كتب رانيا قناوي: أثرت موجة الغلاء التي ضربت المصريين في أرزاقهم، في ظل تعويم الجنيه وانهياره أمام العملات الأجنبية، على غذاء المصريين، حيث أكد قطاع كبير من الغلابة أنهم استعاضوا عن أحد وجباتهم الثلاثة بشكل رسمي وأساسي وأصبحوا يتناولون وجبتين فقط يوميا، خاصة الموظفين والعمال والحرفيين، في حين أكد البعض أنه يتناول وجبة واحدة فقط نظرا لضيق الظروف الاقتصادية. ويقسم عم أحمد حسنين (أحد صناع في ورش الأحذية)، في تصريحات خاصة ل"الحرية والعدالة" أنه على مدار العاميين الماضيين أصبح لا يتناول ومعه الكثير من زملائه إلا وجبتين فقط يوميا.. وربنا وجبة واحدة في بعض الأوقات، نظرا لارتفاع أسعار الوجبات الغذائية وضيق أرزاقهم، مؤكدا أنه أصبح يتناول وجبة الإفطار في البيت مع أولاده بعد أن كان يأكلها في الورشة من أجل التوفير، ويكتفي بها لحين العودة ليلا حتى تناول وجبة العشاء. وجبتان فقط ويضيف حسنين: "كنا بناكل وجبة الفول ع العربية قبل ما نشتغل.. أصبح بتلاتة جنيه ولما يحين معاد وجبة الغذا كنا بنتغذى.. وكان سعر ربع الفرخة مع شربة وخضار وعيش وسلطة 8 جنيهات.. دلوقتي وجبة الفول بقت بستة جنيهات وأقل علبة كشري بقت بسبعة جنيه، والوجبة أم 8 بقت بعشرين، واحنا عطلانين مابنشتغلش فبقينا بناكل قبل ما ننزل أنا وأولادي عشان أوفر وجبة الفطار.. وأفضل عليها لحد العشا". في حين يقول محمد خليل (نجار) إنه لا يجرؤ أن يتناول أي طعام في الشارع بعد ارتفاع الأسعار، مؤكدا أنه يربط على بطنه حتى يعود ليلا لتناول وجبة العشاء والغذاء معا في وجبة واحدة من طعام البيت لتوفير ثمن الطعام الذي يشتريه من الشارع لمصروف أولاده وتعويض ارتفاع الأسعار. في حين أكد محمود حسين (سائق مبكروباص) أنه أصبح يكتفي يوميا بوجبة واحدة هي تناول 3 ساندوتشات فول أو علبة كشري، ومن بعدها يظل صابرا حتى ينتهي يومه ثم يتناول وجبة العشاء في البيت، مشددا على أنهم لا يتحملون هذه المعيشة التي يحرمون فيها على أنفسهم لقمة العيش التي تساعدهم في أداء عملهم واستمرار شقاهم. ارتفاع معدل التضخم وفي هذا السياق، استمر معدل التضخم في تسجيل معدلات قياسية خلال شهر ديسمبر، سواء كان على أساس شهري أو سنوي وفقا للبيانات التي أعلنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم الثلاثاء. وسجل معدل التضخم الشهري في أسعار المستهلكين ارتفاعا بنسبة 3.4% في ديسمبر الماضي في مجمل الجمهورية، مقارنة بشهر نوفمبر، كما قفز على أساس سنوي خلال الشهر نفسه إلى 24.3% مقابل 19.4% في نوفمبر. وكانت مجموعة الطعام والشراب سببا رئيسيا في زيادة معدل التضخم خلال ديسمبر، حيث سجلت ارتفاعا قدره 5.2%. كما زادت معدلات ارتفاع أسعار هذه المجموعة على أساس سنوي بنسبة 29.3%، لتسهم وحدها بنحو 62% من الزيادة التي شهدها معدل التضخم السنوى في ديسمبر. ونشرت "رويتر" إنفوجراف لاستعراض المعدل السنوي لزيادة أسعار المستهلكين لسلع غذائية أساسية، في شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، والتي قادت مجموعة الطعام للارتفاع.