر لن يفرط في حقوق بلده وفي حقوق أي مصري بالخارج، وتعهد بالعمل على إطلاق سراح عمر عبد الرحمن المعتقل في أمريكا. وقدم مرسي رؤية أخرى لكرامة المصري؛ عبر عنها بقوله: "سنستمر في دعم الثورة بمبادئها التي قامت عليها"، وتعهد بالإفراج عن المعتقلين والذين يحاكمون عسكريا منذ ثورة 25 يناير.