أصبح التراب المصري حقل ألغام للقوات الروسية التي بدأت التوغل فيه عن طريق القواعد العسكرية التي سمح لهم في بنائها قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، كما أنه تحول بوجهته من المد الأمريكي الذي يعمل لحسابه ولحساب الصهاينة إلى المد الروسي والإيراني أملا في الحصول على السياحة الروسية ونكاية في التحالف السعودي. وتداول عدد من الصحفيين المتابعين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مسجلا، لتدريبات القوات الروسية على الأراضي المصري، بعد بناء قواعد عسكرية لهم في سابقة تاريخية لم تحدث إلا في عهد قائد الهزائم جمال عبد الناصر، وظهر في الفيديو لليوم الثاني على التوالي تدريب وحدات من القوات الخاصة في الجيش الروسي على " محاربة التطرف " و " تحرير المدن " مع وحدات من الجيش المصري على أرض مصر . وظهرت الصور تتناقلها وسائل الإعلام الروسية التي لا زالت تردد أن السيسي أعطى الروس قاعدة عسكرية في غرب البلاد بمنطقة سيدي براني على البحر المتوسط. وكشفت صحف غربية وروسية عن وصول قوات مظلات روسية وطائرات للتدرب في مصر، واستمرار المفاوضات حول عودة الروس للقاعدة الجوية في سيدي براني بمرسي مطروح التي حصل عليها الاتحاد السوفيتي في عهد عبد الناصر.
وقال الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة لشؤون المجالس النيابية الأسبق، قال محسوب عبر حسابه الشخصي على "تويتر" أن السلطة في مصر كذبت كثيرا على شعبنا، "حتى أصبح نفيها إثباتًا".
وقال "محسوب" أن "نفي السلطة وجود مباحثات لإقامة قاعدة عسكرية روسية شمال مصر لا يطمئن"، محذرا من أن تصبح قاعدة "سيدي براني" المصرية قرب مدينة مطروح شمال غرب مصر، كميناء "طرطوس" السوري الذي حوله الروس لقاعدة بحرية لهم.
وكانت صحيفة "ازفيستيا" الروسية ذكرت - الاثنين الماضي- أن روسيا تجري محادثات مع مصر حول استئجار منشآت عسكرية، من ضمنها قاعدة جوية في مدينة سيدي براني شمال غرب مصر، قرب ساحل البحر المتوسط.
ونقلت "ازفيستيا" عن مصدر في الخارجية الروسية، ومقرب من وزارة الدفاع، أنه "تم التطرق أثناء المحادثات إلى أن القاعدة ستكون جاهزة للاستعمال بحلول عام 2019، في حال توصل الطرفان لاتفاق".
وأشارت الصحيفة إلى أن القاعدة التي تقع في مدينة سيدي براني سيتم استخدامها كقاعدة عسكرية جوية. وأكد تقرير لموقع "ستراتفور" الاستخباري الأمريكي اليوم الثلاثاء أن روسيا تتفاوض مع مصر بالفعل لاستخدام ميناء "سيدي براني" وأن مصر تلفت نظر أمريكا لأهمية هذه القاعدة.
وقال التقرير إن روسيا تسعي حاليا لاستعادة نفوذها في جميع أنحاء العالم، عبر دراسة استعادة قواعدها العسكرية خلال الحقبة السوفيتية في مصر وفيتناموكوبا، لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية عالميا.
وقال إن ما كشفته "ازفستيا" نقلا عن مسؤولين بوزارة الدفاع والخارجية الروسية بشأن تفاوض القاهرة وموسكو على منح روسيا تسهيلات عسكرية في مصر وتجديد وجودهم في قاعدة جوية سوفيتية سابقة في المدينة المطلة على البحر المتوسط "سيدي براني"، ما هو سوي جزء من خطة استراتيجية روسية لإعادة قواعد الاتحاد السوفيتي السابقة من مصر إلى فيتنام إلى كوبا لإيران.