حالة من الغليان تشعل لجان حزب الوفد بالمحافظات المختلفة بالكثير من الغضب، اعتراضا علي سياسات الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، وذلك بسبب اختراق الفلول للحزب في المحافظات، وكذلك في التحالف الذي يقوده الحزب تحت مسمى "الأمة المصرية"، كما أن هناك اتهامات ل"البدوي" بأنه يقوم حاليا بمحاولة تفصيل جمعية عمومية على مقاسه، كي تكون مؤيدة له خلال انتخابات رئاسة الحزب التي من المقرر أن تجُرى خلال أقل من عامين، وأنه يستعين ب"فؤاد بدراوي" سكرتير عام حزب الوفد وعدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب في هذا الأمر، حسبما أكدت مصادر مطلعة بالحزب. كانت 4 لجان بمحافظة المنيا هم "ملوي"، و"أبو قرقاص"، و"ديرمواس"، و"المنيا" قد تم إخطارها بالإغلاق، فضلا عن مقرين تم إغلاقهما مؤخرًا بمحافظة كفر الشيخ. وقال ياسر ترك، رئيس اللجنة الفرعية ل"الوفد" بمركز المنيا والمنسق العام لحركة شباب الوفد الحر من أجل التغيير، إنه تم اليوم إحالته للتحقيق بحجة خروجه على سياسات الحزب ورئيسه، ولتنظيمه وقفة احتجاجية يوم الجمعة الماضي ضد "البدوي" وتشويه صورة الحزب. وأكد– في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة"- أن "البدوي" يقوم بتعيين اللجان في المحافظات بدلا من انتخابها، وذلك من أجل إحكام سيطرته عليها، وتكوين جبهة موالية وخاضعة له، حيث أن انتخابات رئيس الحزب لم يتبق عليها سوي أقل من عامين، مشيرًا إلي ان "البدوي" يعين شخصيات محسوبة على النظام البائد في المحافظات والذين يمتلكون أمولا، وبالتالي فهو يسعي لبناء قاعدة كبيرة من الفلول في المحافظات كي تؤيده في الانتخابات الداخلية للحزب. وأشار ترك إلى أن "البدوي" قال له: "سأدفع بالفلول في الحزب وأعرف أنك أول من ستعارضني"، فرد عليه قائلا: "وأنا أؤكد لك أن الوفد سيكون مجرد مزار سياحي بسببك"، كاشفا عن أن هناك اجتماعا يوم الاربعاء القادم لعدد من الوفديين لتحديد خطوات تصعيدهم المقبلة ضد "البدوي" وطرق التواصل مع المحافظات، وأنهم يدرسون تنظيم اعتصام كبير بالحزب، وبدأوا في جمع توقيعات من الجمعية العمومية للمطالبة بإقالة رئيس الحزب، مؤكدًا أن هذا العام لن يمض إلا برحيل "البدوي". وأضاف: "مسلسل الاستقالات الجماعية من حزب الوفد قادم لا محالة حال استمرار "البدوي" بنفس سياساته، وقد حدث بعضها بالفعل وبعضها الآخر في الطريق". وشدّد علي أن الفول بدأوا في اختراق "الوفد" بشكل كبير جدًا خلال الأيام الأخيرة استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما قد يعصف بالحزب، منوهًا إلى أن هناك سحبا علي المكشوف لأموال الحزب من أجل كسر الوديعة الخاصة به، متسائلا:" هل هناك أزمة مالية كبيرة يمر بها الحزب كي يغلق أكثر من 5 مقرات له في شهر واحد؟". من جانبه، أكد احمد عز العرب، نائب رئيس حزب الوفد، أنه غير راض عن طريقة إدارة الحزب بشكل كبير، مشدّدًا علي ان طريقة إدارة "الوفد" ستعرضه لانفجار كبير من الداخل. جدير بالذكر أن 200 وفديا بكفر الشيخ كانوا قد تقدموا باستقالات جماعية مسببة لرفضهم المشاركة فى العمل الحزبي مع أعضاء الحزب الوطني المنحل المنضمين حديثًا للوفد، وأعلنوا تضامنهم مع الدكتور مدحت خضر سكرتير اللجنة العامة للوفد بالمحافظة والذى استقال منذ عدة أسابيع لرفض انضمام الحزب المنحل.