أكد الكاتب والمفكر فهمي هويدي أن الثورة أسقطت القداسة عن السلطان والسلطة في مصر، وهذا إنجاز تاريخي لا ينبغي التقليل من شأنه، إلى جانب هذا الإنجاز المهم نجد أن استدعاء المجتمع المصري إلى ساحة السياسة بعد تغييب استمر أربعة عقود إنجاز أيضا. وأضاف، في برنامج "على مسئوليتي" على فضائية الجزيرة مباشر مصر، أن الفارق بين لقاء مبارك بالفنانين ولقاء مرسي بهم أنهم أيام مبارك كانوا يلتقون بالرئيس الإله فلم يخرجوا بعد اللقاء يتحدثون عما جرى في اللقاء، ولكنهم حينما التقوا الرئيس مرسي التقوا بالرئيس المواطن، فانتقدوه ووجهوا إليه اللوم وخرجوا من عنده مطمئنين على أنفسهم يتحدثون لوسائل الإعلام عن كل ما جرى في اللقاء. وقال: إن من إنجازات الثورة إسقاط فكرة العسكرة والتأبيد وتوريث السلطة، مشيرا إلى أن القوى والتيارات السياسية تم استيعابها داخل المنظومة السياسية وليس هناك إقصاء أو حظر لأحد وهو ما يعد نقلة تاريخية. وأوضح أن الثورة أنهت حكم الأقلية وعصر تزييف الانتخابات والحزب والواحد واللون الواحد، وأن الأغلبية فرضت نفسها من خلال انتخابات حرة ونزيهة. وأشار إلى أن الثورة أحدثت نقلات تارخية لا ينبغي أن نغض الطرف عنها، لأننا في هذه الحالة نبخس هذه النقلات الهامة حقها لأن الثورة ملك للشعب، والإخوان فصيل من هذا الشعب شاءت الأقدار أن يتقدموا وفي مرحلة أخرى يمكن أن يتقدم غيرهم طالما أن الآلة الديمقراطية تفعل مفعولها. وصنف هويدي النخبة المصرية إلى ثلاثة أصناف، الصنف الأول المحبطون الذين تصوروا أن الحلم سهل تحقيقه ورفعوا سقف التوقعات وظلوا أكثر من عام ونصف، ولم يتحقق ما أرادوه، وهناك الناقمين الذين استشعروا أن المجتمع خذلهم في الانتخابات، ولم يقدرهم قدرهم، وبالتالي فإن هؤلاء وضعوا على أعينهم نظارة سوداء وبدأوا يرون بها كل ما يحدث في مصر وفي تقديرهم أن القادم سوف يكون أسواء من الذي مضى. وهناك الشامتين الذين يتصيدون الأخطاء وينفخون فيها لأسباب تتعلق بالثأر أو تصفية الحسابات، ويوجد في الساحة العربية بعض الأطراف لم يسعدها ما حصل في مصر، ولم يسعدها الربيع العربي، فينفخون في الأخطاء الحاصلة حتى وصل بعضهم إلى وصف الربيع العربي بالخراب العربي. وأوضح هويدي، أنه لا ينبغي أن نبالغ في الاهتمام بكل هؤلاء لأنهم نخب، وليسوا جماهيرا ولهم حسابات ومصالح لكن أصواتهم عالية وحضورهم قوي في وسائل الإعلام.