مع الأسى والحزن لما يحدث في عموم مصر من انهيار قيمي وسياسي واجتماعي واقتصادي في مصر في ظل حكم العسكر، وانعدام التوازن السياسي في ظل استهداف قائد الانقلاب لبقائه وعصابته فقط في سدة الحكم.. تأتي أزمة تهجير أسر قبطية من العريش ليقاثم الأزمات في مصر... حوادث التهجير التي تشغل المصريين تخفي ورائها العديد من الملامح والكوارث الخطرة، والتي تتعاظم عواقبها في ظل التركيز فقط على أزمة الأسر القبطية..
ولعل اهداف اسرائيل الاستراتيجية دائما هو افراغ سيناء من سكانها، واعادة السيطرة والتوسع في الداحل المصري، بعد ان خلع السيسي ثياب العفة والاستقلال من اجل الصهاينة والاريكان..
المخطط يتصاعد بقوة لتهجير وترويع كل اهالي سيناء، أمس ، دعت برلمانية في مجلس السيسي، منى منير، أجهزة الدولة إلى إخلاء مُدن العريش والشيخ زويد ورفح، بشمال سيناء، من السكان المدنيين بشكل مؤقت، بدعوى أنها "مناطق اشتباك"، حتى تستطيع قوات الجيش إحكام سيطرتها عليها في مواجهة الجماعات المسلحة، على غرار ما حدث خلال العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956، على حد وصفها.
وقالت في بيان قدمته إلى رئيس البرلمان، أمس السبت، إن تهجير المسيحيين من سيناء إلى محافظات أخرى "ليس حلاً"، وإن الحل يتمثل، في نظرها، ب"الإجلاء المؤقت للسكان، لتعامل الجيش بشكل أفضل مع العناصر الإرهابية".
هذا المقترح يعزل سيناء كما حدث في السابق أدى إلى احتلالها عامي 1957 و1967، ولعل ما لا يدركه السيسي ونظامه أن تهجير أبناء سيناء من مناطقهم هو أكبر خطر على الأمن القومي المصري.
2- الاستهداف الممنهج لسيناء من قبل المسلحين ومن قبل الجيش المصري يؤدي إلى النزوح المتسارع، و لا يقتصر فقط على المسيحيين ولكن يشمل أيضا المسلمين، لأن الأوضاع بالنسبة لهم ليست أفضل حالاً، لا سيما مع اضطراب الأوضاع بشكل غير مسبوق، ومع إصرار القوات المشتركة من الجيش والشرطة على التضييق على أهالي مدينة العريش والتنكيل بهم لتعويض فشلها في مواجهة التنظيم المسلح.
وتشن القوات المشتركة حملات أمنية بشكل شبه يومي على عدة أحياء في العريش، بدعوى مواجهة التنظيم المسلح، وسط معاناة أهالي المدينة بسبب الاعتقالات العشوائية والاختفاء القسري، والقصف المدفعي العشوائي للمنازل، في تكرار لسيناريو التهجير الطوعي في مدينتي الشيخ زويد ورفح.
3-الإجراءات التي تحصل في سيناء من قبل الدولة المصرية، امتدادا لمعاهدة كامب ديفيد، لتوسيع التطبيع العربي مع إسرائيل. وبحسب خبراء تحول الجيش المصري من مواجهة العدو وهو الكيان الصهيوني، لمواجهة الإرهاب في سيناء وعلى الحدود الغربية مع ليبيا، لأن السيسي اعتبر المرحلة الحالية مرحلة "السلام الدافئ" مع إسرائيل.
4- غياب النظرة الشاملة للجرائم على أراضي سيناء، بفعل اعلام السيسي. حيث ركزت التغطية الاعلامية على خروح الاسر المسيحية، دون الاشارة للالاف الاسر المسلمة مهجرة إلى الاسماعيلية والصالحية وإلى مناطق بئر العبد والقنظرة، بفعل غارات الجيش التي لم تتوقف عن استهداف النساء والاطفال والأجنة في بطون الامهات.
5- القتل للجميع:
وفى ظل الانتهاكات المستمرة لنظام العسكر ضد أبناء الشعب المصرى، نشر مركز "النديم" لتأهيل ضحايا التعذيب والاعتقال، تقريرًا رصد فيه، 1356 حالة قتل قام بها نظام الانقلاب خارج إطار القانون، 448 حالة إهمال طبي متعمد في السجون وأماكن الاحتجاز المختلفة، 781 حالة تعذيب فردي أو جماعي داخل السجون وأماكن الاحتجاز المختلفة.
كما رصد المركز فى تقريره أيضًا، 1015 حالة اخفاء قسرى ظهر منها فقط 396 حالة، ولا تزال 619 حالة رهن الاختفاء القسري إلى اليوم.
وأشار المركز إلى أنه بلغت أحكامٌ الإعدام 844 حكمًا، وما زالت الانتهاكات مُستمرة مع 400 محامٍ ومدافع عن حقوق الإنسان، 96 صحفيًا، 38 سيدة، 350 طفلًا داخل سجون النظام".. هذه الاجواء والجرائم يغفلها الاعلام المصري، الا انها تخلق احتقانا مجتمعيا شاملا.
6- الظهير الشعبي في سيناء من دعم الدولة إلى ضد الدولة..
وهو الاخطر في المشهد المصري، حيث ان الشعب السيناوي الذي تطالعنا تقارير الاعلام المحايد – ير المصري- بأنه بات رافضا للدولة المصرية التي تنتهك خرماته وتقتله بطائاتها وتسجن الابرياء من ابنائه – طال حبس 35 مجنونا في سجون سيناء من اهالي سيناء- ..كل ذلك حول الشعب السيناوي الى دعم اي احد ضد الجيش المصري، وهو ما يعلمه القيادات الميدانية في سيناء بعد قتل 10 من شباب العريش المعتقلين مؤخرا، وهو ما دفع بعض القيادات العسكرية لالتقاط صور مع الاهالي تحت عنوان: اهالي سيناء يدعمون الجيش المصري...!!.
6- ثمن دعم السيسي: وهو ما يجب الا يفسر بمحالة النكاية أو غيرها، وهو ما عبر عنه سامح أبو عرايس - مدير حملة أبناء مبارك – الذي وجه جملة من الانتقادات لطائفة من الأقباط ، اليوم، مطالبًا إياهم بمراجعة أنفسهم ومعرفة أن الكراهية لا تأتي إلا بالكراهية حسب تعبيره . وقال "أبو عرايس" في تدوينة عبر حسابه ب"فيس بوك": "نفس المسيحي اللي بيطالبنا بالتعاطف معاه لما يتعرض لأذى هو نفسه اللي أيد مذابح رابعة والنهضة ورمسيس واعتبرهم ارهابيين".
مشيرًا إلى أنهم أيدو قتل واعتقال عشرات الآلاف من المسلمين بحجة مكافحة الإرهاب حسب تعبيره. وأردف: "هو اللي مش بيتعاطف إلا مع المسيحي اللي زيه لكن بيشوف أن المسلم إرهابي ويموت عادي .. نفس المسيحي اللي زعلان علشان مائتين مسيحي تركوا بيوتهم في العريش هو نفسه اللي أيد تهجير الآلاف من المسلمين من بيوتهم في رفح وهدم بيوتهم بحجة مكافحة الارهاب .. طبعا ده مش مبرر للإرهاب .. ولا لقتل ناس بريئة .. لكن للأسف المسيحيين المصريين في آخر ثلاث سنوات دعموا اضطهاد المسلمين .. يا ريت بجد تراجعوا أنفسكم وتعرفوا أن الكراهية لن تولد إلا الكراهية" حسب رأيه.
7- ولعل ما يجب التفكير به ، هو دور اسرائيل ومحمد دخلان في العمل على تعظيم المخاطر في سيناء، لابعاد مصر عن السيطرة الكاملة على سيناء، انفاذا لمشروعات صهيونية لتأمين بقائها وتمددها في الاراضي العربية وحل ازمات الفلسطينيين بعيدا عنها!! ويبقى الخطر حالاًّ بمصر طالما بقي الإرهابي عبد الفتاح السيسي قاتلا مسيطرا على رقاب المصريين.