تزايدت حالات الانتحار في الآونة الأخيرة للظروف الاقتصادية وحالة اليأس بين الشباب، حيث بدأ عام 2017 بانتحار شاب من جامعة حلوان، بعد أن ألقى بنفسه من الدور 15 بمبنى المدينة الجامعية، حسب ما نشرته صفحة "جامعة حوان" اليوم الخميس. وكشف الدكتور ماجد نجم، القائم بعمل رئيس جامعة حلوان، عن أن الطالب أحمد عيد، بالفرقة الثانية بكلية الحقوق توفي مساء أمس الأربعاء، عقب سقوطة من الغرفة 609، من الطابق السادس بالمدينة الجامعية بحرم الجامعة بعين حلوان. وأضاف ماجد نجم، في تصريحات صحفية أن البحث الجنائي انتقل إلى المدينة الجامعية في عين حلوان لمعاينة موقع الحادث وتم نقل الجثة إلى مستشفى الإنتاج الحربى، ثم إلى المشرحة بمستشفى حلوان العام، وإخطار أهل الطالب وتحرير محضر بالواقعة. وأفصح رئيس جامعة حلوان عن آخر ما كتبه الطالب قبل انتحاره من غرفته بالدور السادس، وهى رسالة إلى أهله يقول فيها: "سامحينى يا أمى، سامحنى يا أبى، هتوحشونى كتير"، وأكد الدكتور ماجد نجم، أن هذه الرسالة عثر عليها بغرفة الطالب. وكان عام 2016 قد شهد ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الانتحار منذ الانقلاب العسكري، ليصل إلى 280 في هذا العام، وتكررت حالات الانتحار مؤخرًا بسبب تدهور الظروف الاقتصادية، وعجز المواطنين على تحمل الحياة، والتي جاءت آخرها بتهديد مواطن سوهاجي بقتل نفسه وأسرته للتخلص من أعباء الحياة. وتحتل مصر المرتبة ال96 عالميًا من حيث معدل حالات الانتحار بين الشباب، حسب دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية، وهو ما أكدته إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء من عام 2009 حتى نهاية 2015، حيث تجاوز أعداد من حاولوا الانتحار فيها 500 ألف ما بين محاولات ناجحة وأخرى باءت بالفشل. 280 حالة انتحار خلال عامين من حكم السيسي أكثر من 280 حالة في 2016 وانتحر 157 مواطنًا خلال الست شهور الأولي من عام 2016، وبنهاية العام تعدت حالات الانتحار 280 حالة علي الأقل، بينما شهد عام 2010 قبل الثورة انتحار5 مواطنين من بين كل 1000 مواطن، ثم تجاوز الرقم ال 400 ألف محاولة انتحار عام 2012، وأخذت تلك الأعداد في الارتفاع حتي نهاية 2016، وأطلق الشباب بعدها صفحة ساخرة تتناول طرق الانتحار وكيفية تنفيذها للتخلص من مشاكل الحياة والأزمات الاقتصادية المتمثلة من الغلاء تحت اسم "انتحار جماعي كمان أسبوع". وأكد الدكتور هشام بحري، رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر، في تصريحات صحفية، أن الفئة العمرية الأغلب في حالة الانتحار خلال عام 2016 بين 15 و25 سنة، بنسبة تصل إلى 6.66%، بينما تأتي في المرتبة الثانية الفئة العمرية بين 25 و45 سنة، ويحل في المرتبة الثالثة الأطفال من 7 سنوات إلى 15 سنة، بنسبة تصل إلى 5.21%، وأعلن أنه على رأس أسباب الانتحار في مصر زيادة ضغوط الأعباء المالية، وضيق الحال، من مرض وفقر وجوع، موضحا ان "مصر يوجد فيها نحو 900 ألف مواطن مقبل على الانتحار، خلال الفترة المقبلة، بسبب إصابة عدد كبير منهم بالاكتئاب العقلي، حيث إن نسبة الانتحار فيه أكثر من انتحار الإنسان الطبيعي"، مرجعا ذلك للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر خاصة عقب قرار تحرير صرف الجنيه، إضافة إلى ما شاب عملية الامتحانات الثانوية العامة من تسريب وغش واضطراب في النتيجة.