واصل قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي توسيع نفوذ الجيش في الاقتصاد، عبر توجيه القوات المسلحة إلى إنشاء نحو 100 ألف صوبة زراعية ومن 50 إلى 100 "هايبر ماركت". وأكد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، اللواء كامل الوزير، تلقّي الهيئة تكليفاً من السيسي لإنشاء من 50 إلى 100 هايبر ماركت في مختلف أنحاء البلاد، لمواجهة ارتفاع أسعار السلع.
وأشار في مداخلة هاتفية لبرنامج "كل يوم" مع الإعلامي عمرو أديب، مساء أمس، إلى أن السيسي كلف الهيئة أيضاً بإنشاء 100 ألف صوبة زراعية، مساحة كل صوبة منها لا تقل عن فدان لإنتاج خضراوات وفاكهة لمحدودي الدخل لمواجهة ارتفاع أسعار الفاكهة في مصر.
وأكّد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن جهاز الخدمة الوطنية سيكون مسؤولاً عن إدارة الصوبات الزراعية، وتسويق منتجاتها في الأسواق المصرية وتصديرها. الغريب في الامر ان قرارات السيسي المتلاحقة للتخديم على العسكر، تتجاهل تحذيرات الخبراء والمؤسسات الاقتصادية المحلية والعالمية، من ان احد اسباب عجز الموازنة هو خرمان خزانة مصر من الضرائب والرسوم والجمارك على المنتجات التي يتاجر بها الجيش بمؤسساته الاقتصادية، حيث تعفى من كافة الرسوم والضرائب.
التأزيم لعبة العسكر ومنذ تعويم الجنية في 3 نوفمبر الماضي، شهدت أسعار السلع الغذائية ارتفاعاً كبيرا ، فيما تتزايد معاناة المواطنين...بينما تطبل الاذرع الاعلامية للانقلاب بمعارض السلع التي يقيمها الجيش، والتي ثبت في بعضها عرض سلع منتهية الصلاحية...
ومنذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، تتوسع نفوذ الجيش اقتصاديا، في العديد من المجالات أبرزها الطرق ومشروعات صناعية وزراعية.
وقال السيسي في نهاية أكتوبر الماضي إن "الأنشطة الاقتصادية للقوات المسلحة تعادل ما بين 1% إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وإن الجيش لا يتطلع إلى منافسة القطاع الخاص"، ولكن صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، ذكرت في تقرير سابق أن الجيش يسيطر على 60% من الاقتصاد.
وحذّر محللو اقتصاد من الآثار السلبية لتوسيع نفوذ الجيش الاقتصادي على حساب القطاع الخاص المصري، في ظل منافسة غير متكافئة بين الطرفين.
وأشار رئيس غرفة الصناعات الهندسية في اتحاد الصناعات المصرية، محمد المهندس، نهاية الشهر الماضي، إلى توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الإنتاج الحربي والشركة المصرية للصناعات الإلكترونية المتطورة "فيوتك" في مجال إضاءة الشوارع والأبحاث والتطوير لصناعة الإلكترونيات والمعدات الإلكترونية.
وفي 26 مارس الماضي جرى توقيع اتفاق بين وزارة الدولة للإنتاج الحربي، وصندوق تحيا مصر، وشركة تنمية الريف المصري الجديد، وشركة جنان الإماراتية للاستثمار، لإنشاء مشروع لزراعة 20 مليون نخلة وإمكانية زراعة المساحات البينية بين النخيل بمحاصيل الحبوب والزيوت المختلفة، وكذلك الاستفادة من هذه الزراعة في عدة مجالات صناعية مكملة. ...ومن ثم يبقى الاقتصاد المصري منحدرا للهاوية اثر سياسات التكويش العسكرية، والتي تضرب القطاع الاستثماري في مصر في مقتل.....